لماذا اختفت مذيعة "الربط" إحدى علامات التليفزيون المصرى؟

"أما الآن مشاهدينا الأعزاء فنعيش مع أساطير الأحلام ونحلق بالخيال مع حلقة جديدة من "ألف ليلة وليلة" أو 'أعزائى المشاهدين عشاق أفلام الأكشن ننتقل الآن إلى الفيلم الغربى' وأخرى تقول 'سيداتى آنساتى سادتى نقدم لكم الآن نشرة الأحوال الجوية' بينما تظهر إحداهن لتعلن عن المباراة وتقول "ننتقل الآن إلى إذاعة خارجية لإذاعة مباراة فى كرة القدم".

هكذا كانت مهمة مذيعة الربط أحد أهم علامات التليفزيون المصرى فى السبعينات والثمانينات وهى الربط بين فقرات البرامج على التليفزيون المصرى وتقديم مواعيد ما يعرض على الشاشة، وجملة "المذيعة جت" التى لا يعرفها سوى جيل الثمانينات كانت بمثابة علامة لعرض فيلم ما أو مسلسل ينتظره أفراد الأسرة الكثير منا يعتقد أن مهمة مذيعات الربط ليست ضرورية واختفائها عن الشاشة حاليا لا يهم البعض ولكن فى الحقيقة أن كبار الإعلاميات والمذيعات كانوا يعملن كمذيعات ربط على التليفزيون المصرى ومنهن "ماجدة أبو هيف، فريدة الزمر، نادية حليم، سهير الأتربى، عزة مصطفى، حياة عبدون" وغيرهن.

كما أنه كانت توجد شروط يجب توافرها فى مذيعة الربط وهى معرفة اللغة الإنجليزية والفرنسية وذلك لكيفية النطق السليم لأسماء الأفلام التى كانت تعرض على القناة الثانية وأيضا لقراءة بعض الأخبار الأجنبية فى فواصل الفقرات، وكانت طلة مذيعات الربط على شاشة التليفزيون لها جاذبية خاصة من خلال شياكتها وهدوءها أثناء عرض الفقرات، ومع كل هذا يبقى السؤال "لماذا اختفت مذيعة الربط؟"

والإجابة هى أنه فى ظل اختفاء أهم ما كان يميز فترة الثمانينات هذه الفترة التى شهدت العصر الذهبى لكل شيئ وليس للتليفزيون فقط، اختفت أيضا مهمة مذيعات الربط وحل مكانها خرائط القنوات التى تحتوى على أسماء البرامج والأفلام والمسلسلات ومواعيد عرضها، وهو ما يعتبر أسهل بكثير فى ظل التقدم التكنولوجى وسرعة العصر الذى نعيشه ولكن يبقى الحنين للجمل المأثورة التى مازالت عالقة فى أذهاننا وكانت لها حسا خاصا عندما تظهر المذيعة بابتسامتها المعهودة لتقول "الآن موعدنا مع فيلم السهرة"؟.