حسن مجدى

نعم نحن الحالمون.. وللحلم بقية

الجمعة، 04 ديسمبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمتنا فى مصر ليست صراع الأجيال، ولكن فى المنطق الذى يقف عليه هذا الصراع، أزمتنا كشباب ليست فى رفضنا من جيل آخر، ولكن فى مبدأ هذا الرفض، الاتهام الرئيسى فى قائمتهم إضافة إلى "التتفيه" والتسفيه هو أننا "شباب حالمون"، الأزمة أن يصبح الحلم فى ذاته سبة، ليس فى آليات تطبيق الحلم أو السعى ورائه، ولكن مجرد الحلم هو الاتهام.

حينما خرج الشباب للنداء بثورة يناير كان لديهم ثلاثة أحلام واضحة تجلت فى هتاف "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، ولكن المفاجأة أن تلك الثوابت وتلك الأحلام ظهر من يرفضها، بل يطلق على المنادين بها سبة مَا سبقهم بِهَا مِنْ أَحدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ وهى سبة "الحالم".

أن تملك حلم أفضل من ألا تملك شيئًا على الإطلاق.. هذا ما يمكن أن نخبر به العاشقون للبقاء فى أسفل سافلين، والداعين والداعمين للحفاظ بكل قوة على مقومات هذا البقاء.. نحن فى بلد تعانى كل أنواع الأزمات، فما المانع أن نحلم بحياة أفضل، لماذا ينتفض البعض حينما نطالب بحرية، أو دولة قانون، أو احترام لكرامة المواطنين، الحلم هو الشىء الوحيد الذى يمكن لأى شخص أن يمارسه مهما كانت الظروف حوله تدعو للإحباط، فلماذا لا تمارسونه، هو رياضة مفيدة للحياة بشكل عام، أو على الأقل لماذا لا تجرؤون على ترك من لديه القدرة على ممارستها للاستمتاع بها.

لا أطالبكم للدعوة بثورة جديدة الآن، فثورة جديدة فى دولة تعانى انقسام للآراء حتى داخل المنزل الواحد هو دعوة لتمزيق تلك الدولة بشكل كامل، ولكن ما العيب فى أن تطالبوا -أو تحلموا- بعيش أفضل، وحرية أفضل، وعدالة اجتماعية أفضل، ما العيب حينما نشاهد تجاوز أن نلعن هذا التجاوز ونطالب بالقصاص من المتجاوزين أيا كانت أماكنهم.. إن لم يكن لديكم القدرة لذلك.. فبفخر يمكننا القول "نعم نحن حالمون وباقون.. وللحلم بقية".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة