أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد وفاة إسراء حسنى لاعبة صيد المحلة.. الرياضة مهنة ضد التأمين.. غياب الوثائق التأمينية أزمة تؤرق ممارسى الألعاب الشهيدة.. ووالد المصارع الراحل أكرم العشرى يحذر من استمرار الإهمال الطبى للأبطال

الإثنين، 30 نوفمبر 2015 06:55 م
بعد وفاة إسراء حسنى لاعبة صيد المحلة.. الرياضة مهنة ضد التأمين.. غياب الوثائق التأمينية أزمة تؤرق ممارسى الألعاب الشهيدة.. ووالد المصارع الراحل أكرم العشرى يحذر من استمرار الإهمال الطبى للأبطال إسراء حسنى لاعبة صيد المحلة
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- والد المصارع الراحل أكرم العشرى يُحذر من استمرار الإهمال لأبطال الألعاب الشهيدة
- الرباع الدولى محمد سلطان: عانيت للحصول على علاج من الإصابة وأضعت أجمل سنوات عمرى
- السرطان يُنهى مسيرة قائد الحديد والصلب بعد تجاهل ناديه واتحاد الكرة وعلاجه
- الأهلى والزمالك والإسماعيلى يتبعون النظام التأمينى.. ورئيس الدراويش ينصح الأندية باتباع هذا النظام



الرياضة تحولت لـ"مهنة" فى معظم دول العالم فأصحابها لهم حقوق وعليهم واجبات، لكن الوضع فى مصر يسير بشكل مغاير تماما للدول المتقدمة.. فالرياضيون الذين يتمتعون بالمزايا هم فئة لاعبى كرم القدم فى الدورى الممتاز فقط دون غيرهم من الدرجات والألعاب الأخرى الجماعية والفردية، منها الآمنة ومنها ما يصنف بأنه الأكثر خطورة.. ولعل حلم "التأمين الرياضى" يُعد أبسط مطالب هؤلاء الأبطال الذين يعيشون فى الظل بدون شهرة أو مكاسب مادية تعوضهم فى حالات الإصابة أو أى أضرار نتيجة ممارسة الرياضات المختلفة.

منذ أيام قليلة شهد دورى الكرة النسائية واقعة مؤسفة بعد وفاة إسراء حسنى لاعبة فريق صيد المحلة، خلال مباراة فريقها أمام مركز شباب الخولى، بعد اشتراكها مع زميلتها لتفقد الوعى وسط غياب طبيب الفريق وعدم وجود سيارة إسعاف فى الملعب، ليضطر زملاؤها لاستئجار سيارة خاصة لنقلها لأقرب مستشفى خاص لتتأكد وافتها بعد مدة زمنية قصيرة بالمستشفى الخيرى بالمحلة.. ليؤكد الدكتور محمود شحاتة، رئيس النادى أن الإدارة ستصرف إعانة لأسرة اللاعبة، بعد انتهاء إجراءات الدفن.

خليفة كرم جابر


تاريخ الرياضة المصرية حافل بالعديد من وقائع الإهمال، ولعل أشهرها وقع فى 27 ديسمبر لعام 2009.. فقد فقدت أسرة المصارعة المصرية البطل الدولى أكرم العشرى "19 عامًا" الذى كان ملقبا بخليفة كرم جابر.. فى وزن 66 كجم على خلفية إصابته بـ"جلطة فى المخ" عقب مشاركته فى بطولة القاهرة المرحلة الثالثة بمجمع الصالات فى بمدينة نصر، بعدها شعر بإرهاق وآلام وتم نقله لأحد المستشفيات بالإسكندرية فيما بعد، لكن قضاء الله قد نفذ.

عادل العشرى، المدير الفنى للمنتخب الإماراتى للملاكمة ووالد المصارع الشاب، أوضح أنه بعد مرور سبع سنوات على وفاة نجله ما زال يُحاول الحصول على حق نجله من خلال ساحات المحاكم ضد مدرب ناديه والمنتخب الوطنى آنذلك حسام مصطفى.. وأيضًا المسئولين عن اللجنة الفنية الذين أصروا على إشراكه فى بطولة الجمهورية رغم علمهم بإصابته، مضيفًا: "أنتظر قول القضاء لكلمته خلال جلسة يوم 10 ديسمبر المقبل ضد من أهملوا فى حالة نجلى، وتسببوا فى أن أسرة كاملة عاشت مأساة كاملة منذ يوم وفاته، كما أن العديد من زملائه تركوا ممارسة اللعبة بعد الحادثة خوفا من المصير ذاته".

المدير الفنى للمنتخب الإماراتى للملاكمة أكد رضاءه بقضاء الله بعد وفاة نجله لكن الخطر الذى حذر منه عدم وجود أى تأمين للرياضيين فى مصر، خاصة فى البطولات المحلية، قائلا: "هناك أبطال يعتبرون العائل الوحيد لأسرهم يجب وضعهم فى الاعتبار للأسف الرياضيين فى مصر بلا ثمن".

إبراهيم عادل مصطفى، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولى المتحدث باسم الاتحاد المصرى، أوضح أنه بالنسبة للمصارعة فلا يوجد أى لوائح مُلزمة للتأمين على اللاعبين فى البطولات المحلية، مضيفًا أن الأمر فى مصر فى حالة وجود تعمد إصابة يقوم الحكم بإعداد تقريره ويتم رفعه إلى الاتحاد الذى يتخذ قرار فيه لكن الإلزام بدفع تعويضات فى حالة الإصابة المزمنة فى مصر يكون من خلال شق جنائى وفى ساحات المحاكم.

ولفت رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولى للمصارعة إلى أن النظام التأمينى فى البطولات الدولية يتم من خلال دفع 100 يورو لكل مصارع، وفى حالة وجود إصابات قوية أو مزمنة فإن التعويضات ربما تتراوح من 250 ألف يورو إلى 500 ألف يورو، إضافة إلى توقيع عقوبات على المصارع المنافس تصل إلى الشطب فى حالة إدانة تقرير الحكم له.

الأمل فى العلاج


واقعة أخرى تُدلل على ضرورة التأمين على الرياضيين وبالتحديد فى الألعاب الفردية، هذه المرة بطلها الرباع الدولى محمد سلطان الذى اضطر إلى إرسال مناشدات لوزارة الرياضة عبّر وسائل الإعلام، من أجل تحمل تكاليف علاجه من إصابته فى الفقرات القطنية وحاجته إلى تثبيت شرائح ومسامير، إلى أن استجاب وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، وقرر تحمل تكاليف علاج بطل رفع الأثقال.

الرباع الدولى شدد على ضرورة وجود وثيقة تأمين للرياضيين والبداية كحد أدنى بلاعبى المنتخب الوطنى، خاصة أن الأمر يمثل أزمة كبيرة فى مصر، قائلا: "احنا فى مصر معروفين أول اللاعب يصاب يترمى على طول وأقرب مثل إبراهيم رمضان خامس العالم فى أولمبياد لندن، طلب الاتحاد منه أن يسافر للعلاج على حسابه الشحصى بدلا من الاهتمام به كبطل صاعد.. "والأمر ذاته بالنسبة لأى لاعب ليس له سند أو ضهر يحميه".

وتابع بطل رفع الأثقال: "هناك لاعبون يأتون للمنتخب الوطنى ويتدربون لمدة شهرين لكنهم أحيانا يتعرضون للإصابة قبل السفر لخوض أى بطولة فالرد يكون جاهزا اتركوا المعسكر للعلاج وبعدين ارجعوا تانى"، مضيفًا: "أنا ربنا أكرمنى باستجابة وزارة الرياضة وقدرت أسافر استراليا وأقابل دكتور هناك وقال لى إنى قدامى 4 شهور علاج طبيعى عشان أرجع تانى، لكن للأسف بسبب إن الاتحاد أهمل فى ورقى ولم يُرسله إلى الوزارة من الأساس الموضوع أخد وقت كتير، فأنا بسبب هذا التباطؤ من الاتحاد ضاع أفضل سنتين فى عمرى خصوصا أنى عندى 26 سنة ولسه قدامى سنة كمان عشان أقدر أرجع لمستوى المطلوب".

نقطة جديدة غاية فى الأهمية أشار إليه بطل رفع الأثقال، قائلا: "الأزمة بالنسبة لأبطال الألعاب الفردية ورفع الأثقال ليست مقتصرة علىّ العلاج فى حالات الاصابة لكن أغلب الأبطال الذين تنتهى مسيرتهم لا يجدون أى عائد مادى أو مصدر دخل آخر، مضيفا أنه لا توجد أى صيغة ملزمة للاتحادات أو الأندية بالتكفل اللاعبين فى حالات الاصابات، قائلا: "عندما يرتبط اللاعب بعقد مع نادى لمدة أربع سنوات لا يحق المطالبة بأى شىء وإلا عدم صرف الراتب الشهرى سيكون الجزاء فى نهاية".

السرطان يُنهى مسيرة شمروخ

المعاناة من غياب التأمين الرياضى ليس مقتصرًا على أبطال الألعاب الشهيدة، إنما يمتد إلى لاعبى كرة القدم فى الدرجات الأدنى أو بمعنى أبسط الذين لا يلعبون فى الدورى الممتاز.. والوقائع كثيرة فى هذا الإطار وأقربها حادثة وفاة قائد الحديد والصلب شعبان حسين الشهير بـ"شمروخ" بعد صراع مع مرض السرطان الذى لم يجد معه أى رعاية من مسئولى النادى الذين تجاهلوا حالته.

واعتمد قائد الحديد والصلب فى مراحل علاجه على تبرعات زملائه إلى أن تدهورت حالته الصحية ووافته المنية، فى ظل تجاهل تام لاتحاد الكرة المصرى ووزارة الرياضة، فى ظل عدم وجود لوائح ملزمة لعلاج لاعب يلعب فى نادى بالدرجة الثالثة.

ميدو ولاعب الإعلاميين

برر مسئولو نادى الحديد والصلب واتحاد الكرة وقتها تجاهلهم لعلاج اللاعب على أنه شىء خارج عن إرادتهم، خصوصا أن المرض ليس إصابة ملعب ولا يمكن تحمل تكاليف علاجه فى ناد ميزانيته محدودة، إلا أن واقعة أخرى ليست بعيدة عن أذهان المصريين تثبت أن بعض الرياضيين فى مصر بلا ثمن!.

فى عام 2004 خلال إحدى المباريات الودية للمنتخب الوطنى أمام نادى الإعلاميين الذى كان يلعب فى الدرجة الثالثة، تسبب أحمد حسام "ميدو"، المدير الفنى الحالى للإسماعيلى فى إصابة مزمنة لـ"مصطفى عبد الرحيم"، لاعب الإعلاميين، والتى تم تشخيصها على أنها قطع فى الرباطين الصليبى والداخلى للركبة وقطع فى الغضروف، احتاج على إثرها للخضوع لجراحتين لكن مسيرته الكروية كانت قد انتهت بالفعل فى هذه اللحظة ليلجأ اللاعب إلى ساحات القضاء ضد ميدو من أجل الحصول على تعويض من المهاجم الدولى.

التأمين فى مصر

بالنسبة لمصر هناك أندية قليلة تتبع النظام التأمين على لاعبيها أبرزها كالمعتاد الأهلى والزمالك والإسماعيلى، الذى انضم إلى القائمة مؤخرا، فالقلعة البيضاء مثلا قامت بعمل تأمين خاص لنجوم الفريق أمثل محمود كهربا وأحمد الشناوى وباسم مرسى وأحمد حمودى وفيما كان عدد لاعبى الفريق الذين تم التأمين عليهم 28 لاعبا بقيمة تأمين سبعة ملايين جنيه أى بواقع 250 ألف للاعب، وتضم الوثيقة تغطيات الوفاة نتيجة حادث والعجز الكلى والجزئى الدائم والمؤقت.. الحال نفسه كان بالنسبة للإسماعيلى الذى تضمنت الوثيقة حالة الوفاة، نتيجة حادث والعجز الكلى والجزئى والمؤقت بقيمة التأمين ستة ملايين جنيه على عدد 24 لاعبا.

فيما يُعتبر الأهلى رائدا فى هذا المجال الذى نفذه باحترافية تحسب له عبر مسيرته ومن الوقائع التى تدلل على هذا تعاقده مع شركة للتأمين على لاعبى الفريق لمدة 21 يوما، وهى مدة مشاركة الأحمر فى بطولة العالم للأندية المُقرر، التى أقيمت بالمغرب خلال الفترة من 11 حتى 21 ديسمبر لعام 2013، وذلك مقابل 5590 ألف جنيه، وبرر مسئولو الأحمر آنذاك لإقدامهم على هذه الخطوة لأن الاتحاد الدولى للعبة لا يتحمّل علاج أى لاعب حال إصابته فى مونديال الأندية، فيما يتحمّل الفيفا تكاليف علاج أى لاعب إذا ما أُصيب فى بطولة للمنتخبات.

الأندية المصرية تقوم بالتأمين على أبرز لاعبيها بينما لا يمتد الأمر عناصر الناشئين إلا فى حالات نادرة، بينما دول العالم المتقدمة كرويا تهتم بمسألة التأمين على كل عناصر اللعبة ومنها الجماهير أحيانا فى البطولات الكبرى مثلما يحدق فى كؤوس العالم، وبالنسبة للاعبين تقوم الشركات الكبرى بالتأمين على أجزاء معينة من جسدهم، مثل ذراع المهاجم الإنجليزى الشهير مايكل أوين فى مونديال ٢٠٠٢ بكوريا واليابان.

الحل القانونى


حول إمكانية تطبيق مسألة التأمين الرياضى بالهيئات الرياضية المصرية أوضح المستشار بسام عبد الكريم، الممثل القانونى للجمعية العمومية باللجنة الأولمبية، نائب رئيس اتحاد تنس الطاولة، أن القانون الذى يحكم حاليا المؤسسات الرياضية والهيئات الشبابية صدر عام 1970، والذى ظهر حاجته للعديد من التطوير بعدما طرأت مستحدثات مثل الاحتراف والتسويق إضافة إلى نظام التأمين.

وأشار عبد الكريم إلى أن الحال الوحيد فى لتطبيق التأمين الرياضى الإجبارى إدراجها فى قانون الرياضة الجديد، الذى سيتم إقراره من خلال البرلمان القادم، موضحا طريقة التنفيذ قائلا: "الاتحادات أو الأندية تقوم بعمل وثيقة تأمينية تضم كل اللاعبين المقيدين خلالها تكون إجراءاتها مرتبطة بعملية القيد نفسها واستخراج الكارنيه مقابل دفع رسوم سنوية أو شهرية على حسب الاتفاق مع الشركات، لافتًا إلى أن الوثيقة التأمينية تكون فى حالة الإصابات أو الوفاة من الممكن أن تمتد إلى حالة أخرى، لكن الخطورة الأولى يجب أن تتمثل فى كونها إجبارية كبداية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة