بواقع 125 ألفًا سنويًا..

منظمة الصحة العالمية: ثلث الوفيات الناتجة عن الأغذية الملوثة من "الأطفال"

الخميس، 03 ديسمبر 2015 03:16 م
منظمة الصحة العالمية: ثلث الوفيات الناتجة عن الأغذية الملوثة من "الأطفال" منظمة الصحة العالمية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت منظمة الصحة العالمية WHO، للمرة الأولى، تقديرات عن العبء العالمى للأمراض المنقولة بالأغذية، والتى تظهر أن ما يقرب من شخص من بين كل 10 أشخاص يمرض كل عام بسبب تناول الطعام الملوث، بينما يموت 420 ألفًا للسبب ذاته.

وقالت المنظمة فى تقرير لها، إن الأطفال دون سن الخامسة من العمر على نحو خاص يتعرضون لخطر كبير إذ يموت 125 ألف طفل بسبب الأمراض المنقولة بالأغذية كل سنة، موضحة أن عبء الأمراض المنقولة بالأغذية هو الأعلى فى الإقليم الأفريقى ثم إقليم جنوب شرق آسيا من بين أقاليم منظمة الصحة العالمية.

وأشارت إلى أنه يمثل الأطفال دون سن الخامسة حوالى ثلث (30%) جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية، على الرغم من أنهم يشكلون 9% فقط من سكان العالم. هذه هى إحدى النتائج التى توصَّلَت إليها "تقديرات منظمة الصحة العالمية عن العبء العالمى للأمراض المنقولة بالأغذية"، والتى تُعَد التقرير الأكثر شمولاً حتى الآن حول تأثير الطعام الملوث على الصحة والعافية.

ويَذْكُر التقرير، الذى يقدِّر عبء الأمراض المنقولة بالأغذية الناجمة عن 31 من عوامل المرض- مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية- أن ما يقرب من 600 مليون شخص، أى نحو شخص من كل 10 أشخاص فى العالم، يصابون بالمرض كل عام بسبب تناولهم أغذية ملوثة، يموت منهم 420 ألف شخص من بينهم 125 ألف طفل دون الخامسة من عمره.

وتقول الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: "حتى الآن، كانت التقديرات عن الأمراض المنقولة بالأغذية غامضة وغير دقيقة. وأخفَى هذا الوضع الخسائر البشرية الحقيقية للطعام الملوث. ويضع هذا التقرير الأمور فى نصابها. ذلك أن معرفة أى من الكائنات الممرضة هى التى تسبِّب أكبر المشاكل وفى أية منطقة من العالم يمكن أن تؤدِّى إلى إجراءات موجهة يتّخذها الناس، والمسئولين، والصناعات الغذائية."

وأضافت: "يمثِّل عبء الأمراض المنقولة بالأغذية هاجسًا للصحة العامة على الصعيد العالمى، فإن الإقليم الأفريقى وإقليم جنوب شرق آسيا لمنظمة الصحة العالمية لديهما أعلى معدّلات للإصابة والوفيات، وهذا يشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات".

ويقول الدكتور كازواكى مياجيشيما، مدير إدارة السلامة الغذائية والأمراض الحيوانية المصدر بمنظمة الصحة العالمية: "إن هذه التقديرات هى نتيجة عشر سنوات من العمل، وتَضُم مدخلات من أكثر من 100 خبير من جميع أنحاء العالم. وهى نتائج متحفظة، وهناك الكثير مما يتعيَّن القيام به لتحسين توافر البيانات عن عبء الأمراض المنقولة بالأغذية. ولكن بحسب معرفتنا الحالية، يتّضح أن العبء العالمى للأمراض المنقولة بالأغذية عبءٌ كبير، ويؤثِّر فى الناس فى جميع أنحاء العالم وبخاصة الأطفال دون سن الخامسة، وبين سكان المناطق ذات الدخل المنخفض".

وأوضح أن أمراض الإسهال هى المسئولة عن أكثر من نصف العبء العالمى للأمراض المنقولة بالأغذية، فهى تصيب 550 مليون شخص بالمرض، وتوقع 230 ألف وفاة سنويًا. ويتعرَّض الأطفال لمخاطر خاصة من أمراض الإسهال المنقولة بالأغذية، فيصاب بسببها 220 مليون طفل بالمرض، ويتوفى 96 ألف طفل كل عام. وغالبًا ما ينجم الإسهال عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة، والبيض، والمنتجات الطازجة ومنتجات الألبان الملوثة بفيروسات النوروفيروس norovirus، وجراثيم العطيفة Campylobacter، والسالمونيلا غير التيفية، والإشريكية القولونية المعدية.

أما الأمراض الأخرى الرئيسية التى تساهم فى العبء العالمى للأمراض المنقولة بالأغذية فهى حمى التيفود، والتهاب الكبد A، والشريطية الوحيدة (الدودة الشريطية)، والسموم الفطرية الأفلاتوكسين (التى ينتجها العفن على الحبوب المخزونة على نحو غير ملائم).

بعض الأمراض، كالتى تسببها السالمونيلا غير التيفية، هى أحد هواجس الصحة العمومية فى جميع أقاليم العالم، وفى البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل على حدٍّ سواء. وهناك أمراض أخرى، مثل حمى التيفود، والكوليرا المنقولة بالأغذية، والقولونية الإشريكية الممرضة، هى أكثر شيوعًا فى البلدان ذات الدخل المنخفض، فى حين أن العطيفة هى عامل ممرض مهم فى البلدان ذات الدخل المرتفع.

ويزداد خطر الأمراض المنقولة بالأغذية فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لارتباطها باستعمال المياه غير المأمونة فى إعداد الطعام، وسوء مستوى النظافة، والظروف غير الملائمة فى إنتاج الأغذية وتخزينها؛ وانخفاض مستويات محو الأمية والتعليم؛ وعدم كفاية تشريعات السلامة الغذائية أو عدم تطبيق هذه التشريعات.

ويمكن للأمراض المنقولة بالأغذية أن تسبِّب أعراضًا لأمَد قصير، مثل الغثيان والقىء والإسهال (ويُشار إليها بالتسمم الغذائى)، ويمكن أيضًا أن تسبِّب أمراضًا لأمَد أطول، مثل السرطان، وفشل الكلى أو فشل الكبد، والاضطرابات الدماغية والعصبية. وهذه الأمراض أكثر خطورة على الأطفال والنساء الحوامل، وكبار السن أو من لديهم ضعف فى الجهاز المناعى. وقد يعانى الأطفال الذين ينجون من بعض الأمراض المنقولة بالأغذية الأشد خطورة من تأخر النمو البدنى والعقلى، مما يؤثِّر فى نوعية حياتهم تأثيرًا دائمًا.

وتقول منظمة الصحة العالمية، إن سلامة الأغذية مسئولية مشتركة وتؤكِّد نتائج التقرير على التهديد العالمى الذى تمثله الأمراض المنقولة بالأغذية، كما تعزز ضرورة أن تبذل الحكومات والصناعات الغذائية والأفراد المزيد من الجهد لجعل الغذاء مأموناً وتوقِّى الأمراض المنقولة بالأغذية.

وأوضحت المنظمة أنه لا تزال هناك حاجة كبيرة للتعليم والتدريب على الوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية بين منتجى الأغذية، والموردين، والمتعاملين مع الأغذية، والجمهور العام. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات للمساعدة فى وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التى ستؤثر بدورها تأثيرًا إيجابيًا فى سلامة الأغذية فى السوق العالمى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة