كريم عبد السلام

المخترعون والهروب بجنسية أجنبية

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا لا نصدق أن مستقبلنا فى البحث العلمى؟ وأن جميع الحلول لمشاكلنا تبدأ بأفكار جديدة وتطبيقات لاختراعات محفوظة فى مكتب الاختراعات المصرى أو وزارة البحث العلمى ؟ لماذا نحتقر الإبداع ولا نثق فيه ونستمر فى تخزين براءات الاختراع فى الأرشيف بدلا من تطبيقها على نطاق واسع ، والاكتفاء بالطرق التقليدية الوظيفية فى التعامل مع قضايانا ومشاكلنا المزمنة.

الطفرات التى حققتها اقتصاديات عملاقة مثل الصين والهند ، كانت بالاعتماد على أفكار جديدة وصناعات قائمة على مبدأ الابتكار من الإبرة للصاروخ ،ثم العمل على تسويقها بشكل جيد لجميع أنحاء العالم ، بل ونموذج الولايات المتحدة الدولة المزدهرة دائما ، قامت وتعتمد على الابتكار فى جميع المجالات ، الابتكار يحقق لصاحبه المجد والمال والوجاهة الاجتماعية ، تماما مثل كرة القدم عندنا ، لكننا نكتفى بكرة القدم ونجومها ودلعهم ،ونهمل باقى مجالات حياتنا حتى ابتعد عنا العالم فى طريق التقدم بمقدار ألف سنة ضوئية.

انظروا بما يحلم العلماء والمخترعون عندنا اليوم ، يحلمون بالحصول على جنسية أجنبية أو بالخروج والهجرة ، حتى يجدوا مكانا يحتضن أحلامهم ويتبنى أفكارهم المبدعة . لماذا إذن أصبحنا دولة طاردة للعلم والابتكار وجاذبة لأمراض التطرف والغباء والتخلف ،بينما نتكلم كثيرا عن النهوض وتحقيق الطفرات التنموية فى جميع المجالات ؟ وكيف سنحقق هذه الطفرات بينما عقولنا الأكثر موهبة تهاجر أو تهرب أو تتجنس بجنسيات أجنبية ؟ من سيحقق هذه الطفرات الموعودة إذن ؟ هل نستحضر الجن أم نبعث برسائل للكائنات الفضائية أم نستورد بشرا أكفاء من الصين والهند؟

أين وزارة البحث العلمى مما يجرى ؟ أين الحكومة وماذا فعلت لتغيير المفهوم المتخلف عن الابتكار فى مصر ؟ عرفت مثلا عن طريق العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير أن أحد تلامذته من علماء وزارة الزراعة استطاع ابتكار زراعة الأرز المصرى الشره للمياه على أعواد نبات البوص الذى ينبت فى الملاحات على مياه البحر ، تصوروا كم سيوفر مثل هذا الابتكار العلمى من مياه فى الأزمة التى نعانيها ؟

وأعرف أيضا أن أحد تلامذته من باحثى وزارة الزراعة أيضا توصل إلى طريقة لإكثار حيوان الجاموس المصرى وهو بالمناسبة أفضل ألف مرة من جميع حيوانات اللحوم فى العالم لحل مشكلة استيراد اللحوم من الخارج ، فلماذا لم يتم تفعيل هذين الابتكارين ولهما أكثر من عشر سنوات فى الأدراج بدلا من اللجوء للحلول السهلة بالاستيراد من الخارج أو منع زراعة الأرز؟

انظروا أيضا كيف تحاربنا إسرائيل بالاختراعات العلمية ، ففى الوقت الذى تتصاعد فيه الدعوات لاستغلال الشمس المشرقة فى مصر طوال العام لتوليد الطاقة ، سجل علماء إسرائيليون 26 براءة اختراع فى مكتب الاختراعات المصرى ، بحسب تقرير نشرته مؤخرا صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ، وكلها حول تكنولوجيا استخدام الطاقة الشمسية وتطبيقاتها فى الزراعة وتحلية المياه .

علينا أن نغير مفهومنا للوزارات السيادية لتصبح وزارتا التعليم والبحث العلمى فى مقدمة الوزارات السيادية ، نخصص لها ميزانيات مفتوحة ونحتفى بما تحققه من إنجازات ، ونكثر من مراكز المبدعين والموهوبين والبحوث العلمية ونتلقف أفكارهم للتطبيق ، لأن خلاصنا وتقدمنا فى هاتين الوزارتين ، ونجاح جميع الخطط التنموية تبدأ وتنتهى عند هاتين الوزارتين .






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو أحمد

كلامك جميل ... ولكن !

عدد الردود 0

بواسطة:

يسرى عبد العزيز بخيت

الاهتمام بالعلم والعلاماء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة