مأساة تفحم عامل بمصنع فى أكتوبر.. والد الضحية: تقدمت ببلاغ للنائب العام لتعنت الإدارة فى دفع التأمينات.. ابنى حقه ضاع لأن المسئول عن المصنع صاحب نفوذ.. ومنعت أمه وزوجته من رؤيته لأن المنظر صعب

"ابنى راح الشغل ياكل عيش ويشتغل فى مصنع بأكتوبر وفجأة حصل حريق وابنى جثته اتفحمت، ليه؟ علشان إهمال صاحب المصنع مش جايب أى وسائل مضادة للحريق، إيه ذنب ابنه الصغير اللى جه للدنيا ولما يكبر ما يلاقيش أبوه حسبى الله ونعم الوكيل".. هذه كلمات رقيب بالمعاش توفى نجله فى حادث اشتعال مصنع بويات بأكتوبر.

ويسرد رمضان الحسينى 55 سنة رقيب بالمعاش بمحافظة المنوفية أن نجله "علاء" 31 سنة كان يعمل فى مصنع بوايات بالمنطقة الصناعية الثالثة ملك "محمد.ك.ا" منذ 6 سنوات، واتصل به أصدقاؤه بالمصنع فى ظهر يوم 9 أغسطس الماضى يوم الحادث وأبلغونى بأن نجلى أصيب ببعض الجروح بحريق وتم نقله إلى مستشفى أكتوبر العام، وبعدها بدقائق أخذت سيارة بصحبة والدته وزوجته وحفيدى الصغير للاطمنان عليه، وفور وصولى للمستشفى طلبت من الأطباء الدخول بمفردى إلى الحجرة لإحساسى بأن نجلى أصيب إصابات بالغة، وفوجئت بأنه جثة متفحمة لا توجد بها أى معالم وعلى إثره منعت والدته وزوجته من رؤيته خوفا عليهما من هول المنظر، مضيفا "أوريهم إيه دا منظر ابنى مخيف ما يقدرش حد يشوفه"، وبعدها تم نقله إلى مشرحة زينهم الذى قامت بتغسيله بنفسى ليلقى مثواه الأخير، وعند السؤال عن تقرير الطب الشرعى أبلغونى بأنه سيتم استلام التقرير بعد شهر من الواقعة.

ويوضح أنه تقدم ببلاغ ضد صاحب المصنع للنائب العام الذى أحال القضية لنيابة جنوب الجيزة الكلية برقم 1800 بتاريخ 22/11/2015 لأنه توجه إليه لصرف تأمينات نجله، ووعده بصرفها والتكفل بمصاريف طفل المتوفى، وتوجه إلى مكتب التأمينات ولم يجد نجله مؤمن عليه سوى سنة واحدة وبعدها حاول أكثر من مرة التوجه إليه، ولم يجده كما قدم بلاغ آخر لمجلس الوزراء برقم 462384 ضد صاحب المصنع لكن دون أى جدوى حتى الآن.

ويؤكد والد الضحية أنه منذ 4 أشهر من وقوع الحادث ولم يحدث أى شىء حتى المحضر الذى تم تحريره عن الحريق برقم 4408 لسنة 2015 بقسم ثان أكتوبر وإجراءات النيابة لم تتطرق إلى أى جديد، ونجلى المتوفى حقه ضائع لأن المسئول عن المصنع صاحب نفوذ قائلا "صاحب المصنع عنده فلوس وإحنا الغلابة نتفحم وننداس بالرجلين"، مؤكدا أنه لن يترك حق نجله وطفله الصغير يضيع.

ويقول والد الضحية إن نجله "علاء" كان متدين ولديه طفل صغير يدعى "عبد الله" وعند ولادته فرح به كثيرا، وكان يخرج كل يوم من محافظته قاصدا لقمة العيش لا يريد سواها، وكانت ليلة وقوع الحادث آخر يوم يرى فيه طفله الصغير ونتسلمه فى المستشفى جثة متفحمة، قائلا "ابنى راح ياكل عيش يرجعلنا جثة متفحمة منظره ما كنش حد يقدر يشوفه مفيش بشر هيستحمل يشوف جثته ربنا يرحمه ونحتسبه عند الله شهيد".

وناشد والد الضحية المسئولين بمحاسبة صاحب المصنع لأنه لا توجد أى وسائل حماية لكل العاملين داخل المصنع من أخطار الحرائق ومصنع غير مرخص، والإسراع فى الإجراءات القانونية التى توقفت منذ تحرير محضر الحريق منذ 4 أشهر.