استطاعت تلك المواقع من خلال روادها، أن تزيد من سطوع نجم عدد من الشخصيات رآهم البعض مجموعة محتالين، وتُخْفِت بريق عدد آخر من خلال شائعة ومعلومة كاذبة، ولكن وسط كل هذا لم يخل المشهد من اساليب دعائية وترويجية لشخصيات اخرى موهوبة وقضايا لاقت استجابات وتأييد كبير بفضل مشاركتهم اياها عبر تلك الصفحات على نطاق واسع.
بائع الفريسكا أو الجندوفلى
مؤخرا انتشرت قصة للشاب يوسف عبد الراضى، أو "بائع الفريسكا" كما يُطْلَق عليه، لتقدم نموذجا للشاب الطموح والمجتهد، الذى لم يستسلم بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التى يواجهها، قنوات فضائية تهافتت عليه، وأجرت مقابلات عدة معه، وأصبحت قصته فى أيامٍ قليلة هى الأكثر تداولاً على صفحات السوشيال ميديا.
بمظهره الأنيق وملابسه المهندمة التى طرحت تساؤلات عدة حول مستواه الاجتماعى، نجح يوسف فى توفير فرصة عمل لنفسه وقرر أن يبيع الفريسكا متحليا بأسلوبه فى الغناء الأجنبى، وظل يقص حكايته ويتداولها الجميع هنا وهناك حتى تمكن من الحصول على منحة من إحدى المؤسسات الأجنبية.
استمرت حالة الانبهار بالنموذج مسيطرة على الجميع هكذا، حتى تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قصة اخرى ليوسف الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، رواها هو نفسه قبل بضعة أشهر على أحد البرامج التلفزيونية، ولكن "كبائع جندوفلى" هذه المرة، وهنا كثرت الأسئلة حول حقيقة هذا الشاب ومهنته، خاصة وأن البعض رأى فيها نموذجا مفتعلا وهميا، تم تداوله للإلقاء بالمسئولية على عاتق الشباب العاطل واتهامه بالتخاذل وعدم السعى.
ندى سلامة.. ماتت ورجعت تانى
"صاحبة البهجة" هكذا كانوا يلقبون عازفة الناى ندى سلامة، نظرًا للابتسامة التى تعلو وجهها دائمًا، وتحاول من خلالها أن تواجه مصاعب الحياة، لذلك جاء نبأ انتحارها صادمًا ونجح خلال دقائق قليلة من إذاعته ونشره عبر صفحات التواصل الاجتماعى فى جذب تعاطف الآلاف الذين دشنوا هاشتاج يحمل اسمها، واستطاع أن يتصدر قائمة الأعلى متابعة على "تويتر" فى لحظاتٍ معدودة، ولكن هذا الشعور لم يدم طويلاً بعدما خرجت ندى بنفسها مرة أخرى لأصدقائها ومعجبيها، وأكدت عبر حسابها الشخصى أنها مازالت على قيد الحياة، وتواجهها مشاكل عديدة حاولت الهرب منها بالانتحار عدة مرات ولكن دون جدوى.
"رضوى" زوجة الراحل أحمد الجبلى.. عندما تتحول القدوة إلى نصابة
شابٌ فى أواخر العشرينات من عمره، عُرِفَ بأخلاقه الكريمة وأدبه الجم، كما يشهد المقربون له دائمًا أثار نبأ وفاته فجأة خلال الشهور القليلة الماضية تعاطف الكثيرين معه وتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعى قصته وتحاكى الجميع بأواصر العلاقة الوطيدة التى ربطته بزوجته رضوى جلال وابنه الذى سعى إلى رؤيته كثيرا ولكن لم يحالفه الحظ.
حكاية المهندس المعمارى الراحل أحمد الجبلى مع زوجته، استطاعت أن تنال إعجاب الآلاف من رواد تلك الصفحات الاجتماعية، خاصة وأن الأول اعتاد على توثيق اللحظات التى جمعته بحبيبته وسطر بين الحين والآخر كلمات تعكس مدى حبه لرضوى والفرحة التى غمرته بمجرد أن نال رضاها وتزوجها حتى وصل به الأمر لالتقاط صورة جمعتهما سويا أمام قبره.
كل هذا جعل كثيرون يرون فى القصة السابقة نموذجا محاكيا لقصص الحب الأسطورية ويتخذون من رضوى قدوة فى الوفاء والإخلاص لزوجها حتى بعد وفاته، ولكن لم تدم الحياة بصفوها كثيرا، ولم تقبع تلك الصورة فى الأذهان طويلاً، فمؤخرا انتشرت الشكاوى على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الذى شهد ميلاد قصة الحب تلك ووثق لحظاتها، لتشكك فى أفعال رضوى وتتهمها بالنصب على مواطنين وتحصيل ملايين الجنيهات تحت ستار شركتها "مليكة" المخصصة لأزياء المحجبات ومغادرتها البلاد.
المعلومات التى باتت تتكشف واحدة تلو الأخرى وأكد صحتها المقربون لأحمد الجبالى رحمه الله، نفت صحتها رضوى عبر صفحتها على فيس بوك، مضيفة أنها اضطرت إلى مغادرة البلاد لتستطيع تسديد ديونها بدلاً من بقائها فى مصر وسجنها، وتسببت فى إحداث صدمة لدى الكثيرين، خاصة ممن تعاطفوا مع القصة وشهدوا ميلادها منذ البداية، واتخذوا منها نموذجًا يحتذى به مما دفع أهل الجبالى وأصدقاءه للتنصل من تصرفات رضوى، وتأكيد ضرورة التفرقة بين أخلاق أحمد وصفاته وبين ما فعتله زوجته بعد وفاته.
حكايات الحب الوهمية
قصص أخرى ساهمت صفحات "فيس بوك" فى ميلادها وكانت سببا فى وفاتها أيضا، فمؤخرا انتشرت حكاية طالبة كلية الطب والمريضة بالسرطان، وتداول كثيرون صفحتها الخاصة، وأعجبوا بروحها وتمسكها بالحياة من أجل حبيبها الذى ساندها بدوره، وأصر على استكمال فرحتهما سويا بزواجهما رغم علمه بمرضها.
وظلت الفتاة التى ادّعت المرض، تقدم بين الحين والآخر منشورات لحبيبها صاحب الكلمات النبيلة، لتعطى مثالاً للإخلاص والحب الحقيقى، حتى جاء المنشور الأخير لرواد شبكات التواصل الاجتماعى الذى جزم بوفاتها قبل عرسها بيوم، وكالعادة نجحت القصة المُخْتَلَقَة فى كسب تعاطف الآلاف، وانهال سيل من الدعوات والترحم عليها وكلمات إعجاب تنسج إطارًا مقدسا حول تلك القصة نادرة الحدوث كما رأى البعض.
ولكن لم يدم هذا الحال طويلاً، فسرعان ما انكشف الأمر وتبين أن صفحة الفتاة المريضة كانت وهمية، ودشن صفحة البنت شاب آخر وصديقه، وظلا طوال تلك الفترة يفتعلان الحكايات والأكاذيب، ليحققا أكبر قدر من كلمات الإعجاب، وانتشار القصة على نطاق واسع.
وتداول رواد موقع "فيس بوك" قصة أخرى لشاب ظل يراقب فتاة فترة طويلة وكان على علم بمرضها، ورغم ذلك لم يمنعه من مصارحتها بمشاعر الحب والإعجاب رغم رفضها بحجة علمها بحتمية وفاتها وفقًا لشهادة الأطباء، إلا أن الشاب ظل متمسكًا بها حتى استيقظ ذات يوم وبعث لها رسالة فأجابته أمها أن ابنتها توفت منذ ساعتين، ولاقت هذه القصة أيضا إعجاب الكثيرين وتشاركها الآلاف قبل أن تنكشف حقيقتها ويعرف الجميع بأنها قصة وهمية من نسج الخيال.
الداخلية تسمح لسجين بحضور جنازة والده بعد ضغوط السوشيال ميديا
رد فعل واستجابة أخرى تُضَاف إلى سجل إنجازات السوشيال ميديا، مُمَثَّلَة فى واقعة الطالب بالجامعة البريطانية أيمن على موسى، المسجون على ذمة قضية تظاهر بمدينة السادس من أكتوبر 15 سنة، والمودع بسجن وادى النطرون، والذى سمحت له وزارة الداخلية بالخروج لحضور عزاء والده.
ويأتى ذلك بعدما انطلقت صرخات عبر توتير وفيس بوك، تطالب بخروج الطالب لحضور جنازة وعزاء والده، مراعاة للبُعْد الإنسانى، وبعدما تقدمت أيضًا والدته بطلب لقطاع السجون بوزارة الداخلية يلتمسون فيه خروج ابنها لحضور العزاء وتلقوا اتصالات من وزارة الداخلية أكدوا لهم خلالها الموافقة على الطلب.
إعادة الأطفال المفقودين لأهاليهم
خلال عام 2015 نجحت مواقع التواصل الاجتماعى، فى إعادة عدد من الأطفال المفقودين لأهاليهم، ومساعدة كم كبير من الحالات الإنسانية، مثل ما حدث مع الطفل محمد أو المعروف بالطفل الأشقر، الذى رصد واقعته عدد من رواد تلك الصفحات ونشرتها صفحة "أطفال مفقودة" لامرأة تحمل طفلاً أشقرًا وُجِدَت للمرة الأولى عند ميدان المؤسسة، وبسؤالها عما يثبت شخصيتها وشهادة ميلاد الطفل من قِبَل ضباط الشرطة تبين أنها ليست أمه، وحُرِّرَ محضر تسول لها، وإيداع الطفل فى أحد دور الرعاية، بالإضافة إلى ما حدث مع رجل عجوز مريض وفاقد الذاكرة وجده أحد المارة يفترش الأرصفة، فنشر صورته على موقع "فيس بوك" طلبًا للمساعدة وبالفعل تكفل أحد رواد الموقع بعلاجه والاعتناء به.
"مبارك" مات أكثر من مرة!
بين الحين والآخر تنتشر شائعة وفاه الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث يتداول أصحاب الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تلك الشائعة، وكان آخرها ما أثير خلال شهر ديسمبر الماضى، وواجهه البعض بتعليقات ساخرة منها "هو مبارك بيموت كام مرة فى السنة".. و"مبارك مات مرتين قبل كده".
ولكن على الرغم من تجديد الشائعة من وقتٍ لآخر إلا أن التعامل معها من قِبَل وسائل الإعلام يتم بجدية، حيث يسعى الجميع للتأكد من مدى صحة المعلومة التى سرعان ما ينفيها المقربون من الرئيس الأسبق وعائلته.
شائعة اختفاء الرئيس الروسى
شائعة تم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعى تفيد باختفاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بسبب عدم وجوده فى العاصمة الروسية موسكو بضعة أيام، وللتأكد من مدى صحة الشائعة، سارعت وسائل الإعلام لمعرفة الحقيقة، فجاء رد التلفزيون الروسى الرسمى بإذاعة لقطات تلفزيونية تجمع بين بوتين ورئيس المحكمة العليا بالكرملين.
"سما" ادعت إصابتها بالسرطان ليتعاطف الناس معها
قصة مُخْتَلَقَة لطبيبة ادعت إصابتها بالسرطان، ودشنت صفحة خاصة بها لتنشر فيها يومياتها العلاجية، وتكسب تأييد وتعاطف الآلاف معها، وهذا بالفعل ما حدث مع رواد تلك الصفحات، حتى انكشفت حقيقتها، وتبين أنها لفتاة تدعى "ولاء" اختلقت هذه القصة لأسباب نفسية، نتيجة وفاة صديقتها المقربة منها بنفس المرض، ولكن هذا السبب لم يشفع لها لدى البعض، وبالتالى انهالت الشتائم والاتهامات على ولاء، وتم وصفها بالمخادعة والنصابة، ولم يتوقف الهجوم على صفحة الطبيبة المزيفة، خاصة وأنها تسببت فى نشر حالة من الحزن والاكتئاب بين الناس بسبب قصتها المأساوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة