سلطات المطار تقضى على "حلم" عصابة دولية جديدة فى إغراق البلاد بالكوكايين.. ومصدر: قيمة المضبوطات من المخدر 400 مليون جنيه.. وحيل العصابة نجحت بعدة دول.. والتحقيقات تكشف: المهرب يحصل على 5 ألاف دولار

وجهت سلطات مطار القاهرة الدولى، ممثلة فى رجال البحث الجنائى والجمارك المصرية، أقوى ضربتين لعصابات تهريب الكوكايين الدولية، والتى كانت تهدف إلى إغراق البلاد بمادة الكوكايين الخام، والعمل على خفض سعره وبالتالى وصول المخدر إلى قطاعات أوسع بعد إدمانه.

ونجحت سلطات المطار خلال 24 ساعة فقط من إحباط محاولتين لإدخال نحو 7 كيلو جرامات من الكوكايين الخام إلى البلاد، من خلال إحدى عصابات التهريب الدولية والتى تقوم بتصنيع وإيصال المواد المخدرة داخل البلاد.



وأفاد مصدر أمنى بالمطار، أن العصابة الدولية حاولت مؤخرا فتح سوق جديدة فى مصر بعد نجاح رجال الأمن والجمارك فى تجفيف منابع توريد الكوكايين إلى البلاد، خاصة من أثيوبيا وعدد من الدول الأفريقية، وحاولت العصابة الجديدة اتباع حيل جديدة لدخول البلاد إلا أن يقظة رجال الأمن داخل المطار حالت دون ذلك، وتلقت العصابة الدولية ضربتين موجعتين ونسفت كل أحلامها فى دخول مصر.

وأوضح المصدر الذى فضل عدم الكشف عن اسمه فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه تم تلقى معلومات بشأن قيام عصابة دولية من دولة "بيرو"، باعتزامها إدخال كميات كبيرة من مخدر الكوكايين الخام حيث تم عرض المعلومات على اللواء طارق فتحى مساعد وزير الداخلية مدير أمن المطار والذى قام بعقد اجتماع موسع بحضور اللواء عبد الناصر حامد مدير مباحث المطار واللواء أيمن عبد الفتاح مدير إدارة تأمين الركاب واللواء أشرف رضا مدير جوازات المطار، والدكتور إبراهيم عبد اللطيف رئيس الإدارة المركزية لجمارك المطار.



وانتهى الاجتماع بإخطار الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بهذه المعلومات والتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة المطار لاصطياد المهربين بمجرد وصولهم مطار القاهرة متلبسين، وتم تشكيل فريق أمنى بقيادة العميد محمد صلاح رئيس مباحث المطار ومشاركة العقيد ياسر عوض مفتش مباحث المطار لرصد المهربين ومتابعة خططهم فى إغراق البلاد بمادة الكوكايين الخام.

وأشار المصدر إلى أن التنسيق بين جميع الإدارات والأحهزة المعنية كان على أعلى مستوى بداية من نية المهربين إدخال الكوكايين إلى مصر حتى تجهيز الكميات والسفر بها عبر عدة دول للتمويه والتحايل ثم الوصول إلى مصر.

وقال المصدر إن المهربين استعانوا بشخصيات عادية أجنبية بتأشيرات سياحية لعدم إثارة الشك كما قاموا باتخاذ كافة التدابير التى من شأنها إفشال عمليات الاشتباه والشك والتفتيش، والدليل على ذلك نجاحهم فى الخروج بهذه الكميات الكبيرة من الكوكايين من عدة دول والتى وصلوها ترانزيت فى طريقهم إلى القاهرة دون أن تكتشف هذه الدول هذه الكميات الكبيرة من خام الكوكايين.

وأوضح المصدر أن الفريق الأمنى ضم المقدم محمد الدنف وكيل مكتب مباحث الأموال العامة بالمطار، والمقدم إسلام مريدم والرائد أحمد سمير من مكافحة المخدرات حيث تم متابعة كافة تحركات العصابة الدولية حتى نجحت الأجهزة الأمنية فى القبض عليهم متلبسين بكميات هائلة من خام الكوكايين والتى قدرت قيمتها بنحو 400 مليون جنيه نظرا للنقاء الشديد الذى كانت تتمتع بها هذه الشحنة من المخدر.

وأوضح المصدر أنه تم نشر الفرق الأمنية بالمطار لعدة أيام انتظارا لوصول المهربين وسط سرية تامة إلى أن وصل المهربين إلى المطار، وتم إخطار القيادات الأمنية والجمركية بوصولهم، حيث سارت الإجراءات بشكل عادى وأنهى المهرب الذى كان يستعين بصديقته والتى كانت تحمل نصف الكمية بشكل عادى، وتم رصدهم داخل الصالة حتى استلامهم للحقائب الخاصة بهم.

وأشار المصدر إلى أن المهربين كانا من جنسيات دولة "بيرو" وأنهوا كافة إجراءات وصولهم ولم يتم القبض عليهم اتباعا للإجراءات القانونية حيث ينص القانون على وضعية التلبس والتفتيش وتحرير المحضر من جانب السلطات الجمركية.



وقام المهرب وصديقته بالتقدم نحو رجال الجمرك للخروج من آخر محطة لإنهاء الإجراءات وكان الفاصل الزمنى بين إغراق البلاد ب 5 كيلو كوكايين خام وبين القبض عليهم لا يتعدى الدقائق حيث ظهر الفريق الأمنى والجمركى وتم اصطحاب الراكبين للتفتيش ليتم القبض عليهم وبحوزتهم الكميات المبيرة من الكوكايين.

تم التحفظ عليهما اتباعا للإجراءات وتم التحقيق معهما بواسطة مترجم لمعرفة الوجهة التى كان من المفترض تلقيها هذه الكميات الكبيرة من المخدر، وتم اتباع الإجراءات القانونية فى التحقيق وتحرير المحضر اللازم لإحالتهما للنيابة.

وأقر المهربان فى التحقيقات واعترفا بتفاصيل مثيرة تحفظ على ذكرها المصدر نظرا لسرية المعلومات حول الوجهة التى كان من المفترض تلقيها المخدر كما اعترفا بتلقيهما مبلغ 5 آلاف دولار فقط لكل منهما مقابل إيصال الكوكايين إلى مصر بالإضافة إلى عرض بالاستمتاع بزيارة سياحية للأماكن الأثرية فى مصر بعد انتهاء مهمتهما.

وشدد المصدر على إصرار رجال الأمن والجمارك فى بالمطار على إفشال كل حيل ومحاولات المهربين فى إدخال الممنوعات إلى البلاد، وأشار إلى أن هذه الكميات المضبوطة من الكوكايين كانت بالفعل ستغرق البلاد، وكانت ستتسبب فى خفض سعره نوعا ما وبالتالى وصوله إلى أيدى الشباب والإقبال عليه، مؤكدًا أن هذه الكميات كانت كفيلة بتدمير جيل بأكمله فى حال دخولها البلاد وإدمان مجموعات جديدة هذا النوع القاتل من المخدر.

وبعد ساعات قليلة قامت السلطات الجمركية بتلقين نفس العصابة الدولية ضربة جديدة عبر إحباطها للمحاولة الجديدة فى إدخال ميلو ونصف من نفس المادة المخدرة ومن نفس المنبع حيث اشتبه رجال الجمارك فى آحد الركاب والقادم من هولندا عبر عدة دول أخرى.



وصرحت مصادر جمركية بالمطار أثناء إنهاء إجراءات جمارك ركاب الطائرة الهولندية والقادمة من أمستردام اشتبه محمد الهادى وعبد الحكيم أبو العينين مدير الجمرك فى الراكب "ديسيو مانويل" من بيرو وقام بتشكيل لجنة من رجال الجمارك تكونت من كل من نميرى عبد الرحمن وصلاح الدين محمد وبتفتيشه أمام مصطفى راشد وشعبان نعمان وبفحص حقائب الراكب تبين وجود كميات من الكوكايين بوزن حوالى 1,5 كجم داخل جيوب سحرية وأذرع وعجل حقائبه.

تم إخطار الدكتور إبراهيم عبد اللطيف بالواقعة ليتم إحالة الراكب للأجهزة الأمنية المعنية بالمطار حيث تمت التحقيقات مع الراكب وتبين أنه يتبع نفس العصابة الدولية وانه حصل على مبلغ 3 آلاف دولار لحلب الكمية وتهريبها.