فى أول حوار بعد تركه رئاسة "الكتاب العرب".. محمد سلماوى من أبو ظبى: الإمارات تشهد نهضة ثقافية كبرى.. وحققت جميع أهدافى فى الاتحاد..وأخيرًا تخلصت من الأعباء الإدارية

الأحد، 27 ديسمبر 2015 07:49 م
فى أول حوار بعد تركه رئاسة "الكتاب العرب".. محمد سلماوى من أبو ظبى: الإمارات تشهد نهضة ثقافية كبرى.. وحققت جميع أهدافى فى الاتحاد..وأخيرًا تخلصت من الأعباء الإدارية الكاتب الكبير محمد سلماوى
رسالة أبو ظبى - أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إن التوافق كان أسلوب اتحاد الكتاب والأدباء العرب طوال الفترة الماضية، ولهذا استطعنا أن نحقق إنجازات كبيرة ولم يضع جهدنا فى خلافات داخلية من الممكن أن تعطل المسيرة، بالعكس الكل يد واحدة" هكذا تحدث الكاتب الكبير محمد سلماوى فى أول حوار له بعد تركه رئاسة اتحاد الكتاب العرب، وجاء خلفا له الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ.

وماذا الذى يقصده الكاتب محمد سلماوى بالتوافق داخل اتحاد الكتاب العرب؟


التوافق يعنى تلبية رغبة الأعضاء الموجودين ولكن دون التنافس الانتخابى الذى من الممكن أن يترك فى النفوس بعض الرواسب التى تعطل العمل فى المرحلة التالية، وكنت حريصًا على أن من يتسلم الاتحاد يتسلمه متماسكا لا توجد به خلافات أو رواسب أو تنافسات انتخابية أو خلافات أيديولوجية، أو غير ذلك مما نشهده فى عالمنا العربى، ونحن ككتاب من المفروض أن نكون فوق تلك الخلافات العرقية والطائفية والسياسية ومن باب أولى فيما يتعلق بتسيير أمورنا واختيار قيادتنا أن يتم بهذه الروح.

ألا تتناقض التوافيقة مع الانتخابات؟


هذا غير صحيح، الانتخابات هى وسيلة من وسائل تحقيق الديمقراطية والتعرف على رأى الأغلبية حتى يسود، ولكن إذا أمكن لنا أن نتعرف على رأى الأغلبية دون أن ندخل فى تنافس بين اثنين من الأعضاء قد يؤدى إلى مشاعر سلبية، فهذا جيد، وهو ما فعلته، وهو آخر دور قمت به فى الاتحاد فقد استطلعت رأى جميع الأعضاء فيما يتعلق برؤية كل اتحاد على حدة فى من يكون الأمين العام القادم، ولثقتهم بى كانت ردودهم صريحة، على أساس أنه شيء يجرى بينى وبينهم وغير معلن، بهدف الاستطلاع على الآراء المختلفة وليس بهدف التأثير عليهم فى اتجاه أو آخر، وحين وجدت الأغلبية فى اتجاه معين أوصلت هذا الرغبة إلى الأطراف المعنية.

وما الذى حدث بعد ذلك؟


تم الاتفاق فيما بينهم على اقتسام المسألة ما بين الأمين العام الذى حاز على أصوات أكثر والنائب الأول للأمين العام والذى حاز على أصوات ينبغى احترامها، وتم تطبيق ذلك التوافق الذى كان ديمقراطيًا وحرًا ولقى قبولاً ورضًا جميع الحضور.

هل هناك من عارض فكرة التوافق من بين أعضاء الاتحاد؟


لا يوجد من عارض ولكن ربما يكون هناك عضو له رأى مختلف، ولكنه يدرك أن رغبته لا تمثل الأغلبية لكنه من حقه أن يعبر عما فى نفسه.

هل ترى بعد انتقال رئاسة الاتحاد إلى الإمارات أنك تستطيع أن تكمل وتحقق أهداف الاتحاد؟


الإمارات شهدت فى الفترة الأخيرة عملية تنمية كبيرة جدًا، ومن لا يقوم بزيارة المنطقة سنتين أو ثلاثة ثم يعود إليها يتولد لديه إحساس بالفارق الكبير وخلال الـ10 سنوات الماضية حققت الإمارات طفرة كبيرة فى التنمية على أقصى من مستوى ومن بينها التنمية الثقافية، وبوجود الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب فى الإمارات هو مكسب فهى قادرة على تحقيق تنمية ورعاية الثقافة وهذا شىء ينبئ بالخير، ثم أن هناك ظاهرة فى سياسات دول الخليج بشكل عام، وليست الإمارات وحدها، وهى استخدام الموارد الغنية لهذه الدول فى الارتقاء بمستوى المعيشة والارتقاء بالبنية التحتية للبلاد، وأسلوب الحياة ومستوى التعليم والرعاية الصحية، وبالثقافة وهذه أشياء يجب أن تذكر لهم، والقضية ليست وجود موارد لتحسن المستوى، لأنه توجد دول كانت تملك نفس هذه الموارد البترولية مثل ليبيا ولكن عندما كنت تزور ليبيا فى العهد السابق رغم مواردها التى لا تقل عن موارد الدول الخليجية تجد شعبها يعيش فى حالة بؤس ويرثى لها، ولم تستخدم هذه الموارد فى الارتقاء فهناك موارد هنا ولدى ثقة أنها ستساهم فى الاتحاد وعمل الاتحاد والبينة التحتية له.

ما أوجه التعاون مع اتحاد كتاب المغرب بعد أن أصبح النائب الأول للشاعر حبيب الصايغ؟


ربما كان الموقع الجغرافى، حيث إن الأمين العام من أقصى شرق المنطقة العربية، والنائب الأول فى أقصى غرب المنطقة العربية، وهذا لا يعنى أنه لا يوجد تواصل، بل يعنى أنهما قد يستطيعان أن يتكاملا فيما بينهما، والأمين العام من موقعه فى المشرق يستطيع أن ينجز أشياء، والنائب الأول من موقعة فى المغرب ينجز أيضًا دون أن يضطر الأمين العام للسفر أو الانتقال، فيتم التكامل بينهما.

ملف الحريات بعد انتقال الأمانة العامة للإمارات.. تعليقك؟


نحن داخل الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب وثقنا مبدأ خلال الفترة الماضية، وأنا ذكرته أثناء خطابى خلال الجلسة الافتتاحية كأحد الإنجازات المهمة التى قام بها الاتحاد فى الفترة الماضية، وهى الاستقلال عن مواقف الدول، ونحن نجحنا فى أن نستقل فى مواقف الاتحاد عن السياسات السياسية فى كل الدول، بما فيها دولة المقر وهى مصر، وأرسلنا لرئيس الجمهورية فى مصر نؤاخذه عام 2012 على خطاب تنصيبه لأننا وجدنا كأدباء وكتاب، أثناء اجتمعنا فى المكتب الدائم بالقاهرة، أنه لم يعط الثقافة والمثقفين حقهم واستطعنا أن نواجه، كما أننا أيضًا استطعنا أن نؤاخذ الدولة فى شخص أعلى منصب فيها هو رئيس الجمهورية، وهذا تقليد تم تطبيقه فى الاتحاد وظنى أنه سيستمر.

نعلم الدور الكبير الذى بذلته حتى تصبح فلسطين النائب الثانى.. لماذا فلسطين بالتحديد؟


هناك أسباب كثيرة أولها هو أن فلسطين هى القضية المحورية كانت وما زالت فى السياسة العربية والبلدان العربية كلها، وثانيا هى لم تتبوأ أى مناصب من قبل وآن الأوان أن نصعد وجودها داخل الاتحاد، والنقطة الثالثة بسبب أحداث الثورات العربية التى جرت وطغت أخبارها والاهتمام العام بها على الاهتمام بفلسطين وقضيتها ومن الواضح أن إسرائيل انتهزت هذا لكى تغير من الأوضاع وتعطى لنفسها حرية العبث بالأوضاع فى الأراضى المحتلة فى غيبة الاهتمام العربى والدولى الذى أصبح مهتمًا بالأوضاع التى سادت الكثير من الدول العربية، فأردنا أن نعيد القضية الفلسطينية لموضع الصدارة بعد أن طغت عليها هذه التطورات.

ترى أنك استطعت تحقيق الأهداف التى تم وضعها أثاء رئاستك لاتحاد الكتاب العرب؟


تم تحقيق جميع الأهداف، حيث إننى منذ أن دخلت الاتحاد كنت أعلم بمدتى متى تنتهى، وضعت خطة وفقا للمدة الزمنية المكلف بها بالمسئولية وأعتقد أننا فى حدود المعقول، استطعنا أن نحقق الكثير من الإنجازات بل حققنا أكثر، وذلك بشهادة الجميع بداية من وزيرى الثقافة المصرى والإماراتى إلى باقى الوفود خلال افتتاح الدورة الحالية بأبو ظبى، وهناك اعتراف بأن الاتحاد العام استطاع أن يحقق فى الفترة الماضية أكثر مما كان متوقعا منه بالرغم من أنه مر بظروف عصيبة كادت أن تعصف به كما عصفت بالدول ذاتها.

عندما تم اختيارك لرئاسة اتحاد الكتاب العرب كان الاتحاد تحيط به الديون لكنك تسلمه الآن وقد تجاوز هذه الأزمة وأصبح يملك مزانية كبيرة.. ما تعليقك؟


جاءت زيادة ميزانية الاتحاد عن طريق جمع الاشتراكات التى كانت متأخرة، وأشهد أنه فى الفترة الأخيرة نشطت هذه العملية بشكل أكبر، وكثير من الدول سددت الاشتراكات، كما أن إحساس الأعضاء بأن الاتحاد أصبح له كيان وإنجازات، وهذا كله دفع بأن الأعضاء قاموا بمسئوليتهم تجاه الاتحاد، كما أننا وضعنا فى نظام العمل داخل الاتحاد بأن من لا يقوم بدفع الاشتراك لا يكون له حق الترشح، بجانب حصولنا على تبرعات من الكثير من الحكومات، وكانت أولها الحكومة المصرية باعتبارها دولة المقر، كما حصلنا على تبرعات من الحكومة الليبية والشارقة، واستطعنا بجانب الاشتراكات أن نحدث تنمية لميزانية الاتحاد بهذا الشمل.

ماذا عن خطتك للمرحلة المقبلة؟


خطتى أن أتحرر من الأعمال الإدارية لكى أتفرغ للكتابة وأستطيع أن أقول أننى لم أتفرغ للكتابة بعد، حيث إننى تركت اتحاد كتاب مصر، ولكننى كنت أشغل رئيس اتحاد الكتاب العرب، وكان الاتحاد يشهد فترة مهمة ومؤتمر من أهم المؤتمر الذى كان من المقرر تسليم رئاسته، ولم أتفرغ بالقدر الذى أرغب به، ومع ذلك استطعت أن أقوم فى الوقت الذى اكتسبته بعد تركى لاتحاد كتاب مصر، أن أصدر مجموعتى القصصية "ما رواء القمر" وأصدر بعده الكتب التى كانت تقريبا جاهزة، ولكننى لا أجد الوقت لإتمامها مثل حوارات نجيب محفوظ الذى أصدرته الأهرام ومسدس الطلقة الواحدة الذى صدر فترة حكم الإخوان، وأتصور فى المرحلة المقبلة أن يكون لدى وقت أكبر لأتفرغ للعمل الإبداعى كما كان الهدف من البداية.

هل هناك عمل معين بدأت بالكتابة فيه؟


لدى فكرة عمل جديد ما زالت تدور فى رأسى، وعندى الإبداع يمر بمراحل أولا تأتى الفكرة وتدور فى رأسى مثل الجنين، وتكبر فى ذهنى ومثل الجنين أيضا تأتى لحظة معينة، لتكون لحظة الميلاد، ولا أستطيع أن أحكمها، وهى التى تملى عليك اللحظة التى تبدأ بالكاتبة بها، وليست كتابتها بالكامل ولكن يكون قوامها قد ظهر وواضح أمامى، وتأتى التفاصيل وأنا أكتب، ولدى الفكرة ولكنها تختمر فى ذهنى وفى معظم الأحيان يكون العنوان آخر شىء، وفى بعض الحالات يأتينى العنوان الأول وهو من يوحى إلى بالموضوع ولكن فى كل حال لدى فكرة مسيطرة تنمو كل يوم ولكن ما زالت فى مرحلة الجنين وعندما اعود لمصر تكون اختمرت لتسمح لى بالبدء فى الكتابة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة