وشهدت الفترة الماضية تحول محرك البحث "جوجل" إلى لاعب رئيسى فى المنح والمنع لزوار المواقع الإلكترونية، ثم تحول أيضا إلى ناشر للأخبار ينافس الصحف فى مجالات النشر المختلفة، ثم تحول كذلك إلى أهم مؤسسة لنشر الإعلانات الإلكترونية فى العالم، وسيطر بسهولة على الشريحة الكبرى من كعكة النشر الإعلانى فى مصر والعالم العربى.
وكانت المفوضية الأوروبية قد قالت الأربعاء الماضى، بحسب وكالة رويترز، إنها تدرس ما إذا كان هناك إجراءات محددة مطلوبة لتجميع الأخبار، بما فى ذلك التدخل فى تعريف الحقوق، وجاءت تلك الخطوة مع كشف الاتحاد الأوروبى عن خطط لتخفيف القواعد الخاصة بحقوق الملكية والنشر فى الدول الأعضاء من أجل السماح لمواطنيها بمشاهدة محتوى أكبر على الإنترنت.
وكان دفع أموال مقابل عرض القصص الإخبارية، فيما وصف بـ "ضريبة جوجل"، قد أثار معارضة شرسة من كل شركات التكنولوجيا وبعض الناشرين.
وكانت "جوجل نيوز" قد انسحبت من إسبانيا بعد الموافقة على قانون كان من شأنه أن يجبرها على دفع أموال مقابل إعادة نشر العناوين أو المقتطفات، وفى ألمانيا، اضطر أكبر ناشر "أكسل سبرينجز" إلى إلغاء خطوة مماثلة لمنع "جوجل" من نشر قصاصات من المقالات المنشورة فى صحفه نتيجة لتراجع المرور "الترافيك" على مواقعه.
وقالت المفوضية الأوروبية إنها لا تملك خططا لفرض ضرائب على "الهايبر لينك" إلا أنها تبحث الوضع فى ألمانيا وإسبانيا لمعرفة إذا ما كانت تحقق هدفها، وكان اتحاد صناعة الكمبيوتر والاتصالات، التى تضم جوجل وياهو مايكروسوفت فى عضويته، قد وصف فكرة الضريبة على عرض الروابط والمقتطفات الإخبارية بأنها غير سليمة فى أساسها، ومثيرة للجدل وتضر بجميع الأطراف.
وفى مقابل التحرك الذى يقوده الاتحاد الأوروبى حاولت عدد من الصحف المرتبطة بجوجل، حث الأوربيين على عدم اتخاذ هذه الخطوة، وطالب مجموعة من الناشرين والاتحادات المرتبطين بها، مثل صحيفة لزيكو الفرنسية، من المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضى عدم فرض ضريبة على جوجل لأنها ستصعب عملية اكتشافهم إلكترونيا، وقال جونتر اوتينجر، مفوض الاتحاد الأوروبى المسئول عن الشئون الإلكترونية، إنه من المبكر للغاية القول ما إذا كان على محركات البحث أن تدفع ثمن مقابل عرض مقتطفات إخبارية، ولن يتم التوصل إلى قرار فى هذا الشأن قبيل الربع الثانى من العام المقبل.

موضوعات متعلقة :
خالد صلاح يكتب :الصحافة الإلكترونية المصرية وعمالقة محركات البحث والسوشيال ميديا.. ما الذى ينبغى أن يعرفه صناع الصحف عن المخاطر المحتملة للنشر الإلكترونى؟