"أذكارُ الغافلين" قصيدة للشاعر التونسى صلاح الدين الحمادى

السبت، 26 ديسمبر 2015 12:08 ص
"أذكارُ الغافلين" قصيدة للشاعر التونسى صلاح الدين الحمادى الشاعر التونسى صلاح الدين الحمادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مُدَدٌ أمْضيناها فى مَلَكوتِ الغفلة
كانت تقتاتُ العمرَ بِصمتٍ قِطَعًا قِطَعًا مُدَدَا
حَملتنا ريحُ العِزّةِ بالوهم
ورِياحُ قَبائِلنا
و"رِياحُ "، قَبيلتُنا
ورياحٌ أخرى فى الآفاق
من غفلتنا لم نُحصيها عَدَدَا،
يا هذا المُتفائلَ بِزمانه أقْصِرْ
وتأمّلْ حولك لترى من أمْرك رشَدَا
طاحُونة مَائِك ما فتئت تَسْقيك الأوهامْ
يا هذا المُتغطّى بالأيامْ
إنك عارٍ
ويتيمٌ يَطلبُ سَنَدا .
***
هذا زمن الأفَّاقينَ ولا أفْقَ لهم
أفَّاكونَ بِدُوَلٍ
دجّالون بِراياتٍ سُودْ
ثَرْثارُونَ على شاشاتِ التلفزيون
قَطّاعُو طُرقٍ
قُطْعان من بشرٍ طمَّاعينْ
رِزمٌ ما أثقلها بِمَواقفَ شَتَّى
وشِعاراتٍ وبياناتْ
وهُناك زَعيمٌ وهنا أزْعَمُ منه
ومشاريع وتقارير
وتباشير وعلاماتْ
حملتنا ريحٌ فتناثرْنا بَدَدَا.
***
يا باسطَ كفك بالكلمات
لم يبقَ الناسُ كعهدِ الشعراء بهم
فى القصة صورٌ ناطقة
ومشاهدُ شاهدة
وحياة أخرى تحت الماء
وحياة أغربُ فى الغابات
يا باسط كفك بالكلمات.
فآحمل كلماتكَ، لملمها
من أدراجِ مكاتبنا
من أوراق خُطَبنا
من أبْعَدِنا عنكَ ومن أقْربنا
اِجمعْها من كل مكان
وآستبدلها بالدولارِ
اِسمعْ نَجواى وأذكارى
وآبعثْ فينا رُسُلا جُدُدَا .
***
جمَّدَنا فى حِقبتنا الأولى السّبْى القُرَشِى قُرونا
لم نَكتُبْ فى غُرْبَتِنا تَلْمُودا
لم نتَوالدْ رُسُلاً وأناجيلْ
وتوارَثنا كلماتك، جيلاً من جيلْ
يا باسط كفك بالكلماتِ
شعرا نثريا أو حرًّا
وأساطيرَ وأباطيلْ.
وظللنا فى محنتنا نتلاشى
أو نتناقر
أو نتنابز بالأغرابْ
أو يشرب بعضُنا نَخْبَ هَزيمةِ بَعضٍ
يا للأعرابْ. ..
يَتناسَوْنَ جميعَ علوم الدنيا
وينكبّون على تَدْوين الأنسابْ
أولائك نحن
مازلنا فى مَلكوت الغفلة مشدوهين
نتصايح عند مآزقنا
مَدَدًا يا مولانا مَدَدَا،
مَدَدًا يا مولانا مَدَدَا .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة