نبيل العربى: "التكامل العربى" مشروع حضارى لا غنى عنه لنهضة الأمة.. ويؤكد:التحولات السياسية بعد 2011 تحولت من الحرية والإصلاح والعدالة لنزاع عنيف.. ومواجهة الإرهاب لن يتم إلا بأيدينا

الإثنين، 07 ديسمبر 2015 03:18 م
نبيل العربى: "التكامل العربى" مشروع حضارى لا غنى عنه لنهضة الأمة.. ويؤكد:التحولات السياسية بعد 2011 تحولت من الحرية والإصلاح والعدالة لنزاع عنيف.. ومواجهة الإرهاب لن يتم إلا بأيدينا نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مشروع التكامل العربى، أو بعبارة أخرى، حلم التكامل العربى، وما بُنو عليه، ومن حوله، من منظمات ومؤسسات وهياكل للعمل العربى المشترك فى كافة المجالات، يواجه اليوم تحديات كبيرة فى ظل ما نشهده من تحولات عاصفة تفرض علينا جميعاً التوقف ومراجعة أنفسنا وأفكارنا وأسلوب تعاملنا مع قضايانا ومع مجريات العالم من حولنا.

كلمته بمؤتمر الفكر العربى


وأوضح العربى خلال كلمتة فى مؤتمر الفكر العربى الذى انطلق اليوم الاثنين بالأمانة العامة للجامعة، أن انعقاد هذا المؤتمر، وبحضور هذا الحشد من خيرة العقول والمفكرين فى الدول العربية، يشكل فرصة قيّمة، بل فرصة فريدة لإعادة إحياء هدف التكامل العربى، باعتباره المشروع الحضارى الذى لا غنى عنه لنهضة هذه الأمة وتقدمها.

ووجه العربى الشكر إلى الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربى، وهنأه على نجاح هذه المؤسسة العربية الرائدة، التى تشكل نموذجا للعمل العربى الأهلى المشترك، متمنياً له وللمؤسسة دوام النجاح والتوفيق.

كما رحب العربى بالدعوة إلى عقد هذا المؤتمر وتخصيص أعماله للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، وأن يُعقد هذا المؤتمر تحت الرعاية الكريمة للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية رئيس الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية، ولاختيار عنواناً لمؤتمر مؤسسة الفكر السنوى الرابع عشر "التكامل العربى: تحديات وآفاق". فالتحديات غير المسبوقة تحيط بنا من كل مكان، والآفاق يكتنفها غموض، بل إنها تبدو، فى الوقت الحاضر، مُلبدة بالغيوم، ولكن يظل الأمل رائدنا دائماً فى تجاوز هذا الواقع المضطرب.

التحولات السياسية بعد 2011


وقال العربى فى كلمته لقد بدت حركة التحولات السياسية التى انطلقت فى 2011 وكأنها طوق نجاة، وتطلع الكثيرون إليها كى تخرج الدولة العربية مما بدا أنه مصير محتوم. إلا أن التطورات قادت، فى بعض الأحيان وبأسف شديد، إلى عكس ما تمناه الكثيرون، وبدلا من أن تشق هذه التحولات طريقا عربيا نحو الحرية والحياة الكريمة، والإصلاح والتطوير والعدالة وصولاً إلى الحكم الرشيد، تحولت فى بعض الدول إلى نزاع عنيف استغلته حركات إرهابية مسلحة تسعى إلى إقامة حكم مطلق مستند لدعاوى الحق الإلهى، وحكومات تسعى إلى مواجهة هذا الخطر الداهم بأى طريقة، وترزح تحت وطأة صراع دموى مع نمط غير تقليدى من العنف لم تعتد على مواجهته والتصدى له، ولينمو الإرهاب مستفيداً من الفرص التى تتيحها له ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة.

وتابع ولعل لا أبالغ أيضاً إذا قلت أن المواجهة الناجحة لخطر الإرهاب هى أكبر تحد يواجهه النظام الإقليمى العربى برمته منذ نشأته. ولا يكتفى الإرهاب باستهداف بعض أراضى الدول العربية، وإنما يهدف إلى تدمير بنية الدولة والمجتمع العربى الحاليين، والأسس الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية التى تستند إليها، واستبدالها بأسس مغايرة تستند إلى مقولات دينية خاطئة تدعى التحرك باسم الحق الإلهى المطلق، وتضعنا فى عداء لا فكاك منه مع بقية شعوب ودول العالم، بل وفى عداء مع بعضنا البعض أحياناً وداخل مجتمعاتنا.

مواجهة الإرهاب بأيدى العرب


وأكد العربى أن مواجهة الإرهاب بنجاح فى منطقتنا لن تتم إلا على أيدينا نحن، أبناء الأمة العربية والإسلامية. فمهما بلغت التدخلات الأجنبية من قوة، فإنه لا يمكن اقتلاع الفكر الإرهابى بالسلاح أو بالقتل.

وأوضح الدكتور العربى أن مواجهة هذه الظاهرة واقتلاع جذورها وتجفيف مصادرها تقتضى منا مواجهة فكرية وثقافية شاملة تتمكن من الإجابة بصراحة وأمانة على الأسئلة الصعبة التى يجب أن تتعامل معها الدول العربية، وهو ما أكده قرار مجلس وزراء الخارجية العرب فى 7 سبتمبر 2014 حول صيانة الأمن القومى العربى، والذى تضمن مجموعة من الخطوات الشاملة والجماعية الهامة لمكافحة الإرهاب وأنشطة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وهذا أمر من المهم جداً متابعته لكون المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر فقط على المجالات الأمنية أو العسكرية، بل تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعقائدية والفكرية والإعلامية أيضاً.

بداية الحرب على الإرهاب


وقال العربى لقد بات واضحاً أن الحرب على الإرهاب، إنقاذاً لأوطاننا وحضارتنا، تتطلب ثورة حقيقية بمعنى الكلمة، ثورة فكرية، ثورة ثقافية، ثورة تعليمية، ثورة تعيد لمجتمعاتنا وسطيتها وانفتاحها الحضارى الإيجابى، وتعيد لنا إسلامنا السمح من أيدى هؤلاء الذين يحاولون اختطافه وتشويهه بما يخدم نظرتهم المشوّهة المعوّجة لهذا الدين العظيم السمح.

وتابع منذ سبتمبر الماضى، وأنا أدعو مجلس الجامعة على المستوى الوزارى بتجديد أسلوب التعامل مع الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، والخروج من صندوق التقاليد المتبعة والمراسم والروتين وعقد اجتماعات شبيهة بهذا التجمع المتميز، وأن نتناول القضايا بشفافية لإنقاذ الوطن والحضارة، وهذا يتطلب المصارحة وقدرة حقيقية وثورة فكرية وثقافية وتعليمية تعيد للحضارة العربية حضورها.
ولفت العربى إلى أن لقد إعلان شرم الشيخ الصادر عن القمة العربية فى دورتها السادسة والعشرين فى نهاية مارس الماضى أكد أن الأمن القومى العربى قد بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد؛ فبُنيان الدولة وصيانة أراضيها قد أضحيا محل استهداف فى أقطار عربية عديدة.

كما أن مفهوم الدولة الحديثة فى المنطقة العربية قد اصطدم بمشروعات هدّامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها، وتمسّ بالتنوع العرقو والدينى والطائفى، وتوظفه فى صراعات دموية بتأثير من أطراف خارجية ستعانى هى نفسها من المخاطر ذاتها، مما يؤدى إلى تدمير كل موروث حضارى.

مواجهة التحديات


وأكد العربى أن المتطلبات الأساسية لمواجهة التحديات الراهنة تقتضى أولاً ضرورة إعادة اكتشاف مضامين جديدة لأبعاد التكامل العربى، وتطوير أجهزته وآليات عمله. ومثل هذا الجهد مسئولية جماعية تقع على عاتق الأجهزة الحكومية والنخب الفكرية والثقافية ورجال الاقتصاد والأعمال وجميع مؤسسات وأجهزة منظومة العمل العربى المشترك، وهو ما نتطلع أن تسهم أعمال هذا المؤتمر فى وضع لبناته التأسيسية لتكون أجندة العمل للتكامل العربى لعام 2016.

ونوه إلى الجهد الذى بُذل خلال السنوات الماضية من أجل تطوير منظومة العمل العربى المشترك، بما فيها إعادة النظر فى الوثائق التأسيسية لجامعة الدول العربية، وفى مقدمتها ميثاق الجامعة، الذى تمت صياغته عام 1944، ولقد تم إنجاز التعديلات اللازمة على الميثاق، وهى تعديلات ترمى إلى تعزيز التكامل العربى والارتقاء بأجهزته وآليات عمله لتكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات العصر وما تشهده من متغيرات فى المنطقة العربية والعالم بأسره.

واختتم العربى كلمته قائلا: "ونحن نتطلع إلى أن نحتفى قريباً بالتوقيع على الميثاق الجديد بصيغته النهائية، ليعطى دفعة قوية للعمل العربى المشترك".


موضوعات متعلقة..



- بالصور.. نبيل العربى: مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بأبناء الأمة العربية والإسلامية







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة