انفعالات "الست" كما لم نرها من قبل.. 11 صورة نادرة من حفل أم كلثوم فى باريس بعد النكسة.. ملامح الانسجام والسلطنة والفرحة والبكاء على وجه كوكب الشرق بعدسة مصور فرنسى.. وكواليس سقوطها على خشبة المسرح

بمجرد أن تسمع صوتها فى أذنيك حتى تنفصل تمامًا عن العالم، تسلبك روحك وتأخذها معها فى رحلة على بساط صوتها فتدللها بالطرب تارة وتؤلمها بالحنين والشوق والحب تارة، وتنتزع الآهة من صميم روحك فتشعر أنها ساحرة.

وفى كل مرة تسمعها وتوقظك من غرقك فى صوتها صيحة من مستمع ولهان "الله يا ست.. عظمة على عظمة يا ست" تفكر ألف مرة فى شعور هؤلاء المحظوظين الذين كُتب لهم أن يعيشوا فى جنة صوتها وجهًا لوجه، على بعد سنتيمترات من منبع السحر نفسه.

ربما جربت مرة أن تدقق فى صورهم، على الشاشة وترى أمارات "السلطنة" على وجوههم، وقد تكون فكرت وقتها "كيف يا ترى تشعر "أم كلثوم" وهى تلقى على أسماعنا هذا السحر؟" تفكر فى ذلك البركان الذى يعتمل فى صدرها حتى نراها تكاد تمزق المنديل من فرط الانسجام، ولكن للأسف الكاميرات لا تقترب أكثر وتظل بيننا وبين "الست" هذه المساحة التى تبعدنا عن انفعالات وجهها، إلا أن عدسة المصور الفرنسى المخضرم "جان كلود دويتش" نجحت فى تسجيل هذه الانفعالات من قرب أثناء حفلها على مسرح الأوليمباد فى باريس فى 14 نوفمبر1967، وهى الصور التى لم يسبق نشرها من قبل، ومطروحة للبيع على موقع للصور تابع للوكالة الفرنسية.

ترصد الصور انفعالات كوكب الشرق أم كلثوم أثناء تغنيها "الأطلال" و"أمل حياتى" والتى تتنوع فيها ملامح وجهها بين الفرح والضحك والحزن والاندماج حد البكاء مع الأغنية.

حادث سقوط أم كلثوم على خشبة المسرح

هذه الصور المميزة لا تكتسب قيمتها فقط من ندرتها وقربها الشديد من ملامح أم كلثوم وعلامات الاندماج والانسجام واضحة على وجهها، ولكنها تكتسب أهمية أخرى لأن هذا الحفل هو نفسه الذى شهد الحادث الشهير حين سقطت "أم كلثوم" على خشبة المسرح، لا لسببٍ صحى ولا بسبب الإجهاد ولكن لأن هناك شابا مخمورا صعد على خشبة المسرح من فرط الانتشاء بصوتها وبالخمر معًا، وحاول تقبيل قدميها فانزعجت أم كلثوم وسحبت قدميها من بين يديه بقوة تسببت فى سقوطها وتهاوى جسدها على خشبة المسرح.

كيف خرجت أم كلثوم من هذا الموقف المحرج؟

واستقر هذا الحدث الذى لم يدم أكثر من دقائق مجموعة فى ذاكرة الجميع يحكيه الآباء للأبناء متباهين مرة بعبقرية صوت "أم كلثوم" التى دفعت شاب إلى الصعود على المسرح لتقبيل قدميها، وفخورين بالمطربة المصرية التى حملت أخلاق القرية داخلها ورفضت أن يقبل قدمها هذا الشاب، رغم أنها كانت على مشارف السبعين آنذاك.

وحكى الإذاعى الراحل "جلال معوض" لإذاعة القاهرة عن هذا الحادث وقال إن أم كلثوم بعد هذا الموقف المحرج، الذى قطع شدوها لأغنية الأطلال خرجت منه بطريقة ذكية للغاية وبدلاً من أن تغنى "هل رأى الحب سكارى مثلنا" غنت "هل رأى الحب سكارى بيننا" وهى تشير إلى الشاب المخمور الذى يدفعه الأمن بعيدًا فضحك الموجودين فى الحفل وعادوا للاندماج مع الحفل.

يشار إلى أن هذا الحفل جاء بعد 5 شهور فقط من نكبة 1967، ويقال إنه أقيم تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية لأم كلثوم لرفع معنويات العرب فى فرنسا بعد النكسة من خلال سلسلة حفلات، وقالت أم كلثوم وقتها إنها حضرت إلى باريس لأن هذا واجب وطنى، وطلبت من الدكتور "على السمان" رئيس الاتحاد العالمى لحوار وثقافات الأديان آنذاك أن يكتب رسالة شكر للرئيس الفرنسى "شارل ديجول" على موقفه من عدم تأييد أمريكا وإسرائيل فى عدوانهما على مصر.

وإلى جانب هذه الصور تعرض الوكالة الفرنسية صورة نادرة من الكواليس لأم كلثوم أثناء توجهها للمسرح، وصورة أخرى لانفعالات الجماهير فى المسرح، وصورة نادرة لأم كلثوم أثناء تصوير فيلمها "دنانير" عام 1939.