وائل السمرى

وعى «محمد رمضان»

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبت أنه فنان حقيقى
لك أن تختلف مع الأدوار التى يؤديها الفنان محمد رمضان فى العديد من الأفلام التى حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، فأنا نفسى كتبت مرارا عن «جيل الترامادول» الذى أصابه من التشويه ما أصابه، ولم يجد من يرشده أن يقومه، ولك أيضا أن ترى فى الكثير من الأفلام التى قام رمضان ببطولتها مادة ثرية لوصف مدى القبح الذى بات عليه المجتمع المصرى، وأن تعترض على تقديمه بهذه الصورة، لكن ما لا يجب أن ينكره أحد هو أن مقتضيات «السوق» تجبر الكثيرين على التمادى فى «السوء»، وأن فرصة الظهور اعتمادا على الفن الراقى فحسب، أصبحت مسألة غير مأمونة العواقب، وما لا يجب أن ينكره أحد أيضا أن هو أن محمد رمضان فنان ذكى قادر على تطوير نفسه وتحسين أدائه، كما أنه «خامة طيبة» فيه من صفات «ابن البلد» وفيه من صفات الجدعنة، ولهذا كله يشترك فى الكثير من الأعمال التى لا تدر عليه ذات الدخل الذى يحصل عليه من التمثيل فى الأفلام، ولعل تقديمه لمسرحية «رئيس جمهورية نفسى» على مسارح الدولة، واشتراكه فى حملة للتوعية بأخطار المخدرات خير دليل على هذا التوجه النبيل.

هذا هو الفنان الحقيقى، فربما يجانب الواحد التوفيق فى بعض الاختيارات، وربما تأتى بعض الأعمال الدرامية بنتائج غير محسوبة، والفيصل هنا هو وعى الفنان الذى سرعان ما يدفعه إلى تصحيح مساره وضبط بوصلته، من أجل السير فى المسار الصحيح للفن الذى يهدف فى الأساس إلى تجميل الحياة.

تحتاج مصر الآن إلى هذه النوعية من الفنانين القادرين على إنكار ذواتهم والتضحية بقليل من أرباحهم، من أجل الوصول إلى الناس وإمتاعهم وتنمية حواسهم الفنية، وتحتاج مصر أيضا إلى التخلى عن الأغراض الشخصية فى الإشارة إلى المجتهدين أو نقد المخطئين، فمن أخطر الآفات التى ألحقت بمجتمعنا منذ سنوات هو تفشى الخصومة الفاجرة، وانتشار هواية قطع الرؤوس، والافتقار إلى فضيلة المراجعة والحوار والقبول، حتى أصبح التربص داءنا والتشفى أملنا والسقوط الجماعى غايتنا، غير مدركين أننا بهذه الآفات نهزم أنفسنا قبل أن نهزم خصومنا.

غاية أملى أن يظل الفنان محمد رمضان متمتعا بهذه الفضائل المحببة، فليس هناك ما هو أفضل من أن يضع الإنسان ذاته تحت المساءلة، وأن يتأمل أحواله ومساره كل فترة، ليعرف ما الذى يمكن أن يؤخذ عليه فيحاول أن يصححه، فقد يقول قائل: أفبعد أن يصبح «عبده موتة» مثلا أعلى للبلطجية فى مصر يأتى «محمد رمضان» ليشارك فى حملة من أجل النوعية بأخطار الإدمان؟ وهو سؤال أرى أنه فى محله، ولكننى أرى أيضا أن الرؤية الضيقة فحسب هى ما تستنكر هذا الفعل، بل على العكس فإننى أرى أن اختيار محمد رمضان ليقوم بهذه الحملة أمر موفق إلى حد كبير، لاسيما إن كان تقديم هذه الحملة يأتى بنفس أسلوب «محمد رمضان» القريب من الناس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة