"قلّ لها" يعرض إنسانيّة العدو ليعريه ويكشف همجيته..

«7 أطفال يهود» يهدمون أكاذيب جنرالات إسرائيل عن العرب: إنسانيتكم تقتلنا

السبت، 14 فبراير 2015 05:05 م
«7 أطفال يهود» يهدمون أكاذيب جنرالات إسرائيل عن العرب: إنسانيتكم تقتلنا فريق عمل المسرحية
كتب مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أغسطس 2010، قدّم أحدّ المخرجين المصريين ضمن مهرجان "الفرق المسرحيّة" بقصور وبيوت الثّقافة، عرض «7 أطفال يهوّد» للبريطانية كارول تشيرشيل، فنشرت إحدى الصحف التابعة للتّيارات الإسلاموية خبرًا يهاجم العرض بزعم أن النص لـ«مؤلّف أجنبى» هكذا وصفها، "متصهينة تدعو اليهود للمحافظة على أرض الميعاد وتصف العرب بالهمج"!!

الجهل بالمؤلّفة البريطانية وبمحتوى العرض، يقف سببًا رئيسيًا وراءَ هجوم الصحيفة على «المؤسّسة»، فضلًا عن استغلال أى حدث فى تصفية الحسابات بين التيارات الإسلاموية والمؤسسات الثقافية، حتى وإن كان العمل ومؤلفته يقفان بصف الحق العربى ويدينان الهمجية الصهيونيّة.

قلّ لَهَا.. الْخُوَّفُ يُبَرِّرُ شَنَاعَةَ الْاِحْتِلاَلِ وَجَرَائِمه

مؤخرًا، استعد عدد من الفنانيين الفلسطينيين لتقديم العرض بعنوان «قلّ لها»، بعد أنْ ترجمه أديب قعوار، على خشبة مسرح «عشتار» أكبر وأهم المسارح الفلسطينية. كون النص يتناول «شخصيات يهودية من نماذح مختلفة تتحدث عن الآخر المجهول/ المخيف، العربى والفلسطينى الذى يشكلّ خطرًا لوجود أى يهوّدى فى أرض الميعاد حسب إيمانهم» هكذا بدأت حديثها الفنانة فاتن خورى، أحد الممثلات المشاركات فى العرض.

وتضيف «خورى»، فى حديثها لـ«اليوم السابع»، أنّ الشخصيّات داخل النصّ تمثّل شرائحَ المجتمع اليهودى فى كلّ مكان فى العالم، يختلفون ويتناحرون لكنّ يتّحدون عندما يأتى صوتُ شخصيّة الكبير فى السن على الكرسى المتحرك، الّذى يمثّل الرؤية الصهيونيّة القديمة، ويخدرهم بصوته وإنذاره لهم لا تنسوا هناك عدو لكم اتحدوا، عندها تتّحد جميعُ الشخصيات تحت مظلّة الخوف الّتى تبرر شناعة الاحتلال.

تكشفُ الكاتبة البريطانية من خلال مسرحيتها، وبعنوانها الفرعى «مسرحيّة لأطفال غزّة»، عن الرواية الصهيونيّة عن العرب، والمتحكم فيها جنرالاتُ إسرائيل، وهى وجهة نظر تكاد تتقاطع مع مُؤَّلف ريتشارد بن كريمر، «كيف خسرت إسرائيل: الأسئلة الأربعة»، والذى يحمل فيه جنرالاتِ الكيان أسبابَ استمرار الممارسات الوحشية الصهيونية تجاه العرب عامة والشعب الفلسطينى بشكل خاص، الذين- يقصد الجنرالات- يفكرون فى دوامهم بالسلطة والتحكم فى مصائر المستوطنين الصهاينة، فبمجرد وصولهم إلى مراكز القيادة المدنية يستخدمون وسائل القوة لحلّ المشكلات المادية، طبقًا للمأثور العسكرى «إذا لم يجدِ استخدام القوة لحلّ المشكلة فمن الممكن استخدام قوة أكبر»، ولا يوجد ضابط فى إسرائيل وصلَ إلى رتبة جنرال من دون أن يُفهم أن أعداءه وأعداء إسرائيل هم العرب، وأن استخدام القوة والقوة الأكبر هو الكفيل بحسم الأمور.

وتبّن الدعوة التى وجهتها إدارة مسرح عشتار لحضور العرض مساء أمس الجمعة، قبل أن تعود لإرجاء موعد الحفل لأسباب طارئة، أن «تشيرشيل» كتبتْ النصّ كردّ فعلٍ على الاجتياح، ومن خلاله تشير إلى الأطفال كضحايا لدسائس وكوارث الاحتلال الصهيونيّ، الذى يتناقل ميراث خطاب عنصرى يرفض الفلسطينى ووجوده، ويدور الحوار حول طفلة مفترضة غير ماثلة على المسرح. الطفلة ستهاجر من أوروبا الشرقية إلى أرض بتوصيفات ميثولوجية توراتية «الأرض التى وعدنا الله.. أرضنا الموعودة.. أرض بلا شعب».

إذن، تذهب تشيرشيل من خلال نصّها الأشهر، إلى ما شدّد عليه مؤلف «الأسئلة الأربعة»، والحائز على جائزة بوليتزر فى المراسلات الصحفية الدولية فى عام 1979، على عدم المراهنة على أية قيادة إسرائيلية، فقناعة الجنرالات العميقة أنّه إذّا دخلَ السلامُ فلا أحد يحتاج إليهم فى اسرائيل ولذلك يحاربون كلّ إمكانات احتمال السلام.

فاتن خوري: عرض إنسانيّة العدو تعريه وتكشف همجيته

وفيما يخص تجسيد النص على خشبة مسرح فلسطينى، تقول فاتن خورى «نحاول أنْ نُعطى الشخصيات جانبَها الإنساني، وليس الوحشيّ، ونركز على وحشيّة الموقف، لأنّ الإنسانَ المُدعى للإنسانيّة يترف بقمّة الوحشية».

العرض الذى يشارك فى أدائه، عددٌ من فنانى فلسطين، وهم: عامر خليل، بيان شبيب، أديب صفدي، نسبت سرحان، ياسمين شلالدة، مجدى نزال، وفاتن خوري، يهدف حسب قوّل الأخيرة «تسليط الضوء على الرؤيّة الصهيونيّة دونَ حُكم، حتّى تتعرى من زيفها، وكلِّ زيفٍ من خلال عرض إنسانيّة العدو لنكتشف كم هو لا إنسانيّ، ما يجعل العمل يبدو كصرخة من ممثلين فلسطينيّن لكشف حقائق ومشروع صهيونى يتغلغل فى حليب الأطفال، ويرتكز على الكراهية والعنصريّة ضدّ أصحابِ الأرض الشرعين».

وتستكمل خورى بـ«حُرقة»، فلنصرخ فى وجه العالم لوقف المهزلة التراجيديّة، كما تقول إحدى شخصيات المسرحيّة «قُلّ لها إنّنا الآن القبضة الفولاذيّة، قلّ لها إنّها ضبابيّةُ الحربّ، قلّ لها إنّنا لن نتوقف عن قتلهم حتى نؤمن السلامة» وهذا ما يوحد المجتمع اليهودى الصهيونى، رغم تفرقهم، فضبابيّة الحربّ والخوف «وحِدة»، لنطرح تساؤلاتٍ حول تفكك العرب والفلسطينيين ضد «جماعات» تسعى لأن تسحقنا كما جاء بالنصّ «قلّ لها لن أهتم إذَا مسحناهم عن بكرة أبيهم».





موضوعات متعلقة

إيمان عون: عرض "الحب والمعلومات" تدريب مفتوح لمتاهة ذكية تنتصر للحب










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة