حلم الوصول لجوار السلطة تحقق بتعيينه وزيراً
أتوقع لو خرج صفوت الشريف، الوزير الأسبق وقيادى الحزب الوطنى المنحل، عن صمته وتحدث لوسائل الإعلام، لأعلن هو الآخر تبرؤه من ممارسات مبارك، وأنه حذره من الثورة القادمة، وأنه كان ضد التوريث وأن 25 يناير ثورة شعبية، وأنه أول من توقع حدوثها.. إلى آخر الكلام الذى نسمعه الآن من عدد من قيادات الحزب الوطنى السابق، الذين بدأوا فى الظهور عبر الفضائيات لإعلان براءتهم من مبارك ومن ممارساته، كنوع من التطهر السياسى للعودة مرة أخرى للحياة الاجتماعية والثقافية وربما السياسية الجديدة.
كان آخر من استقل قطار «التطهر السياسى» أستاذنا الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية ووزير الشباب الأسبق وأمين الإعلام بالحزب الوطنى، وعضو هيئة مكتب أمانة الحزب منذ عام 2006 وحتى حل الحزب، وأمين التدريب، والتثقيف السياسى بالحزب، وصاحب العديد من المناصب الحكومية فى زمن مبارك، بالإضافة إلى أنه عميد كلية السياسة والاقتصاد الأسبق، وهو أستاذنا الذى تعلمنا منه الكثير فى بدايات الثمانينيات، عندما كان يدرس لنا فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة كتابه الرائع الشهير «السياسة والحكم فى مصر»، الصادر عام 79 الذى حصل بسببه على وسام العلوم والفنون من الطبقـة الأولى، ولم يكن قد نال شهرته الإعلامية كواحد من المحللين السياسيين النابهين، وأذكر أن المدرج الكبير بالكلية، كان يزدحم بطلبة الإعلام ومن عدد من الكليات الأخرى بالجامعة فى محاضرة الدكتور على وباللغة الجديدة للخطاب السياسى الوطنى، حتى ونحن فى بدايات الحياة الجامعية ولدينا عشق خاص بكتابات الأستاذ محمد حسنين هيكل، توقعنا أن يكون الدكتور على الدين هلال هو «هيكل» فى صورة جديدة تماما، وأن يكون صاحب مدرسة نظرية مختلفة فى رؤيته ورؤاه للقضايا السياسية فى مصر والعالم، وكان واحدا من نجوم المرحلة سياسيا وإعلاميا، وتمنينا أن يستمر على نفس الوتيرة، لكنها التحولات والترحال الفكرى والسياسى الذى يصيب نخبتنا دائما، عندما تقترب من بريق السلطة وتطمح فى جوارها، فالأقاويل الكثيرة دارت حول تطلعه للمناصب السياسية والوزارية فى سنوات التسعينيات الأولى، فى ذلك الوقت كنت أتابع مجلس الوزراء كمحرر فى صحيفة «العربى» ومندوب لدى المجلس أثناء حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى، ومع إعلان تغيير وزارى جديد تحولت ساحة المجلس إلى مقر للشخصيات المرشحة للتغيير الجديد، ومن نافذة غرفة الإعلام فوجئنا بالدكتور على الدين هلال يدخل فى كامل أبهته واستقبله اللواء نور الدين فرغل مدير المراسم وقتها، ثم بعد وقت قصير خرج الدكتور على مسرعا على غير عادته، وقد غابت الابتسامة الشهيرة عن وجهه، وحاولنا الاستفسار عن سر قدومه، رغم أنه لم يكن بين الأسماء المتداولة، فكانت الإجابة: «يبدو أنها دعابة سياسية من أحد أصدقائه» وضعته فى موقف محرج مع الدكتور الجنزورى!
حلم الوصول إلى جوار السلطة تحقق بعد ذلك بسنوات مع تعيينه وزيرا للشباب عام 99 ثم افتتحت أمامه الأبواب للوصول إلى الأعلى ليقترب أكثر حتى باب «الوريث» المنزوع، وأطلقت بعض الكتابات لقب «العراب» لجمال مبارك، تمهيدا لتوليه مقاليد الحكم فى مصر بعد والده، كان ذلك من وجهة نظرنا كتلاميذه نهاية المفكر الكبير الذى تمنيناه وتوقعناه من هناك، من كلية الإعلام والسياسة والاقتصاد، فالسلطة كان لها ضريبتها القاسية فى أن يقف أو يجلس رجل مثله إلى جانب «فسدة السياسة والاقتصاد»، ونظام وصفه هو نفسه بعد زواله بأنه «نظام تسلطى»، وكتب ذلك فى كتابه الصادر عام 2013 «الصراع من أجل نظام سياسى جديد.. مصر بعد الثورة».
وفى حواره التليفزيونى الأخير، فى برنامج العاشرة مساء، مع الزميل وائل الإبراشى، واصل أستاذنا رحلة «التطهر السياسى» من زمن تألق فيه وتوهج، وقال مثل غيره الكثير عن سلطوية مبارك والفساد وتزوير الانتخابات وتحذيراته لمبارك بالثورة القادمة.. ومن المفترض أن نصدق!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الد فاروق
مواصلة رحلة التطهر السياسى
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عبد السلام سالم
زمن النفاق حتي من الكبار
عدد الردود 0
بواسطة:
السندباد المصرى
ما سك فى على الدين وناسى ان نص المجلس من يتوع الوطنى واحمد عز
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب. يوسف
الصامت