رواية "رامة والتنين" لـ"إدوار الخراط".. تحكى التاريخ المصرى وتعيد كتابته

الخميس، 03 ديسمبر 2015 02:12 ص
رواية "رامة والتنين" لـ"إدوار الخراط".. تحكى التاريخ المصرى وتعيد كتابته غلاف رواية رامة والتنين
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"علمنى حسّى بفقدانك أننا نحب وحدنا، ونموت وحدنا، واستشرقت أنه ليس حتى فى الموت برءٌ من الوحدة، بعد حياة الوحشة المحكوم بها علينا، نحن نموت، ولا نجد فى الموت نجدة، ولا نلتقى فيه بأحد، الموت يطوى الكتاب ويغلقه ويكرّس ختمه".

تلك الكلمات التى جاءت براوية "رامة والتنين"، للكاتب والروائى إدوار الخراط، والصادرة عام 1980، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صنفت من أفضل مائة رواية عربية، ترصد أحداثها قصة حب بين ميخائيل ورامة، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية.
وتتناول الرواية من خلال الحوار بين الأبطال عمق التجربة الإنسانية والصراع والخوف الذى ينتاب الإنسان طوال حياته، فالرواية تتشابك بين الأسطورية والواقعية وتحتوى على أبعاد فلسفية وعقلية، وتدور أحداثها فى مصر فترة ستينيات القرن الماضى وسبعينياته.

يذكر أنه بعد 16 عاماً من صدورها، أصبحت ثلاثية، حيث صدر الجزء الثانى لها رواية "الزمن الآخر"، والجزء الثالث رواية "يقين العطش".

الرواية وصفها الكاتب والمترجم والناقد المسرحى المصرى، سامى خشبة، بأنها مأساة مصرية، وقال عنها "عندما كتب إدوارد الخراط هذه الرواية، إنما كتبها من منطلق واضح فيها كل الوضوح، حول تجربة الحب الضائع، التى يعيشها مثقف مصرى قبطى تكونت ثقافته باعتباره «قبطياً» ينظر إلى الأشياء، وإلى تاريخ مجتمعه ولغته، من منظور فهمه الخاص لتاريخه الذاتى".

يتشابك الزمن فى الرواية فيصبح الماضى والحاضر شيئاً واحداً، كما تداخل المشاعر الإنسانية بشكل يثير الشجن فى نفس القارئ، يقول "ميخائيل" بطل الرواية أن الحب حالة من الوحدة لا شفاء منها ويصف شعوره : "والحب؟ الحب كذبة.. هو الشهوة العارمة للخلاص من الوحدة، الاندفاعة التى لا تتوقف نحو الاندماج والاشتعال المزدهر لكنه يدور أيضاً فى الوحدة، وينتهى بتكريسها، أكثر علقماً من الموت، نحن نحب وحدنا، الحب أيضاً وحدة لا شفاء منها".

ويواصل "الخراط" رصده لمشاعر الحب الممتزجة بالحيرة والخوف من عدم الوصل وفقد البطل لمحبوبته، فـ"ميخائيل" الذى يحاول بكافة الطرق أن يعيش مع حبيبته ولكن كيف وهى المسلمة، فالمجتمع الذى يعيشون به لا يسمح بذلك، ويصف "ميخائيل" مشاعره قائلاً:
"أنت عندما تفقد شيئاً تعرف أنه لن يعوض، لا يعوض، وترفض مع ذلك، ترفض هذا الحس بالفقدان، تتمرد عليه كل جوارحك كما يتمرد شئ حى متوفر بالحياة ضد ما يحمل إليه الموت، ترفض، كأنك تحطم السماء بيديك العاريتين، كأنك سقطت على تراب القبر، تدق أرضه بقبضتك المضمومة وتقول لا، لا، ومع ذلك تظل حفرة القبر مفتوحة، فى داخلك. الفقدان هناك قائم، شئ ما قد نهش مكانه، وانتزع من فلذة النسيج الذى يغلف حياتك نفسها، لا أمل أبداً فى استرداده، عليك أن تطيقه، أن تحتمل فجوة الضياع الذى لا يحتمل، وأن تعيش معه، لماذا تعيش؟ أنت ترى نفسك ميتاً، وتعيش مع الموت، وتحمله معك، وتصبر عليه، وتعانيه، أنت تحمل ميتاً فى داخلك، والميت هو أنت أيضاً. قبر متحرك يوارى هذا المدفون من غير غطاء ولا كفن".

وتأتى نهاية تلك الحكايات دائما بنزيف الدماء من قلوب العشاق، فالواقع والرواية ليسوا منفصلين تماماً بل ممتزجين أيضاً مثل امتزاج كل العناصر التى يستخدمها "الخراط" فى رواياته، واستسلم البطل ودفن حبه بقلبه ورحل بعيداً قائلاً لحبيبته " إننى أواجه الألم المتصل، حتى اليوم الأخير، من غير درع، من غير تغطية، من غير تبرير".


موضوعات متعلقة..


- بدء الصلاة على جثمان إدوارد الخراط داخل مطرانية الناصرية بالإسكندرية














مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة