كتاب جديد يعيد اكتشاف المفكر الموسوعى الراحل "محمد لطفى جمعة"

الأربعاء، 11 فبراير 2015 08:08 م
كتاب جديد يعيد اكتشاف المفكر الموسوعى الراحل "محمد لطفى جمعة" غلاف الكتاب
كتب علاء حجازى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا كتاب "المفكر الموسوعى محمد لطفى جمعة.. حياته وآراؤه الإصلاحية ومعاركه الفكرية" عن مكتبة الآداب بالقاهرة، من تأليف الكاتب والباحث ربيع إبراهيم سكر، ويعيد اكتشاف رائدًا من رواد العمل الوطنى والتنويرى والإصلاحى المجهولين، رغم كونه أحد أعلام النهضة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين، وكان نصيبه النسيان بعد رحيله ولا يعرفه الكثيرون من أبناء الأجيال الحالية، هو الأديب والسياسى والمحامى الراحل محمد لطفى جمعة الذى كان من المفكرين الكبار الذين تفخر بهم مصر لدورهم فى بناء النهضة العربية والمقاومة الثقافية للاستعمار، وشارك فى عقد المؤتمرات الوطنية لنصرة القضية المصرية فى أوروبا بالتعاون مع محمد فريد والحزب الوطنى فى بروكسيل وباريس وجنيف 1909 و1910 و1911. وتم اختيار جمعة عضوا فى لجنة المصالحة بين ملك السعودية وإمام اليمن عام 1934 / 1353هـ.

ولطفى جمعة هو صاحب أول مجموعة قصصية مصرية وهى (فى بيوت الناس) سنة 1904 وأول رواية هى (فى وادى الهموم) سنة 1905م وأول من دعا فى كتابه (حياة الشرق) عام 1932 إلى حوار الحضارات بين الشرق والغرب، ونادى بمجانية التعليم فى جريدة البلاغ فى 13/5/1930، ودعا إلى الإصلاح الزراعى وإلغاء الطبقية فى مصر قبل ثورة يوليو 1952، وتم تدريس مؤلفات لطفى جمعة بالمدارس والجامعات مثل كتاب الشهاب الراصد الذى درسته كلية دار العلوم، ورواية الكنز الدفين المترجمة التى قررتها وزارة المعارف عام 1920 على طلبة المدراس الثانوية المصرية، وتمت ترجمة كتابه تاريخ فلاسفة الإسلام إلى اللغة الصينية، وفى عام 1932 تم اختياره عضواً فى المجمع العلمى بدمشق، واختياره عضوا فى مجمع الخالدين بنيويورك لمدة 99 سنة فى يونيو 1909.

وكان لطفى جمعة كمحام "ملء السمع والبصر" فى حياته وترافع فى مجموعة من أشهر القضايا السياسية والشعبية التى عرفها المجتمع المصرى آنذاك، ومنها قضية مقتل السردار لى ستاك وقضية القنابل فى عام 1932، وقضية مقتل أمين عثمان مترافعاً بين آخرين عن أحمد وسيم خالد والرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وجمعة له أكثر من 40 كتابا ومئات المقالات فى الصحف والدوريات المصرية والعربية، ونادى فى مقالاته بمجانية التعليم فى 1930، ودعا إلى عدم انفراد الزوج بالطلاق، وطالب بتشريع لتقييد تعدد الزوجات، وطالب فى 1933 بإقامة نصب تذكارى للجندى المجهول، ودعا فى 1923 بتخصيص قضاة للجنائى وغيرهم للمدني، ونادى بتزيين قاعات المحاكم بالميزان رمز القضاء المدنى، والسيف رمز القضاء الجنائي، دلالة على العدل مع الآيات القرآنية بدلا من عبارة العدل أساس الملك، وكان أول من نادى بإنشاء نقابة للمسرحيين فى عام 1916، ودعا إلى إنشاء وزارة للفنون الجميلة وطالب بإنشاء متحف اجتماعى على غرار المتاحف الاجتماعية فى أوروبا.

واعترف أعلام المفكرين بمكانة لطفى جمعة فى حياته وكانوا يخاطبونه بأعظم الألقاب، فكان الشيخ محمد عبده يخاطبه بـ«النابغة الفاضل»، والزعيم التونسى عبدالعزيز الثعالبى بـ«العلامة»، والشيخ مصطفى عبدالرازق بـ(سيدى العالم الجليل والأديب الكبير). ومن المعلومات الطريفة فى الكتاب أن لطفى جمعة هو أخ فى الرضاعة للموسيقار المصرى المعروف الشيخ سيد درويش، حيث قامت السيدة ملوك بنت عيد والدة درويش بارضاع جمعة. ويحكى الكتاب قصة الرسالة التى تلقاها لطفى جمعة من عباس محمود العقاد الذى كان فى بدايات حياته، وتؤكد مكانة جمعة فى أوائل القرن العشرين وبدايات النهضة المصرية وأنه كان من رموز تلك المرحلة بدليل أن «العقاد» لجأ إليه طلبا للمساعدة. وكتب الكاتب المصرى الراحل أنيس منصور مقالا عن تلك الرسالة تحت عنوان «عار علينا ألا يجد العقاد طعاماً".

ويأتى صدور الكتاب مع ذكرى مرور 118 عاما على ميلاد لطفى جمعة، حيث ولد فى 18 يناير 1886م ووفاته كانت فى 15 يونيو عام 1953م، والكتاب مكون من 157 صفحة وجاء فى ستة أبواب، الباب الأول عن حياته وعصره ومدرسته الفكرية، والثانى يضم آراءه فى قضايا العقيدة، والثالث عن آرائه الفلسفية، والرابع عن الجانب الإصلاحى الرابع؛ والخامس عن المعارك الفكرية له مع د. منصور فهمى فى عام 1913 بسبب رسالته للدكتوراه (حالة المرأة فى التقاليد الإسلامية وتطورها)، وفى عام 1926 أمام د. طه حسين عندما أصدر كتابه (فى الشعر الجاهلي)، وقد جمع «جمعة» هذه الردود فى كتابه (الشهاب الراصد)، ورده على (عبدالعزيز فهمى) عندما أصدر فى عام 1944 كتابه (الحروف اللاتينية لكتابة العربية)، وتناول المؤلف موقف لطفى جمعة من المستشرقين ومن المذاهب الفكرية والأديان. وفى الباب السادس تناول موقف جمعة من المذاهب الفكرية والأديان، فتناول آراءه فى المذاهب الفكرية، مثل: الدارونية، الدهرية، والبهائية، وآرائه فى الأديان ومقارنته بينها. وختم المؤلف الكتاب بأبرز ما توصل إليه من نتائج حول آراء ومواقف لطفى جمعة والمنابع والشخصيات التى تأثر بها.

والكتاب كان فى الأصل مشروع خطة رسالة الماجستير التى أعدها المؤلف فى 2003 لتقديمه إلى قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وحصل على موافقة القسم ومجلس الكلية، إلا أن ظروفا من بينها العمل بالصحافة حالت دون إتمامه لرحلة تسجيل الرسالة فى مراحلها الأولى. والمؤلف صدر له من قبل كتاب «معارك إسلامية خالدة من غزوة بدر إلى نصر أكتوبر 1973» عن دار مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة