ينشر "اليوم السابع" تفاصيل أخطر طمس أثرى فى التاريخ المعاصر وفقًا للفنان رشيد راغب مجلع، مدير عام الرسم الأثرى بمصر العليا السابق، ويتلخص فى ردم بوابة كاملة من البوابات الرومانية المؤدية إلى داخل معبد الأقصر والتى تقع أسفل الشارع الجانبى بجوار المعبد، وبناء فندق على هذا الأثر.
تعود تفاصيل الواقعة وأهميتها بحسب ما قاله الفنان رشيد راغب مجلع، مدير عام الرسم الأثرى بمصر العليا السابق، وعضو المركز المصرى الفرنسى، إن معبد الأقصر من أهم معابد الدولة الحديثة، ويأتيه الزوار من كمافة أنحاء العالم، نظرًا لموقعه المتميز على كورنيش النيل، وكونه يحتوى على ميناء نهرى، يربط معبدى الأقصر، والكرنك.
وأشار مجلع، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" إلى أن المعبد كان يقام عليه بعض الاحتفالات الفرعونية مثل الأوبت وغيرها، والذى سطر على جدرانه مظاهر هذه الاحتفالات خلال العصر القبطى، العصر الإسلامى، والتى من مظاهرها تزين بعض المراكب النيلية الصغيرة التى تُحْمَل على عربات يجرها الدواب، ويجوبون بها شوارع الأقصر بجانب الطبول والهتافات والموسيقى الشعبية والفلكورية، وتتقدمها بعض فرق الشرطة وآخر مظاهرها دورة أبى الحجاج الأقصرى وعيد السيدة العزراء.
وكشف مجلع، أنه نظرًا لأهمية المعبد، قام هو وكل من جان كلود جولفان، مدير المركز المصرى الفرنسى بالكرنك، والدكتور محمد الصغير، مدير عام المنطقة ومدير المصرى للمركز المصرى الفرنسى، وبعض العلماء المتخصصين فى التاريخ واللغات والديانات القديمة والعمارة والطبوغرافيا، بعمل رفع هندسى وطوبوغرافى فى منتصف الثمانينيات للمعبد.
وقال إن الدراسة أوضحت أن المعبد كان عبارة عن معسكر محصن للجيوش الرومانية لاثنين من الحكام الرومان والحامية العسكرية، التى كانت تحت إمرتهم، ولذلك فك الرومان بعض المعابد الفرعونية واستخدموا أحجارها فى بناء بوابات ضخمة بالإضافة إلى سور ضخم وأبراج من الطوب الأحمر، كالموجودة بأسوار القلعه بالقاهرة.
وأشار مجلع، إلى أنه حدثت مفاجأة وهى وجود بعض الأحجار التى ظهرت أثناء الحفر لمد أنابيب الصرف الصحى خلف معبد الأقصر والمقابلة للسوق السياحى بكورنيش الأقصر، فاستكمل الأثريون بالاشتراك مع جان كلود جولفان الحفر للتحقق من ماهية الصخور، واتضح أنها بوابة كاملة من البوابات الرومانية المؤدية للمعبد، ثم أجرى جولفان، ومدير عام الرسم الأثرى بمصر العليا السابق وقتها، رسمًا طوبوغرافيا وأثريا للآثار المُكْتَشَفَة، وسُجِّلَ ذلك فى كتاب "المعسكر الرومانى بالأقصر" الذى صدر عام 1986 من المعهد الفرنسى للدراسات الشرقية بالقاهرة للمؤلف جان كلود جولفان ومحمد الصغير وغيرهما، ثم تغطيتها بالرمال، وردم الشارع، بناء على طلب من مجلس مدينة الأقصر، وتم تغيير اتجاه أنابيب الصرف الصحى بعيدًا عنها.
وأضاف أنه فى مطلع الألفية كانت هناك فكرة مشروع لهدم السوق السياحى، والبدء فى الحفر لإظهار البوابة الرومانية، وما يستجد من آثار أخرى التى سوف ترشد إلى نهاية مبانى المعبد، وهُدِمَ السوق السياحى بالفعل، وإنشاء اتجاه آخر للشارع، ولكن المشروع لم يُنَفَّذ علمًا بأنه إذا تم البدء فى هذا المشروع، فإنه سيُعَد من العوامل المنشطة للسياحة.
وأكد مصدر أثرى، أنه يتم حاليا إعادة بناء فندق "نيو ونتر بالاس" الذى تم هدمه، مشيرًا إلى خطورة بناء الفندق المجاور للمعبد قبل استكمال باقى الاكتشاف الأثرى للبوابة المؤدية لمعبد الأقصر.
وقال فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع": "من غير المقبول وجود بوابة كاملة لمعبد الأقصر تحت شارع يمر عليه المارة والعديد من السائحين، غير واعين بما تحت أقدامهم" مؤكّدًا أن البدء والاهتمام بالمشروع سيكون له صوت مدوى فى جميع أنحاء العالم.
وعَلَّقَ سلطان عيد، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، على تصريحات "مجلع" وقال إن جميع البوابات الأثرية المؤدية إلى معبد الأقصر واضحة ومكتشفة وموثقة، وقد تكون هناك بوابة رومانية من الناحية الجنونبية البعيدة عن المعبد أسفل الشارع منذ زمن بعيد تقرب لـ100 عام، وأى حديث عن البوابة تقع تحت إطار الاجتهادات والتخيلات لوقوعها تحت شارع منذ عشرات السنين، لافتًا إلى أنه لا توجد أى نية فى بناء فنادق جديدة بالقرب من معبد الأقصر أو السوق السياحى، وأن الفترة الأخيرة شهدت هدم فندق "ونتر بلاس" فى محاولة لتجديده والذى يقع بعيدا عن أى مداخل أثرية، أو اقترابه من الموقع الجيوغرافى للمعبد.
ونفى الدكتور هانى عبد العزير، مدير عام اللجنة الدائمة للآثار، ما تردد عن تدمير بوابة أثرية بالأقصر قائلاً: "هذا مستحيل، ولا يوجد أى شئ بهذا المعنى، كما أنه لا يوجد تصريح ببناء فنادق من الأساس، وكيف نهدم أثر داخل المعبد؟"، مؤكّدًا منذ توليه العمل باللجنة الدائمة منذ عام 1997 عدم استخراج أى تصاريح بناء لفنادق، ولابد من الموافقة قبل الشروع فى بناء أى فنادق بمحيط معبد الأقصر.
بالصور.. أثرى سابق يؤكد تجاهل الحكومة لاكتشاف بوابة رومانية مؤدية لمعبد الأقصر..رشيد مجلع: تقع أسفل الشارع الجانبى بجوار المعبد..ويؤكد: بناء فندق على الأثر.. والواقعة أخطر طمس أثرى فى التاريخ المعاصر
الأحد، 27 ديسمبر 2015 06:00 م
معبد الاقصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة