كاتبة دنماركية لـ"اليوم السابع": أحداث كوبنهاجن إجرامية نتيجة لمشكلات مجتمعية ولا علاقة للإسلام.. وجاين ضاحى: المتهم يسكن "نوروبرو" المعروفة بانتشار السلاح.. وتعلو أصوات اليمين لفرض محاكمات طوارئ

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 05:03 م
كاتبة دنماركية لـ"اليوم السابع": أحداث كوبنهاجن إجرامية نتيجة لمشكلات مجتمعية ولا علاقة للإسلام.. وجاين ضاحى: المتهم يسكن "نوروبرو" المعروفة بانتشار السلاح.. وتعلو أصوات اليمين لفرض محاكمات طوارئ جاين ضاحى أكاديمية دنماركية وأستاذة بجامعة كوبنهاجن
مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
• جاين ضاحى: غالبية الدنماركيين منعزلون عن المسلمين ولدينا من يصرّ على دنماركيته كما إسلامه

لم ينتظر كثيرٌ من زعماء العالم نتيجة التحقيقات فى أحداث العاصمة الدنماركيّة، فتعمد البعض استغلاها سياسيًا ودعائيًا، معتبرًا إيّاها فرصة سانحة للهجوم على العرب، وبعد أن كشفت الشرطةُ الدنماركيّةُ عن المتهم المتورط فى العمليّات المسلحة، كان من اللازم التواصل مع صوت خبير بالشَّأن الدنماركى، وواحدة من ذلك الشّعب الذى -غالبًا- لا نعرف عنه الكثير.

بدايةً، جاين ضاحى، الأستاذة بجامعة كوبنهاجن فى الدنمارك، حسمت وصفها للأحداث "إجراميّة محضة، لا أقرأها بوصفها نتيجة استياء إسلامىّ من رسوم كاريكاتوريّة؛ بل نتيجة مشاكل اجتماعية وتهميش لأناس لم يعودوا يعيشون داخل المجتمع، وإنّما على أطرافه".

تعود بداية الأحداث إلى إطلاق مسلّح دنماركى، يعتنق الإسلام، النيران، مساء السبت الماضى، على مركز ثقافى بالعاصمة «كوبنهاجن»، ومعبد يهودى فى السّاعات الأولى من صباح أول أمس الأحد، ترتب عليه مقتل شخصين وإصابة 5 رجال من قوّات الشرطة، وكان المركز يستضيف جلسة نقاش حول التيّارات الإسلاميّة وحرية التّعبير، يشارك فيها الرسام السويدى لارس فيلكس، المعروف برسوماته عن الرموز الدينيّة.

تقارن جاين ضاحى بين أحداث كوبنهاجن وشارلى إبدو فى العاصمة الفرنسيّة، لتصل إلى أنّ التشابه البيّن بين الحدثين، شكلًا، يعنى ندوة تعنى بالرسم الكاريكاتيرى، وأمسية عن حريّة التّعبير والتّكفير أو ما يسمى بالبلاسفيميا Blasphemy، ثمّ الذهاب إلى موقع يهودى، لكنّ الأستاذة بواحدة من أهم جامعات أوروبّا، تستبعد وقوف الدّوافع الدينيّة وراء الحادث، متّهمة التهميش الاجتماعى لفئة من سكّان مملكة الدنمارك.

وتضيف جاين فى حديثها لـ"اليوم السّابع"، الشّخص الّذى قتل كُشف عن هويّته، شاب من أصل عربى مولود وناشئ فى الدنمارك، ومعروف من قِبل الشّرطة، حيثُ له سجل إجرامى، وكان معتقلًا مُنذ فترة بسيطة.

وأوضحت «ضاحى» أنّ المتهمَ بتنفيذ العمليات، كان يعيش فى منطقة شعبية اسمها N?rrebro أو Norrebro «نوروبرو»، وانتسب إلى عصابات تتاجر بالمخدّرات، الّتى يسهل عليها الحصول على الأسلحة هنا، وتكشف الأكاديميّة الدنماركيّة، أنّ الأسلحة، وإنْ كانتْ غير قانونيّة، فمتوافرة فى بعض الأجواء الّتى يصعب على الشّرطة الوصول إليها، وهى مناطق لها شبيهتها فى أوروبّا بأكملها.

ورغم تعظيمها من دور الخلل الأمنى فى مثل هذه الجرائم، وتأكيدها على وجود فشل فى المنظومة الأمنيّة، فإنّ جاين تعوّد لتؤكد أن المشكلة الأكبر فى تكاثر عدد الأفراد -خاصة الشباب- الذين لا تستطيع المجتمعات الوصول لهم، فالفشل فى الدراسة والبطالة تدفعهم إلى المسارات الإجراميّة، منوّهة إلى أن هذه العصابات، نشأت أيضًا بين أولاد المسلمين، فجاء من هنا الرّبط بين الجرائم والإسلام، لتعاود «بالطبع هم قلّة قليلة، حيثُ يعيش معظم المسلمين حياة هادئة وطبيعيّة».

وتستكمل: تتمركز غالبية المسلمين شمال غرب كوبنهاجن، حيث يكثر عدد المغتربين، كما يزداد العدد بالمدن الأخرى نتيجة لتزايد عدد الوافدين، ومع استبعاد العامل الدينى لكنّى ألمح إلى إمكانية اختراق الأجواء غير القانونية، فمن السهل أن تُغرى شابًا فاشلًا اجتماعيًا بالأعمال الإجرامية، لكنّه حكم من المبكر التصريح به.

الْعُنْفُ وَالْعنفُ الْمُتَبَادِلُ.. يَجُبُّ طَرْدَهُمْا مَنْ بِلادِنَا

وتأتى أحداث كوبنهاجن، كحلقة فى سلسلة من الأعمال الإجراميّة، بعضها الدّين سبب فيه، والآخر الكراهية أو الجريمة، لكنّ ما يُغذّى فعليًا العنف والعنف المتبادل هو الخطاب الإعلامى العالمىّ المحرّض على العنف تجاه العرب والمسلمين، فصبيحة الحادث، يوم أمس الأحد، نشر الكاتب جون مارك لوكلارك فى صحيفة «لو فيجارو» الفرنسيّة مقالة تعرّض فيها إلى ضرورة التعاون، من أجل تعزيز الأمن بأوروبّا وإصدار نصوص قضائية موحّدة لمواجهة خطر ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامى»!.

وانتقد الكاتب فى مقالته الّتى حملت عنوان «أوروبّا تحت ضغط الإرهاب الإسلامى» الطُّرق الاستخباراتيّة الأوروبّيّة الّتى تبدو ضعيفة وغير مجدية فى نظره، مقارنة بنظيرتها الأمريكيّة الّتى تعتمد على نظام تبادل المعلومات عبر البطاقة الإلكترونيّة الّتى تحمل 1,2 مليون اسم إرهابى محتمل.

ونتيجة لمثل هذا الخطاب علّقت جاين «يوجد دنماركيّون كثيرون يعيشون منفصلين تمامًا عن المسلمين أو العرب، ويطلقون كراهيتهم فى الأجواء العامّة، كما انتشرت الآراء العنصريّة على مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحت اعتياديّة مثل "يجب طردهم، أكرههم"، ما يكشف عن عنصرية كامنة، ليس السياسيون بعيدين عنها، فمنهم من يتكلّم بنبرة عنصريّة مستترة، ومكشوفة أحيانًا، مثلا اقترح بعضهم، وهم اليمين المتطرف الذى يتزايد عددهم وترتفع أصواتهم، أن تعقد محكمة اضطرارية/ طوارئ خلال الأحداث الأخيرة».

وتتابع: «تنتشر بقوة، مؤخرًا، الآراء التى تلصق التطرف بالإسلام، وتعتبره جزءًا من بنيته، ويأتى تلقائيًا من الشرق الأوسط، كما راجت رؤى تعتبر أن المسلمين يسلكون العنف كأسلوب للإقناع ونوع من المحاربة، وبالطبع ما حدث هنا وفى باريس يستحضر داعش والمحاربين فى سوريا والعراق»، تستدرك «ضاحى» أن تعامل الشرطة الدنماركية يبدو مختلفًا، فلديها الحكمة (إلى حد ما) يعرفون إن كان مرتكب أىّ جريمة هو أصلًا متطرف أو للحادث أبعاد اجتماعية، ومن هذه الناحية فالشرطة أفضل كثيرًا من السياسيين والعامة.

وبسؤالها عمن يغذى التطرف أو يدفع بإمكانية التعايش من الجانبين، الإسلامى والغربى، امتنعت ضاحى أن تعلن عن أسماء بعينها، بيّد أنّها ألمحت «عندنا إمام فى أحد المساجد أصبح معروفًا بكراهيته، وسياسيّة غربية كلامها بالعربى "سم"، لكن هناك صحفى دنماركى مثلًا كثيًرا ما يدفع للتعايش بسلام، ويقدم منذ سنوات برنامج فى الإذاعة الوطنية بعنوان "أصوات عربية" وهو حوار مع مشاهير العرب، بالإضافة إلى ذلك هناك مئات الدنماركيين يستقبلون اللاجئين السوريين برحابة صدر، على خلاف ما يدّعى الخطاب السياسى العام، وبشكل عام المثقفون والدينيون المسلمين يصرّون على دنماركيتهم كما إسلامهم فى آن واحد ولا مشكلة لديهم أن يكونوا مسلمين دنماركيين».


موضوعات متعلقة:


"الإرهاب يصل الدنمارك".. هجومان مسلحان على معبد يهودى ومركز ثقافى حضره رسام كاريكاتير مسيئ للرسول.. مقتل شخصين وإصابة 5 من رجال الشرطة.. فرنسا وأمريكا تدينان.. وألمانيا تشدد إجراءات مراقبة حدودها












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة