مواجهة الإرهاب إلكترونيا "مهمة صعبة".. تقارير غربية: داعش أثبت براعة فى استخدام السوشيال ميديا.. "تويتر" و"فيس بوك" تلاحقان المحتوى المتطرف والتحريضيين.. ومطالب بتكنولوجيا أكثر تطورا لمواجهتهم

الخميس، 17 ديسمبر 2015 01:33 م
مواجهة الإرهاب إلكترونيا "مهمة صعبة".. تقارير غربية: داعش أثبت براعة فى استخدام السوشيال ميديا.. "تويتر" و"فيس بوك" تلاحقان المحتوى المتطرف والتحريضيين.. ومطالب بتكنولوجيا أكثر تطورا لمواجهتهم سوشيال ميديا - صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح استخدام الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعى فى نشر دعايتها من القضايا المثيرة للجدل فى الآونة الاخيرة مع ازدياد المطالب من قبل بعض الأطراف، ومنها الحكومية، لتلك المواقع بالتحريم لمنع استغلال الإرهابيين لها.

نظرا لأن داعش والجماعات الإرهابية الأخرى أثبتت براعة فى استخدم السوشيال ميديا لنشر دعايتها والتحريض على الخوف، فيبدو واضحا أن بعض المواقع مثل فيس بوك وتويتر تلغى بعض المحتوى وتقوم بحظر الأشخاص الذين يقومون ببثه.

إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، حسبما يقول موقع "ويرد". فمواقع التواصل الاجتماعى تصارع هذه القضية بشكل ما منذ أن بدأت الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة فى نشر مقاطع فيديو على موقع يوتيوب. وتكمن المشكلة فى الطبيعة العالمية للسوشيال ميديا، وأن المستخدمين هم من يحددون المحتوى المعترض عليه، وحقيقة أن كثير ممن يتم منعهم يعودون مرة أخرى من خلال حسابات جديدة ويواصلون بث كراهيتهم. وربما تؤدى سياسة حظر أى شىء قد يعتبر تحريضا على العنف إلى تساؤلات تتعلق بالرقابة لأن الدعاية البغيضة لشخص ما يمكن أن تكون حرية تعبير لشخص آخر، وهو ما قد يعنى أن شركات مثل فيس بوك وتوتير لا تأخذ الأمور بجدية وتحاول أن تفصل بين الأمرين. لكن الأمر ليس بالسهولة التى يعتقدها البعض.

"لا مكان للإرهابيين فى فيس بوك"


فيقول فيس بوك أن أى صفحة أو بروفايل أو جروب له صلة بالتنظيمات الإرهابية يتم إغلاقه وأى محتوى يحتفل بالإرهاب يتم إزالته. ووفقا للمتحدث باسم الشبكة، اندرو سوفال، فإنه لا مكان للإرهابيين على فيس بوك، موضحا أنهم يعملون لضمان عدم وجود إرهابيين أو جماعات إرهابية تستخدم الموقع، ويزيلون أيضا أى محتوى يمدح الإرهاب أو يدعمه.

ويبدو أن الأمر ينجح، فقد ألغى فيس بوك منشورات وأغلق حسابات تم من خلالها بث أخبار أو مقاطع فيديو أو صور لها صلة بداعش، أكثر من أى مكان آخر فى الإنترنت، حسبما يقول ستيف سانلسكى، المدير التنفيذى بمركز إعلام الشرق الأوسط "ميمرى". ومن بين كل المواقع، فإن فيس بوك هو الرائد والأفضل فى إزالة المحتوى.

من ناحية أخرى، زاد فى السنوات القليلة الماضية استخدام تويتر. واستخدم أنصار داعش الموقع فى الجزء الأخير من العام الماضى فى حين ظلت المنتديات شائعة بين أعضاء القاعدة. ووفقا لبحث أجراه معهد بروكينجز، فإن أنصار داعش استخدموا 46 ألف حساب بين سبتمبر وديسمبر 2014، على الرغم أنها لم تكن نشطة جميعا فى نفس الوقت.

تويتر أداة للإرهابيين


وحتى الخريف الماضى، اتخذ تويتر موقفا مختلفا فيما يتعلق بالمحتوى المرتبط بداعش، فبدأ بنهج أكثر قوة بعد فيديو وصور إعدام الصحفى الأمريكى جيمس فولى. ويقول باحث بروكينجز جى إم بيرجر أن الزيادة فى تعليق حسابات تويتر فى الأشهر الأخيرة كان له تأثير يمكن قياسه. وهو ما حدّ من وصول دعايتهم وتجنيدهم، وجعل إنجاز داعش لأهدافه على الإنترنت أكثر صعوبة.. إلا أن جهود تويتر لم ترض كل منتقديه الذين يقولون إنه الأداة الرئيسية للتنظيم لنشر رسالته ويمكن أن يستخدم لتجنيد أعضاء جدد. ويقول ستانلسكى أن الأمر لا يتعلق بأن تويتر لا يقومون بغلق الحسابات، ولكن الأشخاص الذين تم غلق حساباتهم يقومون بفتح أخرى جديدة. ولو كانوا جادين، لاستخدموا التكنولوجيا المناسبة لضمان ألا يعودوا.

غير أن التحديات التى تواجه مواقع مثل فيس بوك وتويتر تتجاوز تعقب المحتوى الذى يروج للإرهاب. فالموقعان لهما وصول عالمى وكلا منهما منخرط فى عملية متواصلة لتحديد المعايير. فمثلا المحتوى الإباحى والعرى يظل مقيدا بشدة على فيس بوك، بينما سعى تويتر إلى أن يبقى أكثر انفتاحا على الرغم من وجود خطوط إرشادية فيما يتعلق بالتجاوزات.

ويقول مارك والانس، المسئول التنفيذى فى مشروع مكافحة التطرف الأمريكى أن الإرهابيين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى كسلاح، ويشبه فيديوهات وصور داعش بإباحية الأطفال التى يجب أن يتم إزالتها على وجه السرعة. لكن فى المقابل يشعر بعض النشطاء الحقوقيين بقلق من أن تكون الحكومة الأمريكية تشجع فرض قيود معينة على حرية التعبير تقترب من حد الرقابة


داعش ينتشر بين الشباب الغربى عبر ثقافتهم الشعبية


ويبقى استخدام داعش لمواقع التواصل الاجتماعى وتأثيره، لاسيما فى الولايات المتحدة أمرا مثيرا للقلق الشديد لما يعنيه من قدرته على الوصول إلى شرائح مهمة. سيموس هيوز، نائب مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن والمشارك فى تأليف تقرير جديد بعنوان "داعش فى أمريكا"، أمضى ستة أشهر فى مراقبة محتوى داعش باللغة الإنجليزية على تويتر، ووثق ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "احتباس الكترونى للآراء المتطرفة الداعمة للتنظيم الإرهابى". وخلال هذا الوقت وثق وجود ثقافة فرعية يتم تعريفها بلغة محددة تستخدم فيها "النكات" والصور، فيم يعرف فى المجال التكنولوجى باسم memes أو الميمات.

ويشبه هيوز الأمر بأى نوع آخر من التجمع على الإنترنت مثل موقع ريدت أو القنوات الفرعية الأخرى التى يعرف فيها الجميع بعضهم البعض. وقدم هيوز فى حديثه لياهو نيوز مجموعة من الصور تظهر المتحدثين باللغة الإنجليزية الذين يقدمون هذا المحتوى، وهم يجيدون لغة الثقافة الشعبية للشباب الغربى.

ووجد تقريره أن متوسط السن لـ71 شخص تم اعتقالهم فى الولايات المتحدة بتهم على صلة بداعش 26 عاما، وكان ثلثهم أقل من 21 عاما. لكن استخدام الميمات للتواصل يدل على أن هناك ديموجرافيات أكثر شيوعا. فوفقا لليمور شيفمان، مؤلف كتاب "الميمات فى الثقافات الرقمية" فإن الناس تستخدم الميمات لإثبات مكانتها فى مجتمع ما والتعبير عن آرائها الفردية. ونتيجة لذلك، فإن تبادل هذه الصور أو الميمات، عادة ما يوحد الأفراد من خلفيات مختلفة، ومنهم المجندين لتنظيم إرهابى على تويتر.

وباستخدام الميمات لتخصيص فكرة معينة، ربما يكون مجندو داعش قادرين على جعل الإيديولوجيات العنيفة للتنظيم أكثر قبولا. ويقول شيفمات الذى يعمل أستاذا مساعدا بالجامعة العبرية بالقدس أن الكثير من الميمات دعائية، ومن ثم يستطيع أن يعبر فيها الناس عن آرائهم التى ربما يمكن أن تدان لكونها غير مناسبة. وهو ما يساعد فى مرور رسائل بشكل غير متوقع.


موضوعات متعلقة..



- أمريكا تزود مقاتلين سوريين بالذخيرة قبل معركة متوقعة مع تنظيم داعش











مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة