وتجلى هذا الاتهام بشكل كبير، بعدما اعترف تيار جديد داخل الجماعة يدعى "واعدوا" بأن هناك بعض القيادات تقوم بدور الوشاية على أطراف الأزمة، وقال فى بيان له، ستعرف غدا من يقوم بالوشاية، وهناك قيادات من الإخوان ألقى القبض عليهم بعد أن دخلوا فى أزمة مع مجموعة من مجموعات الأزمة.
وأضاف هذا التيار الجديد التابع للإخوان: "اسأل نفسك وهدان قبض عليه ليه، علشان كان ناوى على إيه وكان مسئول إيه، اسأل مسئولك أو مسئول شعبتك، ويا ريت تعرف بردوا مين اللى بلغ عنه، ويا ريت تعرف بردوا محاضر اجتماع لندن بقيادات الإخوان هناك وتعهدوا فيه باحتواء العنف فى مصر حفاظًا على مصالحهم والموضوع اتناقش فى البرلمان البريطانى علنًا وممكن ترجعله".
صفحة "صوت الإخوان": الجماعة مخترقة من الداخل
وفى السياق ذاته اعترفت صفحة "صوت الإخوان"، والتى يطلق عليها إعلاميًا "ويكليكس الإخوان" أن الجماعة مخترقة من الداخل، وهناك من القيادات من يقوم بدور الوشاية كى يستطيع أن ينفرد بإدارة الجماعة.
متحدث للحرية والعدالة المنحل يطالب بإشراك القيادات الجديدة فى صنع القرار
من جانبه طالب أحمد رامى، المتحدث الرسمى لحزب الحرية والعدالة المنحل، محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، بإشراك القيادات الجديدة للإخوان فى صنع القرار داخل الجماعة.
وقال رامى فى بيان له عبر صفحته على "فيس بوك": "أيها المسئول، عليك الحرص الحقيقى على استمرار فكرتك باستدعاء غيرك الذى يحمل المسئولية فى ظل وجودك وتكتفى بالنصح عن بعد لتضمن حسن سير العمل فى غيابك الحتمى لأنك بشر وستموت".
البشبيشى: الجماعة فقدت الثقة فى قياداتها
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن اتهامات الوشاية تؤكد أن الجماعة فقدت الثقة فى قياداتها، وأصبحت تنظر لهم على أنهم خائنون للتنظيم، وهو ما سيزيد من أزمة الإخوان خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، أن اتهامات الوشاية بدأت عندما ألقى القبض على محمود غزلان، وعبد الرحمن البر، وزادت بعدما قبض على عدد من قيادات اللجنة الإدارية العليا للجماعة.
باحث فى شئون الحركات الإسلامية: "الوشاية والتخوين" أساليب الجماعة منذ نشأتها
وعن الوشايا داخل تنظيم الإخوان، قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: "مثل هذه الأمور تحدث أوقات الأزمات الضخمة منذ نشأة الجماعة فى نهاية عشرينيات القرن الماضى إلى اليوم، وتهدف فى مجملها إلى الآتى، أولاً إما إفشال مساعى تيار داخل الجماعة للمصالحة والتسوية مع الدولة والنظام السياسى الحاكم كما فعل تيار المستشار عبد القادر عودة عندما أفشل أتفاق البندين الذى أوشك بعض قادة الإخوان لتنفيذه بعد إبرامه بالفعل مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما وافق هذا التيار على شروط النظام لحل الأزمة مقابل الالتزام بمنع التحريض والبيانات المحرضة على العنف التى تكفر القادة السياسيين والعسكريين وأيضاً تفكيك تشكيلات الإخوان وخلاياهم فى الجيش".
وأضاف: الهدف الثانى هو مضاد للهدف الأول وهو إجراء مصالحة شكلية مع النظام واتخاذ موقف تكتيكى لامتصاص ضربات قوية بإعلان التبرؤ من مجموعة داخل الإخوان وتقديم الجماعة بصفة عامة أنها ضد تلك المجموعة وضد توجهها، وهو ما حدث مع مجموعة شكرى مصطفى التى ثقفها ورباها منظر الاتجاه القطبى سيد قطب داخل السجن، حتى يتسنى للجماعة الاندماج فى المشهد السياسى وطى صفحة محنة الستينيات".
وقال "النجار": "ثالثًا بغرض المغالبة والصراع على القيادة داخل الجماعة خاصة فى أوقات الانقسامات الحادة وعدم قدرة أية جهة على حسم الصراع لصالحه، وهو ما يدفع الأطراف المتنازعة للتسابق على نيل رضا الدولة وتقديم نفسها كقيادة متعاونة مع الأجهزة الأمنية مقابل قيادة أخرى تحرض وتخطط وتدفع لارتكاب العنف، وهو ما حدث عندما ذكر قادة الحرس القديم نشاطات لجان إدارة الأزمة بقيادة محمد كمال فى الفترة الماضية فى التحقيقات، مقابل وشاية هذا الطرف بمحمود عزت والتأكيد على أنه لم يغادر مصر.. وهذه المواقف تؤكد الفرضية التى ذكرناها مؤخراً بأن القيادة الحقيقية المستقبلية لجماعة الإخوان بعد أن تضع حرب الصراع الداخلى أوزارها لن تكون بقرار إخوانى خالص إنما ستسهم الدولة بشكل كبير فى تحديد وتسمية تلك القيادة وتوجهها العام، فى استنساخ لما حدث فى صراع مشابه مصغر حدث بعد اغتيال البنا، فبعد النزاع والصراع الطويل على القيادة حسمت الدولة الأمر واختارت المستشار الهضيبى كحل توافقى لعلاقته الجيدة بالإخوان وعلاقته القوية بالقصر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة