- النقابة تطالب باعتبار العدوى إصابة عمل وصرف تعويضات عنها..وتمنح للطبيب حق الامتناع عن العمل لحين توفير المستلزمات المطلوبة لمكافحة العدوى
لم تكن الدكتورة داليا محرز الطبيبة الشابة التى ماتت بعد إصابتها بعدوى الالتهاب السحائى أثناء مشاركتها بإحدى القوافل الطبية، هى الضحية الأولى لإهمال حماية الأطباء وتطبيق وزارة الصحة لمعايير مكافحة العدوى داخل مستشفياتها، ففى كل عام يتساقط عشرات من الأطباء بعد فشل علاجهم جراء تأديتهم واجبهم نحو قسم أقسموه على رعاية المواطنين وصحتهم، وتدنى تقدير ما يتعرضون له من مخاطر، وعدم توفير خدمة صحية لهم أو مقابل مادى يكفل لهم الحق فيما يقدموه لغيرهم من المرضى.
وردا على استمرار ما وصفته نقابة الأطباء بتجاهل وزارة الصحة لأعضائها، أعلنت النقابة عدة قرارات تطالب أعضائها بالالتزام بها حالة عدم توافر المستلزمات الاساسية المطلوبة للوقاية من العدوى، وطالبتهم بتحرير مذكرة رسمية لمدير المنشأة الطبية والنقابة الفرعية، وإرسال مذكرة للنقابة العامة للأطباء، ثم ترسل النقابة الفرعية إنذارا لمدير المنشاة الطبية لسرعة توفير المستلزمات الأساسية.
كما منحت النقابة لأعضائها حق الامتناع عن العمل فى المنشأة الطبية أو القسم الفنى الطبى المشار إليه، وذلك لحين توفير المستلزمات الضرورية لمكافحة العدوى والوقاية منها، حفاظاً على صحة المواطنين ولحماية أرواح الفريق الطبى، بجانب مخاطبة وزير الصحة بمذكرة توضح الوضع لاتخاذ الاجراءات اللازمة حياله، وذلك فى حال عدم توفير جهة العمل المستلزمات المطلوبة بعد انذارها.
وطالبت النقابة العامة الأطباء، بسرعة إقرار قاعدة واضحة لاحتساب أى عدوى يتعرض لها الطبيب أثناء ممارسة عمله كإصابة عمل يستحق عنها التعويض وصرف معاش كامل لأسرته فى حالة الوفاة، وتعديل قيمة بدل العدوى الحالى الذى يعتبر مهينا قياسا على ما يتعرض له أطباء مصر من مخاطر يوميه متكررة، متعهدة باتخاذ كافه الإجراءات القانونية والاحتجاجية اللازمة لتأمين الأطباء ضد مخاطر المهنة.
من جانبه، وصف الدكتور هانى مهنى عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، الظروف التى يعمل بها الأطباء فى مصر بأنها الأسوأ والأخطر على الإطلاق، مشيرا إلى أن حياة الطبيب المصرى تساوى فقط 19 جنيها، ويعمل بأجر زهيد ليموت فى النهاية من العدوى بلا مقابل.
وأشار مهنى، إلى أنهم يفتقدون وجود ساعات عمل محددة أو أجر عادل، بجانب مواجهتهم لغضب المواطنين الناتج عن تدنى الخدمات الصحية المقدمة، وانعدام التنسيق بين المستشفيات فى حالات الطوارئ، وندرة الحضانات وأسرة العناية المركزة، وغيرها من أزمات سبّبها بشكل أساسى تدنى الانفاق الحكومى على القطاع الصحى وغياب الرؤية للإصلاح الجذرى لأزمة الصحة فى مصر.
وأضاف مهنى، أن بدل العدوى الذى يتقاضاه الطبيب 19 جنيها شهريا، كبدلا عن اصابته بالفيروسات والأمراض المعدية المختلفة التى تتدرج فى الخطورة وصولا إلى الإيدز، لافتا إلى أن أحد الأطباء أصيب بالإيدز نتيجة وخزة بإبرة ملوثة بدم مريض مصاب دون أن يعلم.
وأشار عضو مجلس نقابة الأطباء، إلى أنهم يواجهون صعوبة بالغة فى توفير الوسائل الأكثر بدائية من ماسكات الوجه والسوائل المطهرة والقفازات المعقمة لمكافحة العدوى، لافتا إلى أن ذلك يأتى كنتيجة طبيعية لوضع الدولة الملف الصحى فى ذيل قائمة اهتماماتها، مضيفا: "يحصل الطبيب على 19 جنيها فى حين تحصل بعض الجهات الأخرى على بدلات عدوى تقدر بالآلاف، دون أن يكونوا معرضين للإصابة بالعدوى بشكل حقيقى، ودون أن تمثل الأزمة الاقتصادية وقتها عائقا أمام التمويل".
وتابع:" الدكتورة داليا محرز، طبيبة شابة من الإسماعيلية 28 عاما وزوجة وأم لطفل صغير، لم تكن الأولى وقطعا لن تكون الأخيرة فى سلسلة ضحايا المهنة السامية فى مصر، فمنذ أسبوع أصيبت الطبيبة بعدوى التهاب سحائى أثناء عملها بإحدى القوافل الطبية بالإسماعيلية، لتصعد روحها إلى بارئها بعد دخولها العناية المركزة فى غيبوبة كاملة، وقد تكفل أهل الفقيدة بمصاريف علاجها الباهظة بالكامل فى ظل غياب الرعاية الطبية اللائقة لمرضى الأطباء".
واستطرد: "بهذا المبلغ المهين، تتعرض حياة عشرات الآلاف من الأطباء يوميا لخطر الإصابة بخليط من الفيروسات والأمراض القاتلة، والتى من أبسطها الفيروسات الكبدية المزمنة وتتدرج الخطورة حتى تصل، كما فى حاله الدكتورة داليا محرز رحمه الله عليها التهاب سحائى قاتل، كم إبرة وخزت طبيبا يوما ما لتصيبه بفيروس سى وهو يحاول إنقاذ أحد المرضى وماذا قدمت الدولة لهذا المصاب، وهل تكفى أموال الدنيا كلها لتعويضه عن خسارته لصحته".
فيما اقترح الدكتور حسام كمال عضو مجلس نقابة الأطباء، إعلان مستشفيات الإسماعيلية الحداد لمدة أسبوع يعلق خلالها الأطباء شارات سوداء على البالطو بدءا من السبت المقبل وحتى الخميس، واستقبال وزير الصحة خلال زيارته للإسماعيلية المقرر لها غدا بوقفه حداد لتذكرته بالدكتورة "داليا محرز"، باعتبارها أحد ضحايا منظومة الصحة، وتحريك قضية تعويض ضد وزير الصحة لصالح أسرتها بمليون جنيه مع إلزام الوزارة برد كل تكاليف العلاج، وضم ملفها لقضية بدل العدوى المقرر النطق بالحكم فيها 28 نوفمبر الجارى.
وطالب كمال بفتح حساب لكوارث الأطباء كنوع من تكافل الاطباء فيما بينهم، وتخصيص عوائده للتصرف السريع ومساعدة الأطباء فى أوقات الكوارث، وإلزام جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بإخطار النقابة الفرعية التابعة لها فور حجز أى طبيب فى قسم داخلى بالمستشفى، بالإضافة إلى الضغط لتفعيل القرار الوزارى الخاص بعلاج الأطباء مجانا والعمل على صدور قرار وزارى بعلاج الأطباء فى أى مستشفى تابعه للدولة مجانا على حساب وزارة الصحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة