أكرم القصاص - علا الشافعي

عودة الشيخ كشك لكن بصورة درامية

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 07:00 م
عودة الشيخ كشك لكن بصورة درامية احمد ابراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأفكار المتطرفة تصنع جمهورا كبيرا، والتعصب الزائد عن كل حد قد يصنع منك «نجما» هذا ما يفكر فيه أنصاف المتعلمين الذين ارتقوا منبر رسول الله ووقفوا يفتشون عن موضوعات لـ«خطبهم» فلم يجدوا سوى أفكار كلها «تسوِّد العيشة» وعندما فكروا فى منهج لم يجدوا سوى «القهر» سبيلا، حينها يعتدل الشيخ فى وقفته ويلقى نظرة للبعيد ويتوكل على الله ويمسك بطرف حبل الأفكار ويختار منه ما ينغص به حياتنا ثم يربط هذا الحبل المتطرف حول عنقه وأعناقنا ويقرر الانتحار من على المنبر، فيفعل ما فعله الشيخ أسامة عسكر خطيب مسجد المهدى بالسنبلاوين ويقول «إن الأغنيات دعارة وأن من يجعل أهله يستمعون الأغانى ديوث».

هؤلاء الخطباء يكون المثل الأعلى لهم هو الشيخ عبدالحميد كشك الذى لا يموت أبدا ولا يفنى ولا يستحدث من العدم، فى كل وقت ستجده موجودا بصورة أو بأخرى، لكن للأسف يكون تقليده بشكل درامى فاقد لـ«الكاريزما» التى كان يملكها الشيخ الشهير، فهو يعود إلينا فى شكل «مشوه» فاقدا وجهه السياسى والنقدى والمعارض، ينسون كل ذلك ويتذكرون فقط أنه كان يسخر من الفن والفنانين بطريقة ساخرة تجمع ما بين الهجوم اللاذع وخفة الظل.

رحل «كشك» إلى ذمة الله وظلت نبرته يتوارثها اللاحقون، وظل تحريم الأغانى «حكاية مكررة ومملة»، وكان أسامة عسكر هو آخر من تقمص هذه الشخصية وبشكل «ردىء» عندما قال «الاستماع إلى الأغانى ينبت النفاق فى القلب كما ينبت الماء الزرع وأن المعازف وضعت بين المحرمات من الزنا والخمر».
استخدم أسامة عسكر كلمات خطيرة جدا فى خطبته مثل «الدعارة والنفاق وديوث والزنا» وهى ألفاظ لو يعلم الشيخ عظيمة ويهتز لها عرش الرحمن، الذى لن يقوى الشيخ على مواجهة غضبه عندما يسأله الله عن «أدلته لاتهام خلقه» وهل يعرف هذا الشيخ أن ما يقوله يسبب إزعاجا عاما لأمة بحالها وأن هذه التوصيفات القاسية وشديدة الانغلاق تنطبق على %90 من الشعب المصرى، وأنه بهذه الطريقة وضع الجميع فى خانتين لا ثالث لهما فإما «منافق» وإما «ديوث».

ويكفى بكشف «التدليس» الذى فعله «عسكر» أنه لما أراد أن يؤكد كلامه اقتطع من الحديث وأخذ منه ما يتفق وكلامه، حيث أكد «عسكر» أن هذه أمور لا جدال فيها، مستشهداً بواقعة دخول أبو بكر الصديق، رضى الله عنه منزل الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمع إلى جاريتين تغنيان، فقال حينها «مزمار الشيطان داخل مسجد النبى» واكتفى عسكر بهذا الجزء ولم يتم الحديث، الذى أخرجه البخارى ومسلم عن عائشة وفيه «أنها قالت: دخل علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبوبكر، فانتهرنى وقال: مزمارة الشيطان عند النبى صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما»، فلما غفل غمزتهما فخرجتا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة