بمناسبة رحيل إدوار الخراط.. الشخصيات المسيحية فى الرواية

الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 02:46 ص
بمناسبة رحيل إدوار الخراط.. الشخصيات المسيحية فى الرواية غلاف رواية خالتى صفية والدير
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشخصية المسلمة والشخصية المسيحية فى مصر نسيج واحد لوطن واحد لذا تشاركا أيضا فى الأعمال الإبداعية، واليوم بعد رحيل الكاتب إدوار الخراط الذى جعل أبطال ثلاثيته (رامة والتنين والزمن الآخر ويقين العطش) امرأة مسيحية ورجل مسيحى ومن حكايتهما تأتى حكاية مصر التاريخ والمعاناة، لذا نرصد للشخصية المسيحية فى الرواية العربية.

ففى أدب نجيب محفوظ، نجده اهتم بالشخصيات المسيحية فى كتاباته وإن كانت قليلة.. رياض قلدس فى السكرية، هو أحد الشخصيتين المسيحيتين اللتين أفرد لهما محفوظ مساحة واسعة، ارتبط هو وكمال عبد الجواد بصداقة متينة، وعلاقة فكرية غنية، كما يتضمن كتابه المرايا وجود سابا رمزى الكاثوليكى، وناجى مرقص، وإسحق بقطر، وهم أصدقاء حقيقيون فى حياة نجيب محفوظ.

وفى مقالة لـ"عادل أسعد الميرى" نشرها فى "مجلة الثقافة الجديدة" اختار 9 روايات، تتعرّض لشخصيات مسيحية، تعيش فى المجتمع المصرى، والروايات التى كتب عنها "الميرى" هى رواية "المرحوم" لحسن كمال، وشخصية ميلاد العامل فى مشرحة كلية الطب بجامعة القاهرة، الذى يحاول أن يرضى رئيسه عبّاس، دون نجاح يذكر فعباس لا يستطيع أن يحترم ميلاد، لأن ميلاد قبطى، عندما يحضّر لهم ميلاد وجبة طعام شهية، يبدأ عبّاس فى الأكل معتقدًا أن ميلاد قد اشترى هذا الطعام من الأسواق، إلا أنه يتوقف عن الأكل فور علمه أن والدة ميلاد هى التى أعدّت هذا الطعام، رغم أنه كان يجده شهيًّا.

رواية "2 ظباط" للأديب عصام يوسف، من شخصياتها الضابط وليد، وهو مثال الالتزام الأخلاقى، الذى يحمع حوله شلة من الأصدقاء، من بينهم هانى عزيز، صديق طفولتهم الذى لم يكن يفارق الشلة إلا مرة واحدة فى الأسبوع، ولمدة ساعة واحدة، هى ساعة صلاة الجمعة.

كذلك اختار "الميرى" رواية "منافى الرب" لأشرف الخميسى، حيث "حجيزى" رجل الواحة الخائف من الدفن، وقد ظلّ فترة طويلة من حياته يبحث عن وسيلة تمكنه من الاحتفاظ برائحة جسده طيبة بعد الموت، حتى يتمكن أقاربه من الاحتفاظ بجثّته بينهم بدلاً من دفنها، واعتقد حجيزى أن دين النصارى يَعِد الموتى بالقيام من الموت فتتبع وهو فى الثمانين من عمره الراهب يؤانس فى الصحراء، حتى جبل الرهبان الذى يعيش فى كهوفه بضع عشرات منهم، معتزلين الناس بعدًا عن أذيّتهم.

وكذلك اختار الميرى رواية "كلوت بك" لسمير زكى، تقدم لنا أيضًا نموذجًا جميلاً لعلاقة الصداقة التى قامت بين (رمّاح) المصرى المسلم و(كيفور/ كيمو) المصرى المسيحى ذى الأصول الأرمينية، بينما فى رواية "جريمة سنقر" لمايكل برنس، نجد نقدًا ذاتيًّا لأوضاع بيوت الطلبة التى تديرها الكنائس، وتدور أحداثها فى الزمن الحالى، فى إحدى مدن الصعيد، وفى ورواية "جومر" لروبير الفارس، تدور حول أسرة مسيحية تعانى وتشعر بالاضطهاد الذى يعانى منه الشعب المصرى.

بينما رواية "لا أحد ينام فى الإسكندرية" للروائى إبراهيم عبد المجيد، تقدم نوعًا نادرًا من الصداقة بين الشيخ مجد الدين المسلم المستنير وحافظ القرآن المتسامح، وبين داميان زميله العامل البسيط الذى لم يتعلم القراءة إلا على كبر.

وفى رواية "أوراق زمرّدة أيوب" لبدر الديب، نعرف أن زمردة مصابة بسرطان فى الدم (لوكيميا)، وأن هذا هو غالبًا السبب فى عودتها من أمريكا، يبدو أن أحد الأطباء هناك كان قد قال إنه لم يعد متبقيا لها فى عمرها إلا بضعة أشهر.

وكتب الميرى عن رواية "خالتى صفيّة والدير" للروائى بهاء طاهر، يحكى لنا الراوى كيف أنه منذ طفولته التى قضاها فى قرية تقع إلى جوار الأقصر، التفت إلى حقيقة وجود دير للرهبان المسيحيين على أطراف القرية، وقد تبادَل أهل القرية مع أهل الدير علاقات الود والتزاور فى المناسبات الدينية والأعياد، وتبادُل الهدايا من مأكولات تقليدية وخلافه.


موضوعات متعلقة..


اتحاد الكتاب : رحيل إدوار الخراط خسارة عظيمة للحياة الثقافية فى مصر








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة