
أن يصبح فى كل مدينة دار أوبرا ومسرح قومى، هو ما يحلم به الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، وما تحدث به لـ"اليوم السابع" فى حواره فى أبو ظبى بالإمارات العربية المتحدة، حيث يشهد هناك المؤتمر الـ26 لاتحاد الكتاب العرب، كما تحدث "النمنم" عن البرلمان المصرى الجديد، ومتحف نجيب محفوظ، والقراءة والشارع الثقافى والسينما وغير ذلك من القضايا الثقافية.
كيف ترى مشهد انتقال رئاسة اتحاد الكتاب العرب من مصر إلى الإمارات؟
أولا من الضرورى أن أحيى الكاتب الكبير محمد سلماوى، لأنه طلب ألا يستمر لدورة جديدة، كما أن جمهورية مصر العربية لم تتقدم بمرشح، لأن ذلك يعكس رؤيتنا لكيفية العمل الثقافى، كما أن القاهرة لها ريادة ولها مركز، ولكن لابد من التعاون الثقافى لإتاحة الفرص لجميع الأطراف، كما أن الصيغة التى تمت بها نقل أمانة الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، ديمقراطية تماما، فهم وصلوا إلى شكل من أشكال التوافق، حتى يصبح الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام، والنائب الأول هو عبد الرحيم علام، رئيس الاتحاد الكتاب المغربى، وهذا يقدم تجربة جديدة، وهى أن الرجل الأول من الخليج العربى، والرجل الثانى من المحيط، فكنا نقول "أمة من الخليح إلى المحيط"، وهذا يجعلنا نرى كيفية شكل الأداء والتعامل، ونتمى النجاح للاتحاد تحت أيديهم وأن تنجح التجربة، لأنها تجربة مهمة، وأهنئ أولا الكاتب الكبير محمد سلماوى، لأنه خرج بهذه الطريقة، وأهنئ حبيب الصايغ بالرئاسة، وعبد الرحيم علام بهذا الفوز.
وماذا عن الثقافة فى الشارع المصرى وما تأثير وضع السينما فى الوقت الحالى عليها؟
السينما والأوبرا والفنون التشكيلية، هى جوانب مهمة من جوانب الثقافة، وكل هذا مؤثر وقوى وخاصة أننا داخل مجتمع يوجد به نسبة أمية تصل إلى 40%، والأمية القرائية أيضا كبيرة، وعلينا أن نضع فى اعتبارنا ذلك.
هل معنى ذلك أن الشارع المصرى لا يقرأ؟
بالطبع لا، فى الوقت الحالى يوجد إقبال على القراءة، حيث إن معدلات التوزيع بدأت ترتفع وعدد دور النشر يزداد سنويا ومعنى ذلك أنه يوجد طلب على القراءة والكتاب.
كما أن زيادة انتشار الكتب الرقمية من الممكن أن تؤثر على الكتب الورقية.
إن الواقع الفعلى يؤكد أن ذلك يعمل على زيادة قراءة الكتب الورقية وزيادة الإقبال على القراءة بوجه عام والدليل على ذلك أن عدد أعضاء اتحاد الناشرين منذ عشر سنوات حوالى 200 عضو والآن 700 عضو، فكل عام يزداد عدد دور النشر مع كثرة إصدار العناوين، وهذا معناه زيادة الإقبال على القراءة.
تردد فى الوقت الأخير وجود صراع بين الثقافة والآثار حول متحف نجيب محفوظ، ما تعليقك؟
لا يوجد صراع بين وزارتى الثقافة والآثار حول مكان المتحف، حيث إنه تم طرح مناقصة لتجهيز المتحف ومن المقرر أن ينتهى خلال الأسابيع المقبلة، وذلك عن طريق صندوق التنمية الثقافية، وتم إعطاؤنا بيت وكالة أبو الدهب الدور الأرضى والأول، أما الطابق الثالث فعبارة عن عدة غرف ولها سلم مستقل وباب مستقل، وليس لها علاقة بالطابقين بالأول والثانى، ومع ذلك اتفقت مع الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، إذا احتاجنا الطابق الثالث سنأخذه، وإنما الذى لا يعرفه الكثير من الناس أن مساحة الطابق الأرضى ضخمة جدا، وتكفى لإقامة عدة متاحف، وفى الوقت نفسه يزيد التكلفة على وزارة الثقافة، ولا توجد مشكلة على الإطلاق، وسيتم افتتاحه بعد أن تكلف الشركة التى يتم اختيارها من خلال المناقصة المطروحة، ولكن من الممكن أن يستغرق عاما.
حدثنا عن الهدف من تشكيل لجان لإعادة هيكلة السلاسل الثقافة بالهيئة العامة للكتاب؟
إن هذه اللجان أمور داخلية تم تشكيلها من قبل الدكتور هيثم الحاج على، وهذا ما كنت أفكر فيه منذ أن كنت رئيسا للهيئة، وهذا لوجود 33 سلسلة، نسبة توزيع معظمها ضعيف جدا، وليست منتظمة فى الصدور، ومن المفروض أن تكون هناك لجان تنظيميه تحدد ما يستمر وما لا يستمر.
هناك اتفاق بين وزارة التربية والتعليم واتحاد الناشرين لتزويد عدد الكتب داخل مكتبات المدارس.. تعليقك؟
حدثنى عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين عن ذلك، وهم يرون أن المدارس عندما تشترى كتبا فهذا يروج حركة النشر لديهم، وبالفعل هذا صحيح، ونحن أيضاً يوجد لدينا اتفاق من خلال البروتوكل الذى قام بتوقيعه الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وطالبت وزير التربية والتعليم بتزويد المكتبات، من خلال شراء إصدارات وزارة الثقافة وتمت الموافقة على ذلك، ونبحث الآن عملية وآلية التنفيذ.
وماذا عن البرلمان الجديد؟
إذا كنا نتحدث عن مجتمع ديمقراطى، تصبح الصراعات التى تحدث الآن شيئا عاديا، وفى نهاية الأمر وجود برلمان جديد يعنى أنه يجب أن يكون هناك أكثر من شخص أو تيار أو حزب يريد شخص معينا أن يكون رئيسا للمجلس، وهذه كلها أمور طبيعية.
ما الحلم الذى تريد تحقيقه أثناء توليك حقيبة وزارة الثقافة؟
أول شىء أن نطبق العدالة الثقافية فى مصر، بمعنى أن فكرة الأقاليم تكتفى بالثقافة الجماهيرية، وأن العاصمة لها الأوبرا، والمعرض الدولى للكتاب، ولها المجلس الأعلى للثقافة، والمسرح القومى وغيرهم، هذه قسمة غير عادلة، لابد أن تكون هناك ثقافة رفيعة وتكون موجودة فى كل مكان، وحلمى أن يأتى اليوم وتكون لكل مدينة مصرية وكل محافظة بمصر لها دار أوبرا خاصة بها ومسرح قومى أو أكثر من مسرح ودور سينما كبيرة، فلدينا مدينة مثل الأقصر إلى الآن ليس بها دار أوبرا ولا عرض سينما كبير، رغم أنها مدينة سياحية عالمية.
من وجهة نظرك هل تقوم الدولة بدورها فى الوقوف بجانب الثقافة؟
بالطبع، وقياسا للظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر وأنا على علم بها لأننى داخل الحكومة، أرى أن الحكومة تساند الثقافة.
ماذا طلبت من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال الفترة الأخيرة؟
طلبت من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن نعيد الاحتفال بعيد الفن وتم موافقته بالفعل.