أكرم القصاص - علا الشافعي

فى كتابه "الخطاب والأيديولوجيا".. حافظ دياب: سيد قطب أغلق على العقل بالضبة والمفتاح

الإثنين، 28 ديسمبر 2015 10:18 م
فى كتابه "الخطاب والأيديولوجيا".. حافظ دياب: سيد قطب أغلق على العقل بالضبة والمفتاح غلاف الكتاب
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"خطاب سيد قطب اعتمد على عدم تقبل النقاش والآراء الأخرى ولا يعترف بغير رأيه، ما يؤكد أن ذلك الخطاب هو خطاب مغلق" هذه هى الفكرة الرئيسية التى تخرج بها بعد قراءة كتاب "سيد قطب.. الخطاب والأيديولوجيا" للدكتور محمد حافظ دياب، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولجيا، والصادر عن دار رؤية للنشر والتوزيع.

وفى هذا الكتاب يحاول محمد حافظ دياب أن يقدم طرحًا يساعد على تأسيس قراءة اجتماعية للخطاب الدينى الإسلامى، مستخدمًا فى ذلك خطاب سيد قطب نموذجًا له، وذلك لتحقيق غرضين؛ الأول هو دراسة الخطاب القطبى ذاته، والثانى هو المساهمة فى تطوير وتأسيس طريق للتحليل الاجتماعى للخطاب الإسلامى، من خلال أحد نماذجه.

ويتضمن أفكارًا عدة منها "سيد قطب والظرف التاريخى"، وتستعرض كل الظروف الفكرية والمادية والشخصية والاجتماعية التى ساهمت فى تشكيل وصياغة الخطاب القطبى، فيوضح البنية الاجتماعية وتناقضاتها فى الفترة التى عاشها "قطب" والفترة التى سبقتها وأثر تلك التناقضات فى شخصيته.

بعد ذلك يعرض لـ"قراءة نقدية للخطاب القطبى"، ويتناول نقد مفاهيم الزعيم الروحى للإخوان، ثم يعرض لـ"المشروع الناصرى والخطاب القطبى"، ويوضح العلاقة بينهما، ويكشف الدور الناصرى فى تشكيل بعض ملامح الخطاب الدينى لـ"قطب".

ويحتوى الكتاب أيضًا على أربعة ملاحق، من ضمنها تقرير الأزهر الشريف عن كتاب"معالم فى الطريق"، كما يتضمن صورة من حكم إعدام سيد قطب، ووثيقة "لماذا أعدمونى".


وتناول "دياب" خصائص الكتابة عند قطب، ويرى أنها تتكئ على الصياغة واللغة الدلالية فقدم أفكاره ومواقفه بصيغة بلاغية وتعتمد على أجواء التوتر والعصبية، وهو يؤمن بحاكمية النص وتكريسه وانفراده بالمرجعية.

وتتبع "دياب" بداية الخطاب التحولى فى فكر "قطب" ليصبح خادما للنفوذ السياسى منذ أحداث الفتنة الكبرى ونشأة الخلافة العباسية، وصولا لكتابات حسن البنا عام 1938، التى لا تفرق بين الدين والسياسة، معتبرًا عكس هذا بدعة أوروبية، فى تأكيد من المؤلف على أن الخطاب القطبى يسعى إلى إقامة حاكمية الله.

ويرى المؤلف أن مسيرة حياة قطب متنقلة، ومضطربة؛ ففى شبابه انتابته حالة من الشك والارتياب فى الحقائق الدينية إلى أقصى حد، على حسب قوله بالحرف، استمرت معه قرابة خمسة عشر عامًا، 1925-1940. نشر خلالها ديوانه الشعرى الوحيد “الشاطئ المجهول” الذى تبرأ منه بعد ذلك واعتبره من آثار جاهليته.

وإبان انشغاله بالنقد الأدبى، بدأ يميل إلى التعامل مع مفاهيم الدرس النقدى الغربى “الواقعية، الكلاسيكية، الرومانسية..” وفى أثنائها، انتقد الرافعى لحساب العقاد، وصاحب العقاد ثم هجر مجلسه، وتنازع مع طه حسين ثم صالحه، ودخل فى معركة مع الشيخ على الطنطاوى انتهت بمؤازرته.

وخلال اهتمامه بقضايا الإصلاح الاجتماعي، كان أميل إلى الاشتراكية وتقرير العدالة الاجتماعية، حين طالب بحرية العمال فى تكوين نقاباتهم، وحدّ أدنى لأجورهم، وعقد عمل يؤمنهم، لتتراجع بعدها أراؤه إلى مجرد تكافل اجتماعى يستند إلى الزكاة والإحسان.لاومع مداومته العمل السياسي، انضم للوفد وتركه إلى الحزب السعدى، وأيد معاهدة 1936 واعتبرها معاهدة الشرف والاستقلال وقت كان وفديًا، ثم انتقدها بعد تركه الحزب، وأعتبر أن أيدى من وقعوها ملوثة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة

مشكلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة