تزايدت التصريحات المناهضة للإسلام والمسلمين من قبل المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعضاء الحزب الجمهورى.
وبدأت هذه التصريحات من المرشح الأكثر صخبا دونالد ترامب عندما أبدى قبولا لكلمات مواطن أمريكى، أثناء حشد انتخابى فى سبتمبر الماضى، اعتبر فيها أن الإسلام يمثل مشكلة للولايات المتحدة وهاجم الرئيس باراك أوباما زاعما أنه مسلم.
وذهب المواطن وقتها للقول "لدينا مخيمات تدريب عسكرية تنمو حيث يريدون قتلنا، وسؤالى متى سنتخلص منهم؟"، وجاء رد ترامب وقتها قائلا سننظر فى العديد من الأمور المختلفة وهناك العديد من الأشخاص الذين يقولون بأن هناك العديد من الأمور السيئة تحصل هنا وهناك، وعليه فإننا سننظر فى هذه الأمور إلى جانب أمور أخرى عديدة."
لم يقف الكثيرون وقتها عند هذا الموقف باعتبار ترامب شخصية غريبة الأطوار، فلقد هاجم قبلها المهاجرين اللاتينيين وتعهد بطردهم خارج الولايات المتحدة حال فوزه بالرئاسة. لكن توالت بعدها تصريحات مرشحين آخرين آخرها موقف مشابهة وقعت فيه المرشحة الجمهورية كارلى فيورنيا، أمس الجمعة، عندما قال شخص لها، أثناء جولة انتخابية أن الرئيس الأسود باراك أوباما لا يريد لبلادهم أن تتقدم "فهو مسلم، مسلم أسود".
وما كان من فيورينا سوى أنها قالت "حسنا، لقد حان الوقت لفعل أمور مختلفة بطرق عدة"، كما أعربت عن اتفاقها مع المواطن على تقييمه بأن أوباما "ديكتاتور". وما يظهر استغلال المرشحة الجمهورية للموقف سياسيا هو تأييدها لهذا الكلام العنصرى، رغم رفضها من قبل للتصريحات السلبية ضد المسلمين حيث أشارت فى مقابلة مع فوكس نيوز أنها قالت فى مناسبات عدة أنها لا تشك فى عقيدة أوباما المسيحية.
جراح الأعصاب الشهير والمرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بن كارسون، أيضا كان واحد من أولئك الذين ربما استغلوا الخوف من الإسلام سياسيا، لاسيما فى ظل صعود تنظيمات إرهابية أشد وحشية مثل تنظيم داعش، حيث قال فى أواخر سبتمبر الماضى إن الإسلام غير متوافق مع الدستور الأمريكى وأنه لا يوافق على الإطلاق أن يصبح مسلم رئيسا للولايات المتحدة.
لم تكن هذه مجرد تصريحات تعكس وجه نظر رسمية، لكنها استراتيجية قديمة لجأ إليها المرشحون الرئاسيون قبلا للفوز بأصوات اليمين والمحافظين. فخلال الانتخابات الرئاسية 2008، لجأ المرشح الجمهورى وعمدة نيويورك السابق "رود جوليانى" إلى نفس الاستراتيجية، منتقدا، خلال المؤتمر الوطنى الجمهورى الذى عقد فى سانت بول بمينيسوتا، تجنب استخدام الديمقراطيون استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامى".
وقال عمدة نيويورك السابق "أتصور أنهم يعتقدون أنه غير صحيح من الناحية السياسية أقول ذلك. إنهم يعتقدون أن هذا يمثل إهانة للبعض. من فضلكم أخبرونى، من يهينون عندما يقولون "الإرهاب الإسلامى"؟ إنهم يهينون الإرهابيين".
ويبدو أن الأمر يهدف إلى نيل رضاء اليهود أيضا، فبن كارسون، الذى تشير استطلاعات الرأى الى تعادله مع رجل الاعمال الثرى دونالد ترامب ادلى بتصريحات غريبة عام 1998، أبرزتها الصحافة الأمريكية الأسبوع الماضى، بأن أهرامات مصر بناها النبى يوسف لتخزين الحبوب وليس لتكون مدافن للفراعنة كما يؤكد علماء الآثار.
كما أن وجود المقره الانتخابى لجوليانى فى مدينة نيويورك، خلال انتخابات 2008، حيث أكبر تجمع من الناخبين اليهود، ربما شجعه على التمادى فى مثل هذه التصريحات. وقد أشار وقتها إلى أن الديمقراطيين قلما يذكرون هجمات 11 سبتمبر لأنهم فى حالة إنكار للتهديد الأكبر التى تواجه الولايات المتحدة، مشيرا إلى الإسلام.
وجوليانى هو نفسه الذى رفض عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 تبرع بقيمة 10 مليون دولار من الأمير الوليد بن طلال لإعادة تعمير مركز التجارة العالمى والمساهمة فى تعويضات الضحايا، متهما الإسلام ومعتنقيه بأنهم سبب نكبات العالم.
لكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى 2008 ربما أثبتت فشل مثل هذه الاستراتيجية، فعلى الرغم من أنها تأتى بعد أحداث سبتمبر 2001، وذروة الخوف من الإسلام، فمن فاز بها الرئيس أوباما ذو الأصول المسلمة على الرغم من الدعايا التى تعرض لها والتى قامت وقتها على هذا الأساس.
وواصل منافسو أوباما وقتها استخدام ورقة الإسلام للضغط عليه من خلال الزج باسم "محمد" فى اسم عائلته، الأمر الذى دفعه إلى تكرار نفيه أن يكون قد كان يوما مسلماً، وكان الأمر تهمة، ثم تأكيده على أن "أمن إسرائيل مقدس".
وفى الإطار كرر المذيع الأمريكى فى شبكة "فوكس نيوز"، بيل كينجهام فى حديثه عن الانتخابات أن اسم والد المرشح أوباما هو حسين محمد ثم اعترف بأنه أخطأ اسم محمد ثم غير تصريحه مكتفيا بذكر حسين. وقال وقتها "لقد عرفت أننى أخطأت بإقحام اسم محمد وهو غير موجود أصلا"، لكن كينجهام اعتبر أن وصول أوباما إلى البيت الأبيض سيكون عاملا مساعدا فى انتشار الإرهاب.
التصريحات المعادية للمسلمين إستراتيجية الجمهوريين لكسب أصوات المتشددين فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. ترامب وبن كارسون وفيورينا يلجئون إليها.. انتخابات 2008 أثبتت فشلها بعد فوز "باراك حسين أوباما"
السبت، 07 نوفمبر 2015 08:01 م