أحمد إبراهيم الشريف يكتب: لماذا لا نستمع لوجهة نظر مشوهى ميادين مصر؟

عفريتة نفرتيتى والرجل مقطوع الرأس للعقاد وسيدى العريان ويوسف شاهين اللى شبه أنيس منصور و"الرقاصة".. كل ذلك يحدث فى ميادين مصر، والشعب يتعجب والفنانون الحقيقيون يستنكرون وموظفو المحليات يتحدون الجميع.

فى البداية نؤكد أن ما يحدث فى ميادين مصر من تشويه يؤكد شيئين مهمين، أن هناك فسادا ومحاباة فى المحليات وأن هذا الفساد وصل لدرجة لا يتخيلها أحد بدليل أنهم وصلوا لدرجة من التباهى بالفشل فيريدون أن يصنعوا من القبح جمالا، والأمر الثانى الذى سنتوصل إليه بكل سهولة أننا لسنا أحفاد الفراعنة.

وتخيل معى أن مواطنا من عهد الفراعنة عادت إليه الروح فجأة وكان مكان بعثه فى أحد ميادين مصر، فلما أبصر ما حوله وجد تمثالا مشوها لا المقاييس مضبوطة ولا الألوان ثابتة ولا المعنى واضح.. ماذا سيفعل حينها المواطن الفرعونى؟.. بالتأكيد سيظن أن الله قد بعثه فى مكان آخر غير مصر ولن يصدق أبدا لو حلفنا له بكل الأيمان أن الله قد بعثه فى أرض مصر وأنه الآن يطالع عملا فنيا، حينها فقط سيتأكد بأن الله قد أرسله للجحيم بسبب الشياطين المحيطة به فى الميدان.

ولست أقصد بنفى انتمائنا للفراعنة أنه ليس هناك فنانون ممتازون، بل مصر ممتلئة بالمبدعين فى كل المجالات التشكيلية ولو فكرنا فى ذكر أسمائهم أو أعمالهم فذلك يحتاج لمجلدات لا حصر لها، لكن أقصد أن الجانب الجمالى لدى صانعى التماثيل أصبحت غريبة ومشوهة.. وهنا يطرح السؤال نفسه فى قوة: أليس من الممكن أن تكون وجهة نظرنا نحن هى الخاطئة؟.. ولماذا لا نستمع لوجهة نظر صانعى تماثيل الميادين المصرية.. يمكن فيها إبداع؟.

لماذا لا يقام مؤتمر ويدعا إليه هؤلاء الفنانون؟! ـ فمن حقهم الاحتفاظ بهذا اللقب إلى أن يثبت العكس ـ ويعرضون وجهة نظرهم، فربما أفكارهم تنتمى لمدرسة فنية لم نعرفها بعد لكنها تتشكل فى السر وسوف تفاجئنا ذات صباح بمجموعة من النظريين الذين سيشرحون لنا الفن الكامن خلف هذه التماثيل، وسيكون هناك تطبيقيون يستفيدون من هذه النظريات فتزداد الميادين تشوها من وجهة نظرنا وجمالا من وجهة نظرهم.

لست هنا للدفاع عنهم فهم لا يملكون شيئا يستحق الدفاع عنه، لكن أحيانا يكون للقبح وجهة نظر، لأننا لو فهمنا منطقهم ورددنا عليهم وخرج كبار الفنانين لتفنيد آرائهم استقر فى وعينا الجمال وفهمنا الصواب والخطأ.