سببت بعض الروايات والكتب سواء لأصحابها أو قرائها اعتقالات تعسفية أو التعرض للسجن لحرصهم على اقتناء هذه الكتب دون التفكير فى أنها ستسبب لهم المشاكل لاحقا، البداية مع راكبة مصرية حيث ألقت أفراد الأمن بمطار القاهرة الدولى، القبض على سيدة قادمة من أمريكا اللاتينية عبر أديس أبابا حيث عثر معها على قائمة أسماء وعناوين وأرقام تليفونات والبريد الإلكترونى لبعض الأشخاص، وكذلك صورة ضوئية من كتاب الروائى والمناضل الفلسطينى غسان كنفانى، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية مع الراكبة.
موقف آخر تمثل فى رواية (1984) للكاتب العالمى جورج أورويل عام 1949، وهى قادرة على إثارة المتاعب لدى عدد من الدول التى اعتبرتها رواية مشاغبة، وكان آخرها خبر القبض على طالب بمحيط جامعة القاهرة وكان ضمن الأحراز "رواية 1984"، بعدها اشتعل الـ"فيس بوك" و"تويتر" تعليقا على هذه الحادثة التى وقعت منذ أيام قليلة. وجاء فى المحضر الذى قيّد الواقعة عبارة "كتيب يتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية" فى وصف الرواية من قبل مباحث أمن الجيزة .
ويعتبر سيد قطب من أكثر الشخصيات تأثيرا فى الحركات الإسلامية خلال القرن الماضى، وله العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى، الذى اقتدى به أعضاء جماعة الإخوان للخروج عن الحاكم وتنظيم المظاهرات التحريضية.
فى كتابه "معالم فى الطريق" يقول قطب إن المسألة فى حقيقتها مسألة كفر وإيمان، شرك وتوحيد، جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغى أن يكون واضحًا، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين، بينما كرر نفس الفتوى فى كتابه «ظلال القرآن» بقوله إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هى شريعة الله، والفقه الإسلامى.
وتم القبض على قطب، وأثناء وجوده فى سجن طرة، ظل يروج لفكر التكفير، والدعوة إلى اغتيال عبدالناصر مرة أخرى، وعند تنفيذ حكم إعدامه طلب كوبا من الماء، ثم نفذ فيه حكم الإعدام بسبب كتابه معالم على الطريق.
المجموعة القصصية "أين الله" قضت على صاحبها كرم صابر بالسجن لمدة 5 سنوات، والتى تضمنت عددًا من العبارات اعتبرها البعض كفرًا، فيما عبر مثقفون وأدباء عن غضبهم من هذه المقالات، واعتبروها عارًا على الأدب والثقافة المصرية.
وفى تسعينيات القرن الماضى كانت رواية "مسافة فى عقل رجل" لـ"علاء حامد" قد تسببت فى الحكم على كاتبها علاء حامد السجن وصدر حكم قضائى بحبسه والذى اعتبر الرواية خروجا عن الدين، وتعرض منزله للتحطيم بعد قيامه بتوزيع منشور يدعو فيه أهالى قريته للانضمام إلى حزبه، وذلك بسبب كتاباته ومؤلفاته التى يعتقد البعض أنها تدعو للعلمانية داخل القرية وتتهمه بالكفر والإلحاد وخروجًا سياسيًا إلى حد كبير على الحاكم وقتها .
كما واجه الكاتب صلاح الدين محسن محمد أحكاما بالسجن بسبب تضمن كتاباته ومؤلفاته تحقير الأديان وازدرائها فى كتبه " الصعود للسماء، وعبعاطى، وارتعاشات تنويرية " ورأى أن الشريعة الإسلامية والقرآن هما أكبر معوقات للتقدم والنهضة، وأن الإيمان بهما واتباع تعاليمهما يؤدى إلى التخلف، ثم أنه يصل فى النهاية إلى إنكار وجود الله وحكم عليه السجن لمدة 3 سنوات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة