أنتج التلفزيون المصرى بكل قطاعاته كلاسيكيات الدراما المصرية التى قدمت عددا كبيرا من نجوم الفن والكثير من المواهب فى الكتابة والإخراج وهى الأعمال التى لا تزال أيقونة يتباهى بها التلفزيون، اليوم لا يجد التلفزيون دعما للإنتاج الدرامى لينافس القطاع الخاص، ويبدو أن الحكومة التى تتشدق ليلا ونهارا بأهمية الفن لا تعرف سوى الكلام والتصريحات ولم يتم تقديم عمل فنى درامى قوى من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامى وقطاع الإنتاج بالتلفزيون منذ أكثر من 5 سنوات ورغم محاولات القائمين على ماسبيرو وقطاعات الإنتاج فى الاتحاد مخاطبة الحكومة أكثر من مرة ولكن دائما ما تأتى ردود الحكومة على شاكلة "فوت علينا بكرة يا سيد" وأدت المماطلة فى توفير ميزانية القطاع بالمخرج أحمد صقر لتقديم اعتذار عن منصبه أكثر من مرة لرئيس التلفزيون عصام الأمير.
ولم يكن حال قطاع الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامى أفضل من نظيره فى التلفزيون فبدعوى أن القطاع فاشل ومن باب وقف النزيف، والخروج بأقل قدر من الخسائر، قام أسامة هيكل رئيس المدينة بإلغاء قطاع الإنتاج وجعله إدارة عامة، وهو الأمر الذى دفع ممدوح يوسف لتقديم استقالته أيضا، أما عن شركة صوت القاهرة فحالها لم يتحسن منذ سنوات، ومعظم الفنانين لهم مستحقات مالية لديهم، ولم تسفر حيلة تغيير رؤساء هذه الشركة فى أن تجعل منها مؤسسة ناجحة، والسؤال الذى يطرح نفسه حاليا هو ما السبب وراء فشل قطاعات الإنتاج والمؤسسات الحكومية بهذا الشكل؟!، فإذا نظرنا بإمعان نجد أن المؤسسات الحكومية لديها كل مقومات النجاح من كوادر ذات خبرة واسعة، وعمالة مدربة، ومعدات وأماكن تصوير وانتشار واسع لترددات قنوات التلفزيون، ولكن يبدو أن ما تحتاج إليه هذه المؤسسات فعلا هى الإدارة السليمة والواعية التى تستطيع أن تطوع كل هذه الأدوات لتخرج أعمالا ناجحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة