فاجأ عدم حصول أى من أحزاب تيار اليسار، بأى مقاعد من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية الجميع، فالأحزاب التى لها تاريخ كبير فى السابق وعلى رأسها حزب التجمع، لم يستطع ولو أن يكون له مرشح واحد فى مجلس النواب، وهذا ما وضع علامات استفهام كبيرة حول تواجد اليسار فى الشارع وقدرته على توصيل برامجه للناخبين.
وانتشرت مؤخرا دعوات حول تجميع الأحزاب اليسارية فى تكتل واحد، بحيث يتم تعويض ما حدث فى المرحلة الاولى فى الجولة الثانية، ويكون هناك توحيد بينها وإنهاء حالة شتات استمرت لسنوات عديدة، لم تستطع أية قيادة يسارية من وقفها، أو القضاء عليها، وما زال البحث جاريا حول أسباب اختفاء اليسار من المرحلة الاولى من الانتخابات؟!.
أجوبة كثيرة يمكن أن نجدها للرد على هذا السؤال، أبرزها أن اليسار فضل الابتعاد عن القوائم الانتخابية، أو أنه لا يوجد تمويل مالى للأحزاب اليسارية، لكن هل حزب التجمع بتاريخه المعروف لم يستطع نوابه تحقيق نتيجة تقرب من حزب وليد مثل الشعب الجمهورى أو حماة وطن؟!.
وعلق عدد من السياسيون على خيبة امل التيار اليسارى فى الانتخابات، موضحين أن الأزمة لا يعانى منها اليسار فقط، بل أغلب التيار المدنى، مطالبين اليسار بالتوحد خلال الفترة المقبلة للتواجد بقوة فى المرحلة الثانية.
فريدة الشوباشى، الكاتبة الصحفية، قالت إن التيار اليسارى لم يستطع أن يصل للمواطنين فى الشارع وهذا كان سببا كبيرا فى عدم نجاح أيا من مرشحيه فى المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية، موضحة أن معظم الأحزاب ليس لها وجود فى الشارع، وفاشلة.
وأضافت الشوباشى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن أغلب الأحزاب اليسارية كانت تتحدث عن خدمات فقط وليس تشريعات وبرامج،، لافتة إلى أن النتيجة فى المرحلة الأولى أظهرت للجميع وزنهم فى الشارع.
وأوضحت أن التيار اليسارى منقسم فهناك من يرى أنه يسارى متشدد، والأخر يرى أنه يسارى معتدل، مطالبة جميع الأحزاب اليسارية بالتوحد كى تشكل قوة.
من جانبها قالت شاهندة مقلد، الناشطة السياسية والحقوقية، أن بعض المرشحين المستقلين يمثلون التيار اليسارى فى المرحلة الأولى وعلى رأسهم هيثم الحريرى نجل أبو العز الحريرى، موضحة أن عدم فوز أحزاب اليسار بأى مقعد فى البرلمان فى المرحلة الاولى سببه عدم مشاركتهم فى قوائم انتخابية.
وأضافت مقلد، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الجميع الآن يرفع شعارات يسارية، لكن المرحلة المقبلة ستوضح من يتبنى الشعار اليسارى من عدمه، مؤكدة أن المرحلة الانتقالية الحالية التى تعيشها مصر ستكون كاشفة لأغلب القوى السياسية.
وأوضحت أنها تتبنى اقتراح توحد كافة القوى اليسارية فى تكتل يكون له توجه واحد، يعبر عن واقع المجتمع، كى تكون هناك معركة واضحة المعالم بدلا من التشتت الحالى.
فيما أشارت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، إلى أن المال السياسى كان سببا كبيرا فى هزيمة التيار اليسارى فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
وأضافت سكينة فؤاد، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الأحزاب اليسارية تتحمل جزء كبير من خسارتها فى الانتخابات، حيث لم نتنتهز الفرصة وترتب أوضاعها أو تتواصل مع قواعدها الجماهيرية، مطالبة إياها بأن تعى الدرس من المرحلة الأولى.
وطالبت الأحزاب اليسارية أن تجمع شتاتها وتوحد صفوفها وتعلن برامجها للقواعد وتقنع الجميع بتبنى هذه البرامج كى تكون قوى مؤثرة فى المستقبل.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور عمرو هاشم ربييع، نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن سبب عدم حصول الأحزاب اليسارية على أية مقعد فى البرلمان هو ضعفها بشكل كبير، واعتمادها على وسائل الإعلام، موضحا أن هذه هى الصفة الغالبة لمعظم الأحزاب ليس اليسار فقط.
وأضاف نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اليسار عانى كثيرا من المال السياسى الذى استخدم بقوة فى الانتخابات البرلمانية، متوقعا أن تكون نسبة اليسار بشكل عام فى الانتخابات قليلة وقد لا يكون له أية مقاعد فى البرلمان بشكل عام، موضحا أن توحد هذه القوى فى الوقت الحالى "أمر صعب للغاية".
"اليسار".. إلى أين؟.. أحزابه مجتمعة لم تحصد مقعدا واحدا فى المرحلة الأولى.. فريدة الشوباشى: لم يتواصل مع الشارع.. وسكينة فؤاد: المال السياسى سبب هزيمته.. وخبير سياسى: ضعيف ويعتمد فقط على الإعلام
الثلاثاء، 03 نوفمبر 2015 06:47 ص
انتخابات – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة