محمد عبد السميع مراد يكتب: ساعات وساعات

الإثنين، 16 فبراير 2015 08:01 م
محمد عبد السميع مراد يكتب: ساعات وساعات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناقضات مثيرة للضحك أحيانا، وللشفقة فى أغلب الأوقات.. ساعات نرى فيها مصر على عتبة الانفتاح والتقدم والعودة لسابق مجدها.. وساعات نراها تتدحرج إلى الخلف لتهوى إلى مستنقع النسيان.. وساعات تمر على شعبها مرورا سريعا تاركة آلام وأوجاع المهانة من دول كان من المفروض أنها عربية إسلامية.. وهى أبعد ما تكون عن هذا.. والشعب يبحث وسط أكوام القمامة عن شخصيته التى أصابها المرض.. وصابر وصابر إلى أبعد مدى.

شعب مصر تعود منذ آلاف السنين على الصومعة والتقوقع فى أيام وحالات التناقضات... وحالات اهتزاز الصورة الاجتماعية.. مصر هى أول دولة فى الشرق الأوسط أقيمت فيها الصوامع وبيوت الخلوة وبيوت التعبد.. وبيوت العزلة الاختيارية المنتشرة فى كل أرجاء مصر.. وكانت مقسمة بين الرجال والنساء الراغبين فى التعبد والبعد عن الحياة العامة منذ عهد الأنبا أنطونيوس بمدينة كوما بالقرب من بنى سويف الحالية وهو الذى باع كل أملاكه وأعطى كل ما معه إلى الفقراء وانتشر الفكر الانعزالى التطوعى بين المسيحيين فى هذا الوقت فى دلتا مصر وصعيدها.. من الإسكندرية ووداى النطرون حتى أسوان.. أديرة تحكى تاريح الرهبنة والزهد.. صفة مصرية خالصة.. انتشرت بالتسامح وحب الخير.

تلك الصفة صفة الانعزالية الاختيارية مازات موجوده إلى يومنا هذا.. فى نفس كل المصريين.. حين تشتد حالة التخبط.. نجد المصرى يستدعى فى نفسه تلك الصفة.. وينعزل.. حتى تنكشف الصورة ويتضح الأمر.

غالبية الشعب المصرى غير مقتنع بوجود الأحزاب السياسية الحالية.. وفى نفس الوقت نجد كل وسائل الإعلام تتحدث عن الاحزاب ودورها فى تنمية المجتمع والحياة االسياسية.. وكأنها تكلم نفسها.. لا صدى ولا تفاعل حقيقى بينها وبين الشعب بمختلف طوائفه.

كل المثقفين والخبراء يعرفون أن إحياء الوعى الوطنى المصرى يحتاج إلى سنوات وسنوات ليكون فعالا وفى الصورة الصحيحة.. وفى نفس الوقت الدولة تحتاج إلى دعم شعبى ودعم فكرى لقيام حياة سياسية صحيحة.

فهل تعيد الدولة مرحلة التثقيف السياسى الذى انتشر فى بداية ستينيات القرن الماضى.. وخلق جيل من الشباب يتبنى تطبيق هذا الفكر من خلال الحزب الواحد فى هذا الوقت.. الاتحاد الاشتراكى؟.. لا أعتقد أن تلك التجربة تجدى الآن.. ولكن البداية يجب ان تكون فى التعليم الأساسى.. بوضع مناهج تربية قومية ووطنية صادقة.. تدرس بأسلوب يقبله الطالب ويستوعب قيمة أن يكون له دور سياسى ووطنى.. وقيادى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة