حنان صبرى عبدالغنى تكتب: تخاريف نونة المجنونة

الأحد، 15 فبراير 2015 12:11 ص
حنان صبرى عبدالغنى تكتب: تخاريف نونة المجنونة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كمصريين نجد أنفسنا نتحدى الصعاب بابتسامة ونصنع من مآسينا ذكريات سعيدة يملؤنا الحنين إليها فيما بعد، لغز حير العالم، قد يكون أحد أسباب عظمة هذا الشعب العريق، فحتى انقطاع الكهرباء أصبح من إحدى مآسى وطننا الحبيب هذه الأيام إلا أنه يبدو أننا اعتدناه وتأقلمنا عليه كشىء روتينى كشروق الشمس فى كل صباح أو شلل شوارع العاصمة بسبب أو بدون.. فهناك من يستغل فترة الانقطاع لتبادل النكات وتذكر كل المواقف المحرجة والمضحكة مع أسرته- هذا بالطبع فى حال فراغ بطارية المحمول أو انقطاع الإنترنت مع الكهرباء- وهناك من يجدها فرصة للتظاهر بالتنفيس عن غضبه بالتدخين فى النافذة وهناك من بادر بشحن هاتفه قبل أن تصل البطارية لنصفها حتى تحسبا لانقطاع الكهرباء ليشغل نفسه على مواقع التواصل الاجتماعى فلا يشعر بعودة التيار حتى .

تعددت أشكال الاستفادة من فترة الهدوء هذه التى تجبرنا على الاسترخاء، ولكننى أجد نفسى- بتفكيرى القديم- أمسك بهاتفى وأتجه للذاكرة المتخمة بالأغانى القديمة وأبدأ ف تشغيل باقة من أجمل أغانى التراث بداية بكارم محمود وقنديل وحليم وفريد وحتى مدحت صالح ومنير، وأهيم فى بحور النغم والكلم.
لحظة واحدة فيبدو أنكم الآن كونتم صورة عنى أنى جدة متصابية.. ولكن فى الحقيقة أنا فى الثلاثين من عمرى، ولم أعش أيام الكثير من المغنين العظماء القدامى، الذى أستمع لهم، لكننى سمعت عنهم وعن أيامهم من والداى.

فجلست أسأل نفسى، لماذا لم أعد أتابع الأغانى الحديثة من بعد غياب عمرو دياب وهشام عباس وجيلهما، هل لأن الإنتاج الفنى عامة قد تعرض لموجة جفاف فى السنوات الأخيرة؟؟.. نعم هذا أحد الأسباب ولكنه ليس الرئيسى.

فاليوم يملأ سماءنا نجوم كثر، لكنهم ليسوا بفنانين، ولأدلل على وجهة نظرى فأنا أتحدى جيل أواخر التسعينيات أن يتذكر أغنية واحدة ناجحة للنجمة - فلانة الفلانية طبعا مثلا- بلحنها وكلماتها بعد خمس سنوات من طرحها والتى هى الآن نجمة النجوم .

فى حين أن جيل الثمانينيات يستطيع أن ينشد لك ألبومات عمرو دياب وإيهاب توفيق كاملة، فلماذا هذا؟.. فأعود بالذاكرة مرة أخرى لأيام ليست ببعيدة، حيث كان أحد ألبومات هؤلاء الفنانين يطرح بالأسواق فتجد نفسك محاصرا به.

فأنت تبادر بشرائه بطبيعة الحال -هكذا كانت طبيعة الحال- وتستمع إليه فى بيتك، وعند خروجك من المنزل تسمعه فى نوافذ الجيران، ثم تتمشى قليلا فتجده يصدر من السيارات المارة بالشارع وتصل لمنزل صديقك لتجده جالسا يستمع إليه وهكذا .

ولكن ذلك لم يكن لقلة عدد المطربين.. ولكن لأنهم كانوا يصنعون فنا حقيقيا يمس القلوب فنتفق جميعًا على الاستماع لهذه الأغنية دونما اتفاق لصدق مشاعر كاتبها وملحنها ومغنيها .

أما الآن.. عاد التيار.. أترككم الآن لأنهى غسل الأطباق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة