محمد صلاح العزب

أزمة «احترام» 2

الخميس، 10 ديسمبر 2015 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مسرحية شارع محمد على يحكى المنتصر بالله حكاية رجل كان يمشى فى الصحراء، ووقعت على رأسه «قزازة»، فيسأله محدثه: إزاى؟ فيكون رده المنطقى: ما أنا استغربت، وكأن فعل الاستغراب رد كاف على كل المدهشات التى تحدث حولنا، وفى مصر التى تملك ثلث آثار العالم، كما علمونا فى المدارس، لا يمكنك أن تأخذ أى رد فعل على ما يحدث من عدم احترام للآثار ولا الأماكن المقدسة كالمساجد والكنائس إلا الاستغراب، وضرب الكف بالكف، وقول: «سبحان الله»، دون أن تفهم لماذا يكرمنا الله بكل هذه الثروة الأثرية ثم ننتهكها بهذه الطريقة، دون أى احترام لأى قيمة.

مجارى فى شارع المعز، ولصق ذقن توت عنخ آمون بالأمير، وسرقة الآثار من المتحف المصرى، وتحويله إلى سلخانة تعذيب فى أثناء الثورة، ونهب للآثار وتهريبها فى كل محافظات مصر، وتجارة آثار رائجة كأنها تجارة شيبسى بطعم الكباب، وإهمال تام لكل المواقع الأثرية، والتعامل معها كأنها فروع صيدناوى المهجورة، ومتاحف ضخمة بها آثار لا تقدر بثمن لا يدخلها زائر واحد بالشهور، ولا تدر على الدولة ربع جنيه مخروم، وتسمع أن أى دولة غير سياحية لديها ترعة بها أسماك ملونة تدر دخلا يوازى 10 أضعاف ما يدخل إلى مصر من السياحة سنويا، وتسمع أن تمثال أبى الهول فى الصين بأنفه المكسورة أيضا يعاير زميله المصرى بأنه يكسب مثله 20 مرة، وتقرأ أن الحكومة تدعو المواطنين للتبرع لاستعادة تمثال «سخم- كا» بما قيمته 25 مليون دولار، فلا يتبرع أحد، ولا تدفع الحكومة، ولا تسترد شيئا، وسلم لى على «سخم»، واستدع أبو الهول فنحن فى أمس الحاجة إلى أنفه.

وما الدنيا إلا فيلم كبير.. ومسلسل عبيط.. وبرنامج رذيل، كلنا نذكر الشخرة السبكية الشهيرة، ونذكر وصف الإبراشى بـ«التعريض»، ونذكر الألمانى وعبده موتة وظرف صحى، ونذكر إعلام أحمد موسى، وأحمد سبايدر، وحياة الدريدرى، وبيتزا عفاف شعيب، والتحريض ضد الأقباط، وإشعال الحرائق مع الدول الشقيقة، والدول الصديقة، ومسلسلات الضحك على الدقون، وبرامج الشتيمة على الهواء والتسخين والتحمية وضرب الضيوف بالكراسى، ونذكر باسم يوسف، وتسول كبار المخرجين للإنتاج، وعودة أفلام المقاولات، ونذكر طرد باسم يوسف، والنزول بأبلة فاهيتا.

لا تقل فن «هابط»، ولكن قل مجتمع «نازل»، ويواصل النزول بأقصى سرعة، وكما قال الشاعر بمنتهى قلة الاحترام لمحدثه: «أديك فى الأرض.. تفحر»، نحن حاليا فى مرحلة «التحفير».





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

جدع ياض ياحمادة

انا مبسوط منك ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة