تشهد فنزويلا غدا الأحد، انتخابات وسط مشهد سياسى متوتر ، وسيدلى 20 مليون فنزويلى بأصواتهم لاختيارأعضاء البرلمان المكون من 167 نائبا ، حيث من المتوقع أن ينتقل إلى المعارضة للمرة الاولى منذ 16 عاما، لكن الرئيس نيكولاس مادورو سيفعل ما بوسعه للاحتفاظ بكل السلطة.
وتواجه الحركة الاجتماعية التى أسسها الرئيس الراحل هوجو شافيز ، أخطر الاختبارات السياسية فى منافسة شديدة فى تاريخ الحركة اليسارية الاجتماعية.
وتصاعد التوتر فى حملة الإنتخابات التشريعية التى ستجرى الأحد 6 ديسمبر فى فنزويلا بعد مقتل قيادى محلى للمعارضة التى أصبحت فى موقع جيد لانتزاع الغالبية البرلمانية من أنصار الرئيس الراحل هوجو شافيز، حيث قتل المعارض بالرصاص بينما كان يتحدث مع زوجة زعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز المسجون حاليا، وانتشرت الشكوك حول أن مقتله مرتبط بالحزب الاشتراكى الحاكم.
وينطلق الاقتراع فى أجواء تاريخية، اذ تبدو المعارضة فى موقع الاوفر حظا للفوز فيها يدعمها سكان ارهقتهم الازمة الاقتصادية بين التضخم المتزايد ونقص المواد الاساسية.
وفنزويلا واحدة من الدول الاكثر عنفا فى العالم. وتفيد ارقام نشرتها الامم المتحدة انه سجلت 53.7 عملية قتل لكل مئة الف نسمة فى 2012 (مقابل جريمة واحدة لكل مئة الف فى فرنسا مثلا)
وتشير استطلاعات الرأى الى تقدم المعارضة اليمينية بما بين 14 و35 نقطة مما يمكن ان يسمح لها بالفوز بالغالبية المطلقة للمرة الاولى منذ 1999 ، وقالت المحللة فرانسين جاكوم مديرة المعهد الفنزويلى للدراسات الاجتماعية والسياسية أن الحكومة الفنزويلية قامت بقتل المعارض لبث الخوف فى نفوس الناخبين وردعهم عن التصويت، وإذا كان هذا هدفها فمن الممكن أن يأتى بنتيجة عكسية ويشجع الناخبين على التصويت للمعارضة للتخلص من هذا الخوف .
وهدد مادورو الفنزويليين ، وقال " لن استسلم تحت أى ظرف وأعرف اننا سننتصر ، وفى حال هزيمتنا سأذهب إلى الشوارع للنضال مع الشعب ، وسننتقل إلى مرحلة جديدة من الثورة".
وقال جان جاك كورلياندسكى الخبير فى شئون اميركا اللاتينية فى معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فى باريس ان "الوضع الاقتصادى والاجتماعى المتدهور جدا يؤمن فرصة لفوز انتخابى للمعارضة، فى اجواء من الفوضى الاقتصادية وصعوبات الحياة اليومية وغياب الامن المتزايد".
ويبدو أن الفنزويليين سئموا من الانتظار لساعات فى طوابير للحصول على منتجات أساسية تنقص بقوة مع تضخم تتوقع الحكومة أن يبلغ 85 % هذا العام فيما يتوقع المحللون أن يبلغ 200 %، وأن السخط الشعبى أدى فى 2014 إلى تظاهرات عنيفة (43 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية) فيما بقيت الأجواء هادئة فى الأشهر الأخيرة، لكن الخلافات تتفاقم مع اقتراب موعد الاقتراع.
ويرى الفنزويليون أنه حان وقت التغيير، ويرى غالبيتهم إن الحكومة لم تعد صالحة لشئ من وجود طوابير طويلة ،وأزمة اقتصادية ، ومنع معاشات التقاعد ل 110 الف شخص ، و قال لويس فيسنتى ليون رئيس معهد داتا آنلايزس أنه من الطبيعى تجاه الفوز للمعارضة ومنحه مزيدا من القدرة لتطالب الحكومة باتخاذ القرارات التى تتجنبها اليوم، محذرا من أن ذلك لن يكون حلا سحريا فى هذا البلد الغارق فى الأزمة مع تدهور أسعار النفط الذى يعد المصدر الأساسى لعائداته. وتبذل فنزويلا التى يخنقها النقص فى العملات الأجنبية، بسبب تراجع عائداتها النفطية، جهودا كبيرة لتأمين السيولة، حتى لو اضطرت إلى القيام بحسومات كبيرة لزبائنها ورهن احتياطاتها من الذهب.
ورهنت السلطات الفنزويلية بـ 1.5 مليار دولار احتياطاتها من الذهب، وأصدرت سندات خزينة، وأجرت مفاوضات على قروض تبلغ 2.5 مليار دولار عبر سيتجو، فرع شركة النفط الفنزويلية العامة للتكرير فى الولايات المتحدة، التى تعتبر المصدر الأول للتمويل فى فنزويلا.
وقال أورلاندو أوشوا، المحلل الاقتصادى "إن ما حصل يشبه عملية انتحار، فحكومة مادورو تقوم بكل بساطة بتبديد الأصول حتى تصل إلى 2016، من دون أى خطة للإنعاش الاقتصادى".
ومن المتوقع ان تفوز المعارضة "باغلبية بسيطة" بسبب تقسيم انتخابى يخدم مصلحة السلطة ورأى ان الحزب الحاكم سيفعل ما بوسعه للحد من تأثير هزيمته، وصرح اندريس كانييتزاليس الاستاذ فى جامعة اندريس بيلو فى كراكاس انه بالنسبة للمعارضة "افضل شىء سيكون حصولها على اغلبية الثلثين لتملك سلطة حقيقية".
اليمين فى طريقه للحكم بـ" فنزويلا " لأول مرة منذ 16 عاما.. كاراكاس تمر بأزمة سياسية واجتماعية واقتصادية تعصف باليسار فى الانتخابات..تقارب واشنطن من كوبا وفوز اليمين فى الأرجنتين يجعل فنزويلا أكثر عزلة
السبت، 05 ديسمبر 2015 08:10 م