مكافحة الإرهاب لابد أن يصاحبها أنشطة فكرية
وفى هذا الإطار، أوضح مروان محمد المتحدث الرسمى السابق باسم منظمة تجمع ضد الإسلاموفوبيا فى فرنسا، أن تنظيم داعش الإرهابى هو السبب الرئيسى فى حالة الخوف من الإسلام التى تهيمن على فرنسا وغيرها من البلدان الغربية، وقال قبل أن قبل البدء فى الحديث لابد من الإتفاق على أن مكافحة الإرهاب لابد أن تكون اكثر حسم من كل النواحى، وأن يصاحبها عدد من الانشطة الفكرية والتوعية الإجتماعية والتحليلية من قبل المنظمات والجهات المسئولة ، حتى لا يختلط الأمر وخاصة ان كل الإرهابيين يعتقدون انهم مؤمنين ويقتلون وهم ناطيف لفظ "الله"، كما أن التوعية من شأنها أن تمنع او حد من ظاهرة تجنيد الشباب الذى أصبح الكادر الأكثر نمو لدى التنظيم.
لابد التمييز بين التطرف باسم الإسلام والإسلام
كما قال مروان محمد الأولوية الآن تتجه نحو التفرقة بين التطرف باسم الإسلام والإسلام، وما يمكن أن يكون عليه المسلم، وان الحملات التى ظهرت مؤخراً مهاجمة للإسلام لا تدل إلا على ضيق الأفق وعدم الوعى الصحيح والنضج الفكرى، كما يرجع علاج هذا الجانب إلى العلماء ورجال الدين، إضافة إلى ضرورة الحرض على إحترام الاراء والعقائد المختلفة.
الإسلاموفوبيا وداعش أيدولوجيا واحدة
وقال الناطق السابق باسم منظمة تجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا، إن هناك علاقة وطيدة بين تنظيم داعش الإرهابى الذى تفشى فى مختلف أرجاء العالم وبين الإسلاموفوبيا، فكلاهما أيدولوجيات تخدم بعضها البعض، ويتبين ذلك بوضح إذا تعرفنا على هدف داعش، وهو إثارة الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد، وعلى سبيل المثال بعد تفجيرات باريس الأخيرة التى أودت بحياة 140 شخص، وإصابة أكثر من350 كان لها رد فعل قاسى تجاه المسلمين حيث طالب المواطنون إغلاق المساجد ومداهمتها والإلحاق بالمتدينين، وهذا ما يريده التنظيم الإرهابى، حيث ظهرت فرنسا بردود أفعال مواطنيها الخائفين، كعدو للإسلام ومضطهدة للمسلمين فيها.
داعش سبب تنامى ظاهرة "الوحش الإسلامى"
وأشار مروان إلى أن داعش هو مجرد وسيلة أدت إلى تطور وتنامى ظاهرة "الوحش الإسلامى" الذى يهدد أوروبا وأصبح أسمه يثير الذعر فى فرنسا وأشقائها الأوروبيين ، مما ولد فكرة " كلما كنا اشداء مع مسلمينا ، كلما كنا فى أمان"، وحقيقة الأمر فالمستفاد الاول من هذه الفرقة الضغينة التى تجعل العالم مشتعل هو داعش.
لابد من الكشف عن المعتقلين وتهمتهم الحقيقية
وأضاف، بشكل عام فأن مكافحة الإرهاب تطلب إلى الكشف عن مؤشرات واضحة وصريحة كل عام، ونحن بحاجة إلى فهم ومعرفة كم من الناس تم إعتقالهم والسبب فى ذلك، وهل ثُبت إتهامهم بالفعل فى قضايا إرهابية، حيث أصبح ملحوظ مؤخراً أن الشرطة فى فرنسا قامت بعدد كبير من الإعتقالات ولكن ليس لدينا دليل على فاعليتها.
كيف تخدم الإسلاموفوبيا داعش
وأخيراً تساءل، كيف تخدم الإسلاموفوبيا داعش؟ وأجاب بنفسه أن هناك ممولين للإسلاموفوبيا، يريدون أن يكون المجتمع المسلم بمعزل عن المجتمع بأكمله، تلك العزلة قد تولد مشاعر متطرفة تأتى فى صالح داعش، لأن التنظيم سوف يسعى لاستخدامها وتوظيفها لتجنيد المتعاطفين معها، أو على أقل تقدير جعلهم يتعاطفون معها رمزيا، أما داعش من خلال رسائلها وتبنيها عمليات إرهابية تقدم خدمات كل الشخصيات المتفقة على الكراهية ومشاعر العداء للمسلمين.