أحمد أيمن يكتب: العناقيد

الإثنين، 02 فبراير 2015 08:13 ص
أحمد أيمن يكتب: العناقيد مصنع - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم وأنت تبحث عن تطوير الاقتصاد وزيادة مصادره والنهوض بالقاعدة الصناعية فى تلك الدولة التى واجهت على مدار فترة طويلة عيوبًا وأخطاءً فى إدارتها وتطويرها، وفى نفس الوقت أنت تبحث عن فكرة "القيمة المضافة" فى كل ما تود تصنيعه.

وهنا فإنه وللوهلة الأولى لا يمكن أن نجد أفضل من فكرة "العناقيد الصناعية" بمعنى أنك تبحث عن الصناعة والصناعات المكملة لها وتقدم حضانات تنموية للصناعات التكميلية فى إطار النهوض بتلك الصناعة، وبالتالى فأنت تقوم بإنشاء قاطرة صناعية تجر وراءها مجموعة أخرى من الصناعات.

وهنا فأنت بحاجة إلى تجمعات صناعية ضخمة لتقوم بخدمة الصناعة الأم، فهذه الفكرة ستستطيع أن تنشئ مناطق صناعية كاملة فقط لخدمة جزء معين فقط فى صناعة أخرى ومثال ذلك مثلا وادى السيليكون فى سان فرانسيسكو المتخصص فقط فى صناعة الدوائر الإليكترونية ومتطلبات الكومبيوتر بالعالم كله.

ومشاريع العناقيد الصناعية هى من القوة والصلابة حتى تحمل عبء اقتصاد كامل، فعلى سبيل المثال أقامت أساسها الصناعى على فكرة العناقيد الصناعية واستطاعت من خلاله أن تنتج السيارة "تاتا" أرخص سيارة فى العالم واستطاعت أن تضع نفسها فى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة فى مجال الصناعت الإلكترونية.

لكن حتى تنجح فى خلق مناخ ملائم لهذا النوع من العمل للتصنيع فأنت بحاجة لمجموعة من المقومات الأساسية وأظن أن تحدى إيجادها فى الأساس أكبر من تحدى إنجاح فكرة العناقيد الصناعية ككل فأنت تحتاج إلى:
1- منظمة كاملة لربط الصناعات المكملة بالصناعة الأساسية عن طريق حزمة من التشريعات التى تحدد معايير معينة لتصدير المنتجات التكميلية والرقابة على الصادرات وتخفيض دعم الصادرات وتوجيهه بمعايير محددة لرؤوس الأموال التى تسعى للارتباط بالسوق الداخلى أكثر وتكميل صناعات أكبر.
2- تحديد قائمة "للصناعات الوطنية الكبرى" كصناعة السيارت، الحواسب والطائرات وبعدها تقوم بحصر الصناعات المرتبطة واللصيقة بها ونحدد ما بإمكاننا أن ننفذها على الوجه الأمثل طبقا لإمكانيتنا ونحدد الصناعات التى أمامنا مهام لتحسينها والرفع من كفاءتها.
3- تجهيز حضانات صناعية لرعاية الصناعت المرتبطة بالصناعة الأم فى إطار مرحلة من التدريب والبحث والتجريب من أجل الوصول بالصناعات التكميلية لأفضل صورة لها.
4- تجهيز فرد عامل جديد مناسب لسوق العمل و هذا سيترتب على نوع الصناعت التى ستتبناها الدولة وهذا لن يتحقق إلا ببرامج لتطوير التعليم الفنى وأخرى تتبناها وزارة القوىالعاملة فى إطار إمداد سوق العمل وأظن أن هذه هى المهمة الأخطر من بين تلك المهام لأننى أعتقد أن الفرد العامل هو بداية ونهاية نجاح أى مشروع.
5- تجهيز مركز للبحوث الصناعية مهمته التخصص فقط فى مجالات الصناعات الكبرى التى ستتبناها الدولة من أجل تقديم التطوير الدائم لهذه المشاريع والصناعات.
ولهذه الطريقة من التصنيع فوائد كثيرة وأبسطها كالآتى:
1- تخفيض سعر المنتج، فأنت عندما توزع وتفرقها مع كثافة العمالة سينتج عنه سرعة مطردة فى الإنتاج وبالتالى سينتج عنه توازن فى السوق بين حجم الإنتاج والسيولة المالية وذلك سيؤدى إلى انخفاض هائل فى الأسعار وأبسط مثال ما سبق وذكرته وهو السيارة "تاتا" والتى أنتجتها الهند والتى وصل سعرها فى السوق إلى 2000 دولار.
2- تحريك شامل للقطاع الصناعى فأنت لن تقدم على تطوير صناعة أو اثنين أن أتكلم عن مشروع ضخم يهدف إلى النهوض بحوالى 10 صناعات على الأقل للصناعة الكلية الواحدة.
3- تطوير سوق العمل والذى سينتج عنه تطور فى الـأيدى العاملة المصرية وسيسدد ضربة قوية للبطالة فى مصر.

علينا أن ندرك أن الوضع الحالى يحتاج أن نعمل فى جميع الأنحاء وفى كل مجال لتوفير الأمان لأجيال المستقبل.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة