اشترى الكاتب الكبير وحيد حامد، حق رواية "قيس ونيللى" للروائى الراحل محمد ناجى، لتحويلها لمسلسل تليفزيونى أو فيلم سينمائى، حيث وقع وحيد العقد مع أحمد وسارة ابنى الأديب الراحل، ويصف الكاتب الكبير الرواية بقوله: "عظيمة وبها الكثير من العمق، وتصف العلاقات بين البشر فى أجواء أزمة القيم الإنسانية، وتعبر عن فترة مهمة جدًا فى حياة المصريين"، ولفت وحيد حامد لـ"اليوم السابع"، إلى إنه يبدأ كتابة سيناريو وحوار "قيس ونيللى" بعد انتهائه مباشرة من سيناريو الحلقة الأخيرة للجزء الثانى من مسلسل "الجماعة" استعدادًا لتنفيذه.
وفى الرواية يرصد ناجى حالة المجتمع المصرى والعربى فى فترة التسعينيات وحتى مطلع الألفية، حيث حرب الخليج الثانية وسقوط بغداد وصدام حسين وحادثة سقوط تمثاله فى مشهد مريع، لكن الكاتب وحيد حامد قرر نقل أحداث الرواية إلى عام 2010، وأوضح أن العمل ضخم وبه 10 نجوم كبار على الأقل.
والرواية كما استعرضتها جريدة "الأهرام" فى صفحاتها، تدور حول شخصية "نيللى" الفتاة التى تترك بلدتها لتكمل تعليمها، ولكن تتخلى عن حلمها وتترك الجامعة وتعمل سكرتيرة وخادمة مقيمة عند فنان تشكيلى محبط أعزب تعدى الـ60 من عمره يدعى "بكرى" أو "بيكو" كما تحب أن تطلق عليه "نيللى".
الرواية تتحدث عن قصة حب معقدة بين نيللى وشاب آخر هو "قيس" يعمل خادمًا لـبكرى وأصدقائه وتتشابك وتتصادم طموحات قيس ونيللي، كل منهما حول الآخر ولكن الرواية تصل لنهاية مأساوية، بينما جلسات السمر فى شقة بكرى الفنان التشكيلى تعج بالحديث عن الفساد والسياسة، فأصدقاء بكرى وخادمه وسكرتيرته سوى شخصيات محبطة وصولية تبحث عن فرصة للخروج فى ظل انسداد الأفق وتحت ظل وضع سياسى واجتماعى محبط وفاسد.
قيس يبحث عن أبيه الذى سافر للعراق ولن يعود، (حتى الحوالة التى كان يرسلها له لم تعد تصل)، وهو عامل سويتش فى صحيفة كبرى يستغله رئيس الجريدة ليكتب له مقالات بدلاً منه، أما نيللى فتبحث عن فرصة لأن تكون ممثلة ولكنها سرعان ما تفقد شرفها بشكل عبثي، وتدخل فى مرض يعجزها وتفقد معه كل أحلامها، ويزداد التعقيد فى شخصية بكرى كونه فنانًا ماركسيًا هرب منه الإبداع ولا يحييه غير الجنس العابر بينما يحلم بعودة ابنه الذى اختطفته زوجته الألمانية.
الرواية مليئة بالشخصيات المهشمة مثل شخصية جمهور السيدة التى تتحكم فى حركة الجمهور فى حفلات التوك شو فهى تمثل الحكمة الكاذبة والتقوى المزيفة، وتنتهز فرصة مرض نيللى للتسلل بخبث والزواج من بكرى لترث شقته وماله.
الرواية حلم وكابوس فى نفس الوقت حلم بالتحقق فى الحياة وكابوس النهاية المفجعة لأبطالها، ولغة الحكى والسرد فى الرواية شاعرية وراقية وتتضمن مقاطع تصل إلى الغنائية الشعرية خاصة فى الأحلام التى تحلمها نيللى المتعلقة بفقدها لشرفها أو لتنبئها بموتها، الرواية تمزج الرومانسية بالكباريه السياسى حيث السخرية الفلسفية من الواقع والكون.
وبالتأكيد سينجح الكاتب الكبير وحيد حامد فى رسم هذه الشخصيات بعبقرية شديدة، خصوصا أنه متحمس للرواية بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة