أول القصيدة.. "قطط"
قائمة الممنوعات الطويلة التى يمليها الأهل على الفتاة تضم الكثير من الأيقونات الثابتة التى لا تتغير بتغير الزمن، والتى تعد أكثرها رسوخًا أكذوبة أن "القطط بتجيب عقم"، ورغم تأكيد الأطباء مرارًا على أن هذه المعلومة خاطئة، وأن ما يسمى بـ"مرض القطط" حتى إن أصاب الفتاة لن يمنع حدوث الحمل، بل قد يتسبب فى إجهاضه أو مضاعفات صحية بعد الولادة، إلا أن الأهالى لا يزالون يكررون التحذير نفسه حتى الآن. ورغم تأكيد الكثيرات أنهن قمن بتربية القطط لفترة طويلة وأنجبن بشكل طبيعى، إلا أن الأهل يصرون على أن هذا غير حقيقى وأن القطط تسبب العقم بشكل قاطع.
لتتحول هذه الخرافة إلى أسهل طريقة لرفض الأهل لتربية القطط فى المنازل، إما عن إيمان حقيقى بأنها تسبب العقم أو كوسيلة لإخفاء دوافعهم الحقيقية لعدم تربية القطط من خوف المسئولية إلى القلق من الأعباء المالية لتربيتها.
"سن الثلاثين" وصمة عدم الإنجاب تلاحق من "فاتها القطر"
يقر العلم بأن الحمل والإنجاب بعد الثلاثين قد لا يكون بنفس سهولة الحمل قبل هذه السن، وأن الحامل وقتها قد تقابل بعض المتاعب لكنه لم يقل أبدًا أنها فى هذه السن لن تنجب أبدًا، لكن للوعى الشعبى رأى آخر وهو أن من يفوتها قطار الزواج ولم تنجح باللحاق به قبل الثلاثين هى بالتأكيد أصبحت عاقرا ولن تنجب أبدًا، وهكذا تندفع الكثير من الفتيات لاتخاذ هذا القرار قبل الثلاثين وتشعر بالرعب كلما اقتربت منه دون زواج، وأحيانًا تضطر للزواج من شخص لا ترضاه تمامًا خشية أن يفوتها القطار وتحرم من الإنجاب.
"الجينز" بيسبب العقم.. شائعة بدوافع أخلاقية
الشائعة الأشهر فترة التسعينات التى شهدت بدايات الانتشار الواسع للبناطيل الجينز كانت أن هذا النوع من الملابس يسبب العقم للفتيات، والتى كانت أسهل طريقة لمنع الفتيات من ارتداء هذه البناطيل ووأد هذه الموضة، وخبت هذه الشائعة مجددًا ثم تكررت من جديد مع "البناطيل الاسكينى" و"الفيزون"، والحقيقة التى يثبتها العلم أن الملابس الضيقة لها أضرار فعلا على الجلد والأعصاب لكن ليس من بينها عقم النساء، على العكس قد تتسبب فى العقم للرجال.
"الفوط الصحية تسبب العقم" شائعة وراءها أسباب تجارية
لأسباب تجارية بحتة، تضاربت الشائعات التى تحذر من ماركات معينة من الفوط الصحية النسائية، وتزعم أنها تسبب العقم وتحذر النساء منها والفتيات، وبالطبع انتشرت الشائعة والتحذيرات كالنار فى الهشيم، حتى بدأت الأمور تتضح واكتشف الجميع أن الكلام نفسه يتكرر مع تغيير اسم الماركة.
والحقيقة أن الفوط الصحية لا يمكن أن تسبب العقم، ولكنها قد تتسبب فى التهابات فى الجهاز التناسلى خاصة إذا كانت من نوع "التامبون" (السدادات القطنية التى تدخل داخل المهبل)، وكذلك إذا لم يتم تغييرها لأكثر من 4 ساعات.
الكاراتيه.. من فقد البكارة للعقم.. رياضة موصومة بالاتهامات
تتنوع التحذيرات من الرياضات العنيفة بالنسبة للبنات، مرة بأنها تهدد البنت بفقد البكارة ومرة بأنها تسبب العقم، دون أى سبب واضح أو تبرير منطقى لذلك، فما يقوله الأهل أن تكرار فتح الحوض بهذه الدرجة الكبيرة التى يتطلبها الكاراتيه، أما التبرير الآخر الذى يتم ترديده فهو أن هذه الرياضة العنيفة تؤثر على هرمونات الأنوثة لدى الفتاة مما يسبب العقم، وهو بالطبع كلام غير علمى ولا منطقى أبدًا.
الأسطورة بتقول: لو أخدتى حبوب منع الحمل هتصابى بالعقم
بخوف تفصح الزوجة الشابة عن رغبتها فى تنظيم الإنجاب فور زواجها، وأن تمنح نفسها بعض الوقت لضبط أحوالها وما أن تبدى رغبتها فى ذلك حتى تتوالى التحذيرات من أن تناول حبوب منع الحمل قبل الإنجاب مرة واحدة على الأقل سيؤدى إلى إصابتها بالعقم، على الرغم من أنه ما من دلائل علمية تشير إلى تأثير حبوب منع الحمل على الخصوبة، بل يؤكد الأطباء أنه بمجرد التوقف عن تناولها يمكن للمرأة الحمل بكل سهولة ما لم تكن هناك موانع أخرى.
"اللانشون، البسطرمة والشيبسى والمياه الغازية"
من بين كل الأضرار الصحية الحقيقية لهذه الأطعمة والمشروبات سابقة الذكر، لم يحذر المجتمع من شىء إلا من تسببها فى إصابة الفتيات بالعقم. هذه الشائعة التى بها جانب من الحقيقة إلى حد ما، فالعلم يحذر من احتمال تسبب الأطعمة التى تحتوى على لحوم غير مطهية من نقل عدوى التكسوبلازما، التى قد تسببها القطط، إلا إنها أيضًا لا تسبب العقم بشكل نهائى بل قد تتسبب فى الإجهاض.
"اللاب توب"
آخر تحذيرات وفزاعات العقم التى انتشرت فى المجتمع هى تأثير اللابتوب والموبايل على الخصوبة وتسببه فى العقم للفتيات بشكل خاص إذا وضعته على الفخذ بدون أى حواجز بينهما. والحقيقة أنه لا مخاطر على الصحة الإنجابية للفتيات من اللابتوب، فيما تتضارب الدراسات بشأن تأثيره على الرجل وإصابته بالعقم.
تجاهل مجتمعى للأسباب الحقيقية للعقم
فى مقابل كل هذا الاهتمام والذعر من أسباب غير حقيقية للعقم، تجاهل المجتمع أسبابًا حقيقية له غالبيتها مرتبط بنمط الحياة والغذاء الخطأ، مثل السمنة والإفراط فى تناول الأطعمة المشبعة بالدهون والتدخين، وشرب الكحول.
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عباس ابراهيم
الى الدكتورة : سارة درويش