حب الوحدة والتشبث بالخصوصية.. ما لا تعرفه المرأة إلا فى سن الأربعين

الجمعة، 06 نوفمبر 2015 12:19 ص
حب الوحدة والتشبث بالخصوصية.. ما لا تعرفه المرأة إلا فى سن الأربعين سن الأربعين
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبرها الرجال سن النضج الذهبية، وتوصف بأنها سن النبوة، بينما تتضارب مشاعر النساء إزاءها، فمنهن من ترى الأربعين سن تمام أنوثتها وقمة فتنتها ونضجها، ومنهن من تنظر لما وراء الأربعين ببعض التشاؤم والخوف. هذه المشاعر المتضاربة للمرأة فى سن الأربعين، لا يمكن أن تحكيها سوى امرأة فى العمر نفسه، وهو ما فعلته الكاتبة "ليلى الجهنى" فى كتابها "فى معنى أن أكبر" الذى دونت فيه بشفافية خواطر امرأة يبدأ عامها الأربعين ومشاعرها فى تلك اللحظة التى تنطفئ فيها شمعة احتفال ميلادها الأربعين ومعها تودع آخر أعوام الثلاثين.

إذا كنتِ تستعدين لدخول هذه المرحلة قد يساعدك كثيرًا أن تتعرفى على بعض مشاعر النساء فى هذه الفترة، والتى تحدثت عنها فى كتابها الصادر عن دار الآداب فى بيروت.

1. صرتُ أقل حزنًا وقلقًا، وأكثر سكينة، وجهى صار أجمل ما كان عليه قبل أعوام، علته تلك الهالة الغامضة التى تعلو الأشياء عند بلوغها نقطة تمامها أو اقترابها منها.
2. صرتُ خارج أشياء كثيرة ظننت أننى لن أصير مرة خارجها، أولها الانتظار. ما عدت أنتظر وقد ربحت بهذا نفسى ووقتى وطاقة بددتها من قبل على أمور وأناس لا تستحق.
3. إننى أكبر وتكبر معى أشياء كثيرة أولها الألم. كلما كبرت صار الألم أكبر وأبطأ رحيلاً.
4. إننى أكبر ويكبر العالم معى، وأكذب لو قلت إننى قادرة على فهمه بصورة أفضل مما كنت فى العشرين مثلا، بل إن أغرب ما أفكر فيه الآن أننى كنت أفهم العالم حينها أفضل، كان عالمًا أقل تعقيدًا وضياعًا مما هو عليه الآن.
5. إننى أكبر وأفكر فى أننى أقترب من الموت، لكن الموت لا يقترب لأننا نكبر ولا يبتعد لأننا صغار. الموت موجود ونحن لا نذهب إليه ولا نعود منه.
6. إننى أكبر، وأزداد مرضًا بخصوصيتى. لم أعد أطيق أن أُقتحَم بفجاجة، ولأسباب أشد فجاجة.
7. إننى أكبر، وأفكر فى أننى قد حصلت على أشياء كثيرة، غير أن ذلك لا يعنى أننى حصلت على كل ما أردته، أو أن كل ما حصلت عليه كان مما أردته. َثم أشياء أردتها بشدة، غير أننى لم أنلها فحاولت أن أتصبر عنها، وَثم أشياء نلتها لأنها جاءت وليس لأنها ما أردته، وأحاول دائما أن أشكر الله عليها؛ وفى مقابل كل ما أردته ولم أحصل عليه، وما حصلت عليه رغم أننى لم أرده نميت يقيًنا لا أريد أن أحيد عنه بأن الله عادل، لكن الحياة غير عادلة.
8. إّننى أكبر، وأنأى عن كثير من ذكريات صباى، أراها وهى تشحب ببطء كأن لم تكن؛ غير أن بعضها ما زال حاضرًا كما لو حدث أمس، ربما لأّنه أشّد حفرا فى الأعماق من أن ينسى!
9. إنَّنى أكبر، وأزداد تشبًثا بأن لا أعرف ما قد تخبئه لى الحياة. لا أسعى إلى ذلك، ولا أظّننى سأفعل.
10. إنَّنى أكبر، وأميل إلى الوحدة أكثر من ذى قبل، وأفكر دائما فى أنَّنى كنت سأكون من أهل الصوامع والِبيع، لو أن الزمان تقدم بى. الوحدة لا تؤذينى، ومعها يمكن أن أعى هشاشتى فلا أحزن، لأنِّى سأكون غير مضطرة لتبريرها، وغير مضطرة للاعتذار عنها، وغير مضطرة حتى لأن أرتبك إزاء رد فعل الآخرين تجاهها. فى حياتى اليومية يمكن لى أن أكون مع الناس لبعض الوقت، لكن الذى ينهك روحى أن أكون مع الناس طوال الوقت، أو لفترات طويلة.
11. إنَّنى أكبر، وتكبر معى صداقاتى كذلك، يكبر بعضها كى يبقى، فيما يكبر قليلٌ منها كى يذبل؛ لكن بم أشعر حينما تذبل صداقةٌ قديمةٌ أمام عينى، دون أن يكون لدى ما أفعله أو أقوله ؟ بم أشعر حينما أراها – الصداقة – وهى تتحلَّل يوما بعد يوم، ليس بسبب سوء أحد أو شىء، بل لأنَّها لم تعد تملك ما يبقيها لأمدٍ أطول ؟ لقد َ كبرت إلى الحد الذى ينبغى معه أن تموت.
12. إنَّنى أكبر، وأحاول قدر ما يسعنى أن أُدجن مخاوفى التى عجزت عن أن أبرأ منها، مخاوفى الصغيرة والعظيمة، مخاوفى المضحكة أحياًنا، وغير المفهومة، وربما غير المبررة أحياًنا أخرى، مثل أن أخاف من الأدوية التى لا يصفها طبيب، وأن أخاف من الأمكنة المرتفعة غير المسيجة، وأن أخاف من السلالم الكهربائية، وأن أخاف من أن تسرع بى سيارة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رسالة

ربما يكون عمل ادبى جيد و لكنه نموذج يجب تفادى حدوثه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة