نقلا عن العدد اليومى...
شهدت البورصة المصرية خلال الفترة الماضية عددا كبيرا من عمليات الاستحواذ والاندماج بين الشركات، سواء كانت شركات مصرية - مصرية أو أجنبية - مصرية.
وبدأت موجة من الاستحواذات السريعة فى السوق المصرية، وصدقت توقعات العديد من خبراء السوق السابقة بأن تشهد الفترة المقبلة عمليات استحواذ واسعة، من قبل بعض الشركات العالمية على عدد من القطاعات أهمها القطاع العقارى، وقطاع المواد الغذائية، والبنوك، مواد البناء.
كل التوقعات كانت تشير إلى أن الشركات المصرية ستكون مستهدفة خلال الفترة المقبلة لعدة أسباب، أهمها تراجع القيمة السوقية للكثير من أسهم الشركات، بسبب الاضطرابات السياسية بعد الثورة، سواء الأولى أو الثانية، مما جعلها جاذبة للاستثمار، والسبب الثانى هو قرب انتهاء الفترة الانتقالية فى مصر مع انتخاب رئيس للجمهورية وإقرار الدستور الجديد وقرب انتخاب مجلس نواب جديد.
آخر هذه الصفقات هو ما أعلن عنه رجل الأعمال نجيب ساويرس، حيث بدأ ساويرس فى تنفيذ خطته للتوسع فى الاستثمار بالقطاع المالى، حيث أعلن عن عرض استحواذ على أسهم شركة «سى آى كابيتال» التابعة للبنك التجارى الدولى بقيمة وصلت إلى مليار جنيه.
وهذه الصفقة تعتبر ثانى صفقة استحواذ فى السوق المصرية، بعدما نفذ منذ شهر صفقة استحواذ على أسهم شركة بلتون المالية القابضة بـ650 مليون جنيه.
كما أعلن ساويرس منذ شهور رغبته فى الاستحواذ على جانب كبير من أسهم المجموعة المالية هيرميس، وهى الصفقة لم تتم فى وقتها، وأكدت مصادر أن الصفقة مازالت تحت الدراسة من رجل الأعمال نجيب ساويرس، وأنه من المحتمل أن يعيد تقديم عرض الشراء مرة أخرى فى مرحلة مقبلة.
وتملك أوراسكوم للاتصالات سيولة نقدية تبلغ 2.2 مليار جنيه، تسعى لاستغلالها فى عمليات استحواذ فى السوق المصرية وتوسيع نشاطها.
كما أن هناك عمليات استحواذ بدأت منذ أكثر من عام، حيث أعلنت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك» عن استحواذ مجموعة ريبلوود، وهى من كبرى المجموعات الاستثمارية فى الولايات المتحدة الأمريكية على 9.4 % من أسهم سوديك.
وقامت الشركة الأمريكية بعملية شراء هذه النسبة من خلال شراء جزء كبير من الأسهم المملوكة لشركة أكتوبر بروبرتى دفليوبمنت ليمتد «إحدى الشركات التابعة للمجموعة المالية EFG – Hermes».
كما قامت مجموعة ريبلوود الأمريكية إحدى أهم الشركات فى مجال الاستثمار ودعم المؤسسات وتطوير ورفع الكفاءة الاستراتيجية لسير العمل والتشغيل بالشركات، وتعزيز قواعد الحوكمة، بشراء 2.3 % من أسهم شركة بالم هيلز للتعمير، المدرجة بالبورصة المصرية، يبلغ الرأسمال السوقى لشركة بالم هيلز حوالى 5.6 مليار جنيه.
ومؤخرا طلبت كل من شركة «كيلوج الأمريكية» وشركة «أبراج الإماراتية» شراء كل أسهم شركة بيسكو مصر، وتم تغيير عرض الشراء أكثر من مرة.
وقال محمد صلاح: إن العالم شهد عمليات استحواذات كبرى خلال الفترة الأخيرة برؤوس أموال عربية وآسيوية غالبا، فى ظل حدوث تعثر فى الأصول لعدد من الشركات الكبرى بعد الأزمة الاقتصادية العالمية خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أن تراجع البورصة المصرية مؤخرا كشف عن وجود فرص للاستحواذ على العديد من الشركات المهمة والاستراتيجية بأسعار رخيصة نتيجة التأثيرات السياسية والأمنية، فرغم الضوابط المشددة فى القانون فى مثل هذه الحالات، إلا أن هذه العمليات عادة ما تتم فى إطار قانونى يتيح تنفيذها، خصوصا فى ظل تفتت هياكل ملكية العديد من الشركات والمخاوف لدى المستثمرين الأفراد بشأن طول فترة الاحتفاظ، نتيجة عدم استقرار الأوضاع.
وأوضح أن العديد من المؤشرات تؤكد أن الفترة الأخيرة تظهر أن ميول المستثمرين تتجه نحو اقتناص الفرص والصفقات الرخيصة، وفقا لقاعدة «حال وجود عدد محدود من المستثمرين فى السوق، والكثير من الأصول المعروضة للبيع، ينفذ المستثمرون أقوى الصفقات الاستثمارية الرخيصة»، ويجب هنا التأكيد على أن عمليات الاستحواذ التى شهدتها السوق خلال الأعوام الماضية أدت إلى تدفق سيولة كبيرة، نظراً لقيام هذه الشركات بعمليات إعادة هيكلة لتلك الشركات التى تم الاستحواذ عليها وتطوير خطوط إنتاجها، ما أدى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية وارتفاع الطلب على الأيدى العاملة. فى حين قالت الجمعية المصرية للتمويل: إن ما ساعد على توجه الشركات الغربية لدخول السوق المصرية عبر عدد من عمليات الاستحواذ هو الفرص المتاحة للاستثمار، سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية، لهذا فإنه فى الوقت الحالى، فكل الشواهد تؤكد الاهتمام الدولى بالاستثمار فى مصر خاصة إذا بعدما اتخذت الدولة خطوات أكثر جدية لمعالجة المنازعات القانونية فى القضايا الاقتصادية.
وأشارت الجمعية إلى أن الشركات الأوروبية والأمريكية بدأت تبحث عن موارد جديدة لها والدخول فى نشاطات لها القدرة على تحقيق أرباح، خاصة بعد أن بدأت تواجه منافسة شرسة مع الشركات الصينية والهندية والكورية التى بدأت تغزو إفريقيا بشكل كبير مستحوذة على ما يقرب من 60 % من هذه الاستثمارات فى إفريقيا.
