بعد عام من التقارب التاريخى بين الولايات المتحدة وكوبا.. ذوبان الجليد غير مكتمل.. والحصار الاقتصادى وحظر التعامل بالدولار أكبر العقبات.. وفتح السفارات واستعادة الرحلات الجوية التجارية أهم الإنجازات

الخميس، 17 ديسمبر 2015 09:19 م
بعد عام من التقارب التاريخى بين الولايات المتحدة وكوبا.. ذوبان الجليد غير مكتمل.. والحصار الاقتصادى وحظر التعامل بالدولار أكبر العقبات.. وفتح السفارات واستعادة الرحلات الجوية التجارية أهم الإنجازات الرئيس الكوبى راوؤل كاسترو والرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستمر الجليد بين الولايات المتحدة وكوبا رغم مرور عام على الاتفاق التاريخى بتطبيع العلاقات بعد أكثر من نصف قرن من العداء، وعلى الرغم من زوبعة من التغييرات السياسية والتجارية إلا أن لا يزال هناك أكبر عقبة أمام التقارب وهو "الحصار الاقتصادى" المفروض من الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا، فالطريق الذى بدأه الرئيس الأمريكى باراك أوباما لا رجعة فيه تقريبا ولكن من الواضح أن المهمة ستكتمل على أيدى الرئيس الأمريكى القادم.

عام 2016 عام حاسم لتطبيع العلاقات


ومن المفترض أن عام 2016 سيكون عاما حاسما بالنسبة لذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وكوبا خاصة فى ظل استمرار الحصار السياحى والاقتصادى وحظر التعامل بالدولار داخل الجزيرة، فقطع الطرفان شوطا طويلا، والتزم البلدان بحوار تاريخى حول مواضيع متنوعة، ومن أهم الخطوات التى تم اتخاذها هو فتح إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين فى واشنطن وكوبا، وأيضا استئناف الاتصالات البريدية المباشرة والتعاون فى مجال محاربة ترويج المخدرات وأخيرا الرحلات التجارية المنتظمة المباشرة بين البلدين، ولكن لا يزال القائم بالأعمال الأمريكية فى كوبا لا يتمتع بصفة سفير، فضلا عن الحصار الاقتصادى العقبة الأكبر فى المفاوضات.

اتهام كوبا لواشنطن بتدمير اقتصادها


وكانت كوبا اتهمت واشنطن بالتسبب فى أضرار كبيرة لاقتصادها تقدر بـ833.755 مليار دولار، وجاء ذلك فى التقرير الذى قدمته كوبا بالجمعية العامة للأمم المتحدة فى 27 من أكتوبر الماضى، للمرة الـ24 على التوالى، تحت عنوان "ضرورة إنهاء الحصار الاقتصادى والتجارى والمالى الذى تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية ضد كوبا" بغرض حشد الأصوات لصالح قرار ضد الحصار على كوبا.

وعرض التقرير الآثار الناجمة عن تطبيق سياسة الحصار الاقتصادى منذ إبريل عام 2015، ووفق ما ورد بالتقرير "فإنه رغم ما تم الإعلان عنه من إعادة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإن سياسة الحصار المجحفة والقاسية التى تنتهجها الولايات المتحدة ما زالت باقية"، ووصف التقرير، المكون من 37 صفحة، الحصار الاقتصادى المفروض على كوبا بأنه إجراء "أحادى الجانب وغير أخلاقى"، ويرفضه المجتمع الدولى، بالإجماع تقريبا فى عام 2014، صوتت 188 دولة لصالح كوبا، فيما صوتت دولتان فحسب ضدها: الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتغييرات السياسية التى أعلن عنها الرئيس باراك أوباما تعتبر تقدما مهما، وهو ما أدى لدعم كبير من المجتمع الدولى لتلك الخطوة، مطالبا الولايات المتحدة برفع الحصار فورا ودون شروط.

وقال مارك هانسون، وهو متخصص كوبا فى مكتب واشنطن فى أمريكا اللاتينية: "مسألة ذوبان الجليد بين واشنطن وهافانا مسألة وقت وعلينا أن نتغلب على ذلك بالصبر حيث إنه مر 55 عاما من حالة من عدم الثقة والعداء، المعركة الكبيرة انتهت، ولا يتبقى سوى أمر الحصار الاقتصادى وهو الذى سيستغرق وقتا".

على كوبا أن تدرك أن هذا التغيير السياسى لا رجعة فيه، وهو راسخ بالفعل، كما عليها إدراك أنها فرصة وعلينا الصبر لاقتناصها جيدا، حيث إن الأبواب لا تكون مفتوحة للأبد".

أوباما يزور كوبا فى 2017


وكان أوباما أعرب عن رغبته فى زيارة كوبا قبل مغادرته البيت الأبيض، وسوف يفى بكلمته وسيكون أول رئيس أمريكى يسير على أرض الجزيرة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وذلك فى 2017، وقال: "أود فعلا الذهاب إلى كوبا لكن يجب أن تتوفر الشروط المطلوبة، مضيفا "ما قلته للحكومة الكوبية هو "إذا رأينا بوضوح تقدما بشأن حريات الكوبيين العاديين، سأكون سعيدا بالتوجه إلى كوبا لتسليط الضوء على هذا التقدم"، مؤكدا أنه لا يهمه "مجرد التصديق على الوضع القائم"، وأضاف "أن توجهت إلى هناك من الواضع أنه يجب أن أتمكن من التحدث إلى الجميع"، مؤكدا أنه سيراقب بانتباه تطور الوضع فى المكان خلال الأشهر المقبلة.

والتقى أوباما مع الرئيس الكوبى راؤول كاسترو مرتين فى عام 2015، وعلى الرغم من أن العلاقات تبدو جيدة من وجود اتفاقيات للتعاون فى مجالات مثل البيئة والرحلات التجارية إلا أن الطريق لا يزال طويلا بسبب الحصار الاقتصادى.

وتوصلت الولايات المتحدة وكوبا إلى اتفاق يسمح لشركات الطيران التجارية الأمريكية ببدء تسيير رحلات إلى كوبا بشكل مباشر، وذلك لأول مرة منذ عقود، ولا تزال المفاوضات جارية على بعض التفاصيل الفنية، وجاء هذا الاتفاق عشية الذكرى الأولى على إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بين الطرفين، ويسمح الاتفاق للنقلات الجوية التجارية الأمريكية مثل الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية الأمريكية وشركة جيت بو وغيرها بالسفر إلى كوبا، وتعد هذا بمثابة انفراجة كبيرة من شأنها تسهيل عملية السفر بين البلدين، ويقول خبراء إن الأمر ربما يستغرق ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تتمكن شركات الطيران الأمريكية من بدء تخصيص وبيع تذاكر سفر إلى كوبا وحتى ذلك الحين ستستمر الخدمات الجوية بين البلدين من خلال النظام القائم من الطيران.

واستعادة الرحلات الجوية التجارية المباشرة هى خطوة جيدة فى تطبيع العلاقات، وقال بيدرو فريرى أستاذ فى جامعة كولومبيا وخبير فى الشئون الكوبية: "لم يكن متوقعا أن العلاقات تعود طبيعية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا، واشنطن لديها علاقات دبلوماسية مع بعض الدول، والآن المفاوضات بين كوبا وواشنطن وصلت إلى بعض الاتفاقات الملموسة.

وقد بدأت واشنطن وهافانا تقاربهما فى 17 ديسمبر 2014، وبعد اعادة العلاقات الدبلوماسية فى يوليو أطلق البلدان سلسلة مفاوضات حول الهجرة وحقوق الإنسان والخلافات المالية وكذلك مكافحة تهريب المخدرات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة