أسماء مصطفى

سم قاتل فاحذروه!

الخميس، 26 فبراير 2015 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينتشر بيننا الآن سم قاتل يسرى فى دمائنا دون أن ندرى، ربما نستنشقه فى الهواء، ولكن المفاجأة التى ربما لا نتعجب منها أننا نحن صانعو ومروجو هذا السم، ارجعوا إلى أنفسكم للحظات بصراحة وصدق، ماذا نفعل ليل نهار عن ماذا نتحدث؟ هل نتحدث مع بعضنا البعض عن الأمل عن الحياة عن العمل عن العلم.. إلخ ارجعوا إلى صفحاتكم على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها ارجعوا إلى الشاشات وما نراه، وقع حادث أليم لحيوان برىء لا ذنب له سوى الوفاء لصاحبه فذبحه ثلاثة لا أعرف بما أصفهم ولا دفاع عنهم بالطبع بل أطالب بمحاكمتهم، وفجأة وجدت جميع الصفحات تتحدث معظمها بلغة واحدة أن مصر امتلأت بالوحوش وأكلى لحوم البشر برغم أن من فعلها ثلاثة وليس كل المصريين وبما أننا شعرنا بحجم المأساة معنى هذا أننا بشر لدينا كل ما تحمله الإنسانية من معنى باستثناء الثلاثة ومن شابهم وبالطبع أيضًا هم قلة مقارنة بعددنا.

لقد كنت ممن يتحدثون عن الأمل والتفاؤل دائمًا طيلة الوقت أقف أمام المشكلات وأحاول حلها وأشعر بالرضا حتى إن لم أصل لحلول كاملة مرضية ولكنى اليوم شعرت أن هذا السم القاتل وهو الطاقة السلبية الممتلئة بالسواد بدأت تسلل داخلى من كثرة ما اقرأ واسمع من عبارات مليئة باليأس والغضب والرغبة فى ترك البلاد ولا أعلم لماذا هم باقون أم فى انتظار شنطة السفر فليحقق الله أحلامهم، هؤلاء يكتبون وهم لا يعلمون ماذا يفعلون بأنفسهم وبمن حولهم وبوطنهم.
ولكنى توقفت للحظة قبل أن يجرى هذا للسم فى دمى على صوت صديق بالنسبة لى اعتبرته منذ أن عرفته بمثابة مرآة أتحدث أمامها دون أن أكذب أو أتجمل ومن النادر أن نجد من فى مكانته العملية والأدبية شخصًا مثله، نتجاذب أطراف الحديث دائمًا لنقف على المشكلات ونحاول الإصلاح وكم كان معاونًا لى رغم أعبائه، ولكن دون أن أدرى، وجدتنى أصدر له هذه الطاقة التى تسربت لى من أشياء هو لا ذنب له فيها وأثقل عليه، استمع لى بكل هدوء وترحاب كعادته، وعندما قال أنا لدى أعمال مهمة يجب القيام بها وإذا أثقلت نفسى بكثرة المشاكل التى حولى فلن أنجز شيئًا وهنا تنبهت.

شكرًا لك لقد أنقذتنى وأغلقت الهاتف ووقفت مع نفسى كان يمكن أن يشعر بيأسى هو الآخر وأن استمر فى عمله سوف أفقده حماسه وتذكرت ما حدث فى يومى ووجدت أننى أغفلت عن أمور إيجابية كثيرة كفيلة بأن تعطينى طاقة للعمل والبناء ولكنى أغمضت عينى عنها فباتت ظلامًا، أن هذا بالضبط ما يفعله كثيرون وحيدوا أنفسكم لا نحمل الأعباء سويًا ولكن نبحث عن من نلقى أحمالنا عليه وإن كان قويًا وتحمل فيوم من الأيام سوف ينهار، نتحدث كثيرًا عن الفاسدين وقليلاً عن الشرفاء برغم أننا إذا نظرنا للشرفاء فهذا يعنى الأمل الطاقة الإيجابية، نتحدث عن صورة مصرنا الحبيبة كيف يراها العالم أنه يراها صدقونى بعيون المصريين من خلال ما نكتبه عنا وما نتداوله فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة.

هناك من يشوه الصورة متعمدًا نعلم هذا ولكن من يساعده نحن نساعده دون أن نشعر أصبحنا نتحدث قليلاً أيضًا عن جمالها وكثيرًا عن قبحها مع أننا لو اقتربنا من الضوء ونظرنا عن قرب لسجدنا لله شكرًا بكل ما فيها فقد نجاها الله من ثورات الخريف واعذرونى فى التعبير بالطبع كان لابد من ثورة على الفساد والإرهاب ولكن بالطبع لم تكن ربيع ومضى الخريف وأتى الشتاء والربيع والصيف تلك هى الحياة كما خلقها الله، فدعونا ننزع سويا هذا السم ونوقف تداوله.. استعيدوا قوتكم وقوموا بدوركم وواجبكم وكونوا حريصين على النهوض ولتتماسك أيدينا ونحمل العبء سويًا ولا نلقيه على عاتق دولة أو مسئول وحده.. كلنا شركاء فى المسئولية فلنساعد على التقويم والإصلاح فالظلام لا يدوم ودائمًا ما يظهر لنا القمر ولا يطيل غيابه وإن غاب فلنبحث عن النجوم لنضئ بها العقول والقلوب شكرًا لمن أنار ظلمة نفس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لقد تأثرنا جميعا بمقتل هذا الحيوان الوفى - التوحش اصبح ظاهره منتشره تهدد انسانيتنا

لابد من علاج سريع فعال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة