زاد مسلسل الصراع بين الأشقاء فى السنوات الأخيرة، نتيجة الخلافات فيما بينهم على العقارات الموروثة من الآباء، حيث شهدت منطقة البساتين واقعة قتل استورجى لشقيقه بسبب الإقامة فى شقة والدتهما التى توفيت.
تلقى قسم شرطة البساتين، بلاغا من أهالى المنطقة يفيد بمقتل عامل يدعى "عمر.م" 39 سنة، على يد شقيقه الاستورجى "جمال .م"، وعلى الفور انتقل فريق من رجال المباحث إلى مقر الجريمة، فوجدوا الجثة غارقة فى الدماء أمام الشقة محل الخلاف.
وتمكنت القوات الأمنية من القبض على المتهم وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وكشفت التحقيقات الأولية التى باشرها المستشار هشام حمدى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية، أن المجنى عليه كان يعمل فى مدينة الغردقة عدة سنوات، ولديه شقيقين، وكان يرى أسرته فى السنة مرة واحدة، وعقب وفاة والدته مباشرة عاد إلى مسكن الأسرة وبصحبته سيدة تدعى "أم نورا" تعرف عليها هناك، وأجبر أشقاءه على إقامتها معهم داخل الشقة، إلا أنهما اعترضا بشدة على هذا الوضع، وصمموا على طردها من الشقة على الرغم من ادعائه بأنها زوجته، وحينما طلبوا منه عقد الزواج الرسمى أو العرفى رفض.
وأوضحت التحريات أن المجنى عليه مسجل خطر، وعليه عدد من الأحكام، وأن أهالى المتهم والمجنى عليه عقدوا مجلس عرفى لسماع 3 أخوة من أجل أخذ قرار بشأن تواجد سيدة بينهم داخل مقر إقامتهم بدون صفة رسمية، فأقر المجلس بطرد السيدة، إلا أن هذا الأمر أغضب المجنى عليه، وعلى أثره تشاجر مع أشقائه، قائلا لهما "الشقة لازم تتباع"، وبناء على ذلك قرر ملاك العقار خروج الأشقاء جميعا من الشقة وإغلاقها، لأنها إيجار قديم مفتوح بقيمة 100 جنيه فى الشهر وليست تمليك.
وتبين أن المتهم عاد إلى الشقة وفوجئ بأن شقيقه المجنى عليه متواجد أسفل العقار، فنشب فيما بينهما مشادة كلامية، ثم تطور الموقف إلى اشتباك بالأيدى، وانتهى بإخراج المتهم سكين من جيبه وطعن بها أخوه الأكبر طعنة واحدة بالصدر، مما ترتب عليها سقوطه غارقا فى الدماء، ورأت إحدى الجيران المشهد كاملا، فأخذت تصرخ بصوت عالى لإنقاذ المجنى عليه، وبالفعل تجمع أهالى المنطقة وحاولوا إنقاذه عن طريق الاتصال بسيارة الإسعاف، وحال وصوله إلى مستشفى اليوم الواحد قد فارق الحياة.
من جانبه استمع المستشار شريف معتز رئيس النيابة، إلى أقوال شاهدة العيان الوحيدة بالقضية، ربة منزل، التى رأت بداية الواقعة حتى نهايتها، قائلة إن المتهم جاء إلى الشقة فى تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، ووجد المجنى عليه فى انتظاره أسفل سلالم العقار، وحدثت بينهما مشادات بصوت عالى، فأخرج الأخ الأصغر سكينا من داخل ملابسه التى كان يرتديها، وطعن شقيقه فى صدره، عندما حاول منعه من الدخول، مؤكدة أنها "صوتت" بهدف إسعاف الضحية، فيما أكد الشقيق الأصغر للمتهم والمجنى عليه، بأنه رأى أخيه وهو يأخذ السكين من داخل المطبخ قبل تركهم الشقة.
واعترف المتهم أمام زياد أشرف وكيل النيابة بارتكابه الواقعة كاملة، قائلا إنه كان يحاول الدفاع عنه نفسه لأن المجنى عليه كان يرش فى وجهه بيروسول، وأنه عاد إلى الشقة بعد قرار طردهم منها، مبررا أنه فى أشد الحاجة إلى الإقامة، وأقر بأن السلاح ملك له، مضيفا أن شقيقه الأكبر كان دائما يهددهم ببيع الشقة، حيث قام بإجراء المعاينة التصويرية للجريمة.
وجاء التقرير الطبى الذى يؤكد أن سبب الوفاة طعنة واحدة بأعلى المعدة، فأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد القانونى له فى الميعاد، وقرر قاضى المعارضات تجديد حبسه 15 يوما.
استورجى يقتل شقيقه بسبب خلاف على شقة والدتهما بالبساتين.. التحقيقات تكشف رفض المتهم إقامة سيدة بصحبة المجنى عليه بمسكن الأسرة.. ويعترف: طعنته بسكين دفاعا عن نفسى.. والنيابة تقرر حبسه على ذمة التحقيق
الأربعاء، 04 نوفمبر 2015 12:09 م