ويرى المؤلف فى كتابه أنه فى ثمانينيات القرن العشرين، كان الإرهاب لا يزال عمل حفنة من الثوريين المتطرفين وبعض القوميين المألوفين، ولكن السنوات العشر التالية شهدت تحولًا مهمٍّا، حيث أشار أحد استطلاعات الرأى الرائدة فى نهاية تسعينيات القرن العشرين إلى أن "الدافع الدينى للإرهاب يعتبر أهم سمة مميزة للإرهاب اليوم"، فى حين وضعت مؤلفة أحد الكتب الدراسية الجامعية بأمريكا الإرهاب النابع من "التعصب الدينى" على قمة قائمة الدوافع الإرهابية.
وقد ذكر كتاب "الإرهاب" الذى نحن بصدد الحديث عنه، أن عمليات الهجوم الانتحارية تعتبر من الصور الأساسية لأعمال الجماعات الدينية المتطرفة، وأن من أهم أسباب تلك العمليات هو التعصب ورفض أى حلول وسط، والإيمان بأن الحل هو قطع جذور الشر "على حسب ما يراه الإرهابيون"، بالإضافة إلى إيمانهم بأن الموت فى سبيل قضية مقدسة هى نهاية مناسبة للحياة، دون أن ينظروا إلى أن موتهم سينتج عنه تدمير وقتل ونشر الخوف والرعب والفزع فى نفوس المواطنين.
وفى دراسة حديثة موثَّقة أجراها بروس هوفمان، رئيس وحدة أبحاث الإرهاب فى مؤسسة راند، أوضح أن الجماعات الإرهابية التى كانت معروفة فى عام 1968 لا يمكن اعتبارها جماعة دينية بل سياسية، ولكن بحلول عام 1994، فمن الممكن اعتبار ثلث الجماعات الإرهابية المعروفة جماعات دينية فى طبيعتها أو دوافعها.
ما الإرهاب
وذكر الكتاب أن كلمة "الإرهاب"، تعوّد البعض على إطلاقها على كل من يمارسون أعمال عنف، بما ينطوى عليه من معانٍ ضمنية من غياب الإنسانية والإجرام، كما تتجه بعض الحكومات إلى وضع تعريف خاص بها حتى ولو كان الوصف متشابه، فتعرِّف الولايات المتحدة الإرهاب باعتباره "الاستخدام المتعمد للعنف أو التهديد المتعمد بالعنف لبث مشاعر الخوف؛ بهدف إجبار أو ترويع الحكومات أو المجتمعات الاستخدام أو التهديد باستخدام العنف"، وبالمقابل تعرِّف المملكة المتحدة الإرهاب باعتباره "الاستخدام المفرط ضد أى شخص أو ضد الممتلكات، بهدف الدفع قدمًا بتوجه سياسى أو دينى"، وعلى الرغم من اعتراف بعض الحكومات بما يعرف بـ"العنف المشروع" إلا أنها تحتكر استخدامه ربما من منطلق الحفاظ على الأمن الوطنى لها، وفى نهاية المطاف يمكن تعريف الإرهاب من خلال الدوافع لا السلوك.
النساء والإرهاب
كما تحدث الكتاب أيضاً عن علاقة النساء بالإرهاب، فلا يستبعد النساء من تلك القضية، حيث ذكر أنه ليس من الضرورى أن تتطلب الأعمال الإرهابية قوة بدنية مثلما تتطلبه الحرب، فظهر عدد من النساء اللاتى قمن بعمليات إرهابية حيث أكد كان ما يقرب من ربع عدد الإرهابيين الروسيين فى القرن التاسع عشر من النساء، وقد لوحظ بروز النساء من وقت لآخر (وإن كان يجب الإشارة إلى أنه على الرغم من بروزهن، لا يزلن أقلية).
وفى هذا الصدد أكد والتر لاكور، أحد أهم خبراء الإرهاب البارزين، أن الإرهابيات أكثر تعصبًا ولديهن قدرة أكبر على المعاناة، ودوافعهن عاطفية فى المقام الأول ولا يمكن تغييرها من خلال الجدل الفكرى.
موضوعات متعلقة..
- "زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرعى"الترجمة" و"التنمية وبناء الدولة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة