الكثير من السلوكيات الخاطئة يمارسها الأطفال فى سن مبكرة، جهلا منهم بطبيعتها وعواقبها التى نعيها نحن الكبار، فعلى سبيل المثال تؤرق سرقة الأطفال للأغراض المختلفة الكثير من الأمهات، وتجعلهن فى موضع حيرة، هل يسرق الطفل لحاجته المادية؟ أم لسوء سلوكه؟، وقبل أن تطرحى على نفسك تلك الأسئلة اهتمى بالسؤال الأهم هل يعى بالفعل الطفل معنى السرقة؟.
سرقة الطفل للأغراض المختلفة الثمينة والتافهة، هو سلوك نابع من خلفية اضطرابية يعانى فيها الطفل من نقص ما فى جزئية قد لا تكون مادية على الإطلاق، هذا ما بدأ به الدكتور محمد رمضان، الأخصائى النفسى، حديثه، مضيفا أن الطفل فى أغلب الحالات لا يعى طبيعة السرقة، ولا جرم هذا الفعل، ولا حرمانيته وسوئه، بل هو يبرر هذا التصرف بحجج عقلية كثيرة تريحه شخصيا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر يؤكد الدكتور محمد أن السرقة التى يلجأ إليها الطفل ليست لحاجته المادية على الدوام، فمن الصعب فى الأعمار الصغيرة أن يعى الطفل طبيعة الحياة المادية، ولكن قد يعانى الطفل داخل أسرته من مشكلات سلوكية ونفسية تدفعه لاتخاذ رد فعل يريحه فى شكل السرقة، كالتمييز بينه وبين إخوته فى المعاملة من قبل الوالدين، أو نتيجة الاختلافات الدائمة والشجارات بين والديه، أو نتيجة شعوره بنقص حاد سواء فى الرعاية أو الاهتمام، أو الشعور بالنبذ داخل فصله وبين زملائه، أو صعوبة اندماجه مع زملائه وإخوته، أو اضطهاد أحد والديه له ومعاملته بقسوة، أو ضربه، وغيرها من الأسباب.
هذه الأجواء السابقة تخلق طفلا يعانى اضطرابا نفسيا فى تقبل ذاته ومن حوله، تجعله غير شاعر بالرضا، ويشعر بأن شيئا ينقصه يحتاج للاكتمال بسرقة الأغراض، كنوع من رد الفعل المبرر له بتلك الأجواء غير الصحية التى يعيشها.
ولذا ينصح الدكتور محمد بضرورة أن يتقرب الأبوان من الابن الذى يسرق، ويحاولان تهيئة أجواء أسرية جيدة له، ومساعدته على اكتساب الأصدقاء ومحاولة التميز بين زملائه بمهارات مختلفة عن السرقة، وتجنب التعنيف، أو الضرب، أو التعنيف النفسى له، فمثل هذه الأفعال تعمق ردود فعله السلبية، والاستعانه بمختص نفسى أطفال فى حال صعوبة الحالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة