أحمد عماد ينهى نشاط وزارة الصحة فى السياحة العلاجية بمصر ويحرم خزينة الدولة من 60 مليون جنيه سنويا.. إنهاء تعاقد 10 دول لعلاج مرضاهم بمستشفيات الوزارة..والقرار يفيد المستشفيات الخاصة والفنادق العالمية

فاجأ الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، الجميع بإغلاق مكاتب السياحة العلاجية التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان، دون أسباب فى الوقت الذى تبذل فية الحكومة قصارى جهدها لتشجيع السياحة على الصعيدين الداخلى والخارجى، لتخسر بذلك خزينة الدولة عائدات مالية تقدر بنحو 60 مليون جنية سنوياً.

ويعد إغلاق مكاتب السياحة العلاجة بوزارة الصحة إنهاء للنشاط واستثماراته التى تصب فى خزينة الدولة بالعملة الصعبة بالإضافة إلى فتح المجال أمام مستشفيات القطاع الخاص والفنادق الكبرى لممارسة السياحة العلاجية وحرمان وزارة الصحة من ممارسة حقها فى علاج السائحين بأسعار مناسبة وبجودة عالية تسهم فى تحسين صورة مصر خارجياً.

مشروع السياحة العلاجية لوزارة الصحة بدأ فى عام 2003 بقرار من الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة وكان توجها للدوله منذ ذلك الوقت أن تقدم المكاتب الخدمة لجميع مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والوزارة ويستفيد من هذه الخدمات من خلال التعاقد مع السفارات أكثر من 10 دول وفى مقدمتهم نيجيريا، تشاد، جزر القمر، اريتريا،العراق،ليبيا، السودان، وسوريا.


وكشفت مذكرة قدمها العاملون بمكاتب السياحة العلاجية فى مصر، للدكتور أحمد محى رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة أن الآثار السلبية المترتبة على قرار غلق المكاتب تشمل التأثير على العائد الإنتاجى للقطاع الطبى والدخل القومى للبلاد خاصة أن جميع حالات الوافدين تدفع فواتيرها بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى صعوبة تجديد تصاريح دخول الدائرة الجمركية للموظفين شهريا، وفى حالة عدم التجديد الشهرى للتصاريح تقوم إدارة التصاريح بإيفاد هيئة ميناء القاهرة الجوى لسحب المكاتب.

وأوضحت المذكرة التى حصل "اليوم السابع" على نسخة منها زيادة حالات السياحة العلاجية فى مصر وزيادة دخل مستشفى معهد ناصر فقط كأحد المستشفيات التى يتم فيها العلاج للقادمين من الخارج لـ 14.9 مليون جنيه سنوياً .


وحصلت "اليوم السابع" على وثائق تكشف ارتفاع معدلات السياحة العلاجية بشكل عام، حيث تستوعب مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة من السياح المرضى وفقاً لبروتوكولات التعاون أكثر من 520 سائحا فلسطينيا سنوياً و869 سائح سودانيا، و2313 سائحا عراقيا سنوياً.

ويتردد على معهد ناصر 1041 سائح مريض سنوياً ومستشفى شرم الشيخ 2461 سائح ومستشفى الشيخ زايد 2826 سائح سنوياً، بينما مستشفى دار الشفاء 240 سائح ومستشفى الهلال 120 سائحا ومستشفى مرسى علم 338 سائحا ومستشفى العجوزة 92 سائحا ومستشفى الهرم 150 سائحا، ومستشفى الأقصر 35 سائحا، مستشفى الشيخ زايد 60 % من المترددين للسياحة العلاجية، والزيتون 17 % ومعهد ناصر 2 % والهرم 12 % ومدينة نصر 3 % وكبد دمياط 2 % من المترددين للسياحة العلاجية فى مصر.

ومن جانبه، أكد الدكتور هشام زعزوع مدير معهد ناصر التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان والمسئول عن مكاتب السياحة العلاجية فى مطار القاهرة، أنه تم إغلاق مكاتب السياحة العلاجية فى مطار القاهرة، ولم تحدد بعد موعد لإعادة تشغيله، مشيرا إلى أن الوزير أمر بإغلاقها وإجراء تقيما شاملا لأدائها، وصياغة خطة كبيرة لإعادة تشغيلها، لافتا إلى أنه لم يحدد موعد فتحها مرة أخرى.

وأضاف الدكتور هشام زعزوع ـن الموظفين الذين يعملون فى هذه المكاتب تم توزيعهم للعمل فى أماكن أخرى.

جدير بالذكر أن السياحة العلاجية فى الأردن، تحقق عائدات مليار دولار سنوياً، بينما الإمارات تحقق نحو 1.1 مليار درهم إماراتى سنوياً وإسرائيل تحقق 4 مليار دولار سنوياً.