حنان شومان تكتب.. قدرات غير عادية.. فيلم غير عادى أو عادى جداً

الأحد، 20 ديسمبر 2015 04:50 م
 حنان شومان تكتب.. قدرات غير عادية.. فيلم غير عادى أو عادى جداً فيلم قدرات غير عادية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم السابع -12 -2015


أفلام السينما نوعان، أفلام عادية وأخرى غير عادية، وربما يكون هناك تقسيمات فرعية فى الأفلام العادية. وكما أن الأفلام كذلك، فهناك فنان عادى ينتج فنا عاديا، وهناك آخر غير عادى ينتج أعمالا غير عادية، ولو أخذنا هذه المقولة وسلمنا إلى حد ما بصحتها وطبقناها على فنان مثل داود عبد السيد، فمن حقنا أن نقول إنه فنان غير عادى، لأنه من بين قليل جدا من مخرجى مصر وحتى العالم الذين يندرجون تحت عنوان المخرج الكاتب فهو كتب كل أفلامه إلا فيلما وحيدا، وبذلك فهو مسؤول مسؤولية كاملة عن أعماله فكرا وتنفيذا، هذا أولاً، أما ثانى الأسباب لكونه غير عادى أن أفلامه التى صنعها خلال مسيرته الفنية وعمرها ثلاثة عقود بدأت عام 1985 هى تسعة أفلام حتى الآن، أى ليست بالعدد الكبير أو حتى المتوسط، ورغم هذا فهذه الأفلام التسع استطاعت أن تضع داود فى مكانة عالية متفردة فى تاريخ السينما، وأيضاً من أسباب كون داود عبد السيد مخرجا غير عادى أنك من الممكن ببساطة أن تشاهد أفلامه، وتستمتع بها كمجرد حدوتة عادية، أو أن تشاهدها فترى فيها ما هو أعمق وأكثر من شىء غير عادى.

يحيى وحياة هما اسما بطلى عمل داود عبدالسيد الجديد «قدرات غير عادية» «لاحظ أن يحيى وحياة اسمان يتكرران كأبطال فى أفلام داوود»، طبيب يجرى دراسة عليا عن بشر يمتازون بقدرات غير عادية فيفشل فى إيجاد نماذج لدراسته، فيقرر أن يسافر بعض الوقت فى إجازة بالإسكندرية، فينزل فى بنسيون تملكه سيدة تدعى حياة لها ابنة صغيرة يكتشف فيها الطبيب قدرات غير عادية على تحريك الأشياء بعقلها وتتطور الأحداث لنكتشف أن الأم ذاتها تملك هذه القدرات، ولكنها تخفيها حتى لا تواجه مشاكل، ولكن الدولة والسلطة تعرف بهذه القدرات للفتاة الصغيرة، فتستغلها لتكشف عن جرائم، وتستمر الأحداث لتتصاعد علاقة حياة بيحيى، فى ظروف غير عادية، وينتهى الفيلم حين يعود يحيى لحياة، بعد أن يكتشف أن كلا من البشر الذين قد نراهم عاديين يمتلكون قدرات غير عادية، ولكن ربما يجهلون ذلك.
بالتأكيد، إن تلخيصى لحدوتة الفيلم يقتطع كل الجمال والقيمة الحقيقية منه، لأن سينما داود عبد السيد لا يجب سجنها على الورق فى مجرد حكاية، لأنها صورة غير عادية مسؤول عنها مصور شاب هو مروان صابر يشاركه مهندس الصورة أنسى أبوسيف، المشارك دوما لداود فى أعماله، فكثيراً ما كانت الإسكندرية حاضرة فى أفلامنا، لكننا حين نراها فى فيلم داود نقول أين هذا المكان فى بلادنا، ويشارك داود كالعادة أيضاً المسؤول عن الموسيقى الموسيقار راجح داود الذى يمنح الصورة عمقا لا ينفصل عن الصوت والنغمة.

داود عبدالسيد مخرج يحب ممثليه، وقد يتصور المشاهد أن كل مخرج يجب أن يحب ممثليه، لأنهم أدواته، ولكن الواقع ليس دائماً هكذا، ولهذا فحين تشاهد ممثلى أفلام داود تشعر وكأنهم اكتشاف لأول مرة، خالد أبو النجا فى تجربته الثانية مع داود يؤكد هذه المقولة، أما نجلاء بدر فهى بالتأكيد مثال حى فى أول أدوارها السينمائية، وكذلك الفتاة الصغيرة مريم تامر التى أدت دور فريدة فهى موهبة فائقة، محمود الجندى، حسن كامى، أكرم الشرقاوى، إيهاب أيوب، أحمد كمال، عباس أبو الحسن، حتى مهرج السيرك الذى لم نرَ وجهه الحقيقى، كلهم فى أدائهم رغم احترافية البعض يؤكدون أننا أمام مخرج محب لممثليه.
داود عبد السيد يقدم فيلما غير عادى لو أردت أن تراه هكذا، أو مجرد فيلم عادى عن قدرات غير عادية لو أحببت أن تراه بهذا المعيار، فأنت حر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة