كتاب "وجبة المساء" لأندريه ميكيل يحكى يوميات دبلوماسى فرنسى فى سجن مصرى

الأحد، 29 نوفمبر 2015 02:15 ص
كتاب "وجبة المساء" لأندريه ميكيل يحكى يوميات دبلوماسى فرنسى فى سجن مصرى كتاب "وجبة المساء"
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذا الكتاب يتذكر المستعرب الفرنسى الكبير أندريه ميكيل، الأستاذ فى الكوليج دو فرانس وأول من رشح نجيب محفوظ فى الغرب لنيل جائزة نوبل، فى كتابه "وجبة المساء.. يوميات دبلوماسى فرنسى فى سجن مصرى" والذى ترجمته الدكتورة رشا صالح، أستاذة الأدب المقارن بجامعة حلوان، والصادر عن المركز القومى للترجمة، ذكريات 4 أشهر قضاها فى سجون مصر وزنازينها.

البداية كانت فى باريس يوم 8 يوليو 1961 بـ"نحن وزير الخارجية، ندعو الجهات المدنية والعسكرية المسئولة عن النظام فى فرنسا، وكذلك السلطات المنوط بها القيام بالمهام نفسها فى البلاد الحليفة أو الصديقة للجمهورية الفرنسية، إلى تسهيل مهمة السيد/ أندريه ميكيل مسئول البعثة الثقافية فى الجمهورية العربية المتحدة، ومنحه المساعدة والحماية التى يحتاج إليها".

وفى شكل يوميات تبدأ من يوم الخميس 14سبتمبر 1961، كتب "ميكيل" تجربته السعيدة الحزينة فى مصر، وقد حرصت اليوميات على أن تسجل نمطين من أنماط رؤية أندريه ميكيل لمصر؛ نمط الرؤية الثابتة المستقرة الدائمة، ونمط الرؤية المضطربة القلقة المؤقتة، وإن كان لم ينعم فى الأولى إلا فترة قصيرة 70يوما، منذ جاء لاستلام عمله مستشارا ثقافيا فى مصر، وسكن هو وأسرته فى حى المنيرة.

لقاء بالمثقفين ورحلة إلى الإسكندرية وزيارة للآثار الفرعونية كانت كفيلة ببث الشك فى شخصية الفرنسى ذى الاثنين والثلاثين عاما القادم لمصر مستشارا ثقافيا لفرنسا فى القاهرة فى استئناف العلاقات المصرية الفرنسية بعد العدوان الثلاثى على مصر فى سنة 1956 نعم كان ذلك كافيا للشك فيه واتهامه بالجاسوسية.

شاب فى الثانية والثلاثين من عمره يجمع بين صفات المبدع فى الأدب الفرنسى، بوصفه كاتبا وقاصا وشاعرا ومثقفا نهماً عارفا باللغات التى تشكل لديه نوافذ على الحضارات الإنسانية مثل الألمانية والإنجليزية والأسبانية والروسية وامتداداتها فى اللغات القديمة وأخيراً العربية الفصحى التى عشقها وقرر أن يرصد مشواره العلمى، الذى كان قد بدأه فى أرقى المؤسسات الأكاديمية فى فرنسا، فى استجلاء مظاهرها الإنسانية والأدبية وتقديم صورة مشرفة عنها لأبناء حضارته ولغاتها.

يكتب "أندريه ميكيل".. الخميس 23 نوفمبر 1961 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض علىَّ باتهام لا يمكن تصديقه وهو الاشتراك فى تنظيم مؤامرة تهدف لقلب نظام الحكم فى الجمهورية العربية المتحدة واغتيال رئيسها.

يكتب "أندريه ميكيل" بعد شهرين من خروجه من المعتقل "أغلق باب الزنزانة علىَّ، وفى ركن، كان هناك وعاء صغير من المطاط للاستخدام المألوف..
- لا تتحرك.. ألا تتحدث العربية؟
- العربية الفصحى، وليست العربية باللهجة المصرية.
أنت كاذب (صفعات أخرى" هل كانت "جانين تسمعهم؟)، هذا ما السبت 25 من نوفمبر.

والكتاب يحكى عن الكثير مما هو موجود حتى الآن فى سجون مصر وزنازينها، يغنى للحظات الحرية البسيطة يقول "حتى الآن المسافة بين عتبة هذا المكان والسجن تبلغ 50مترا على أكثر تقدير، قطعتها بأبطأ سرعة ممكنة متأملا السماء، والسحب الصفراء وقت الغروب، والهواء الجاف العذب، والنهار الهادئ دون ضوضاء سيارة الفولكس فاجن، واليقين من جديد بأننى لا أعبر كابوسا منفردا.

يظل ميكل فى المعتقل حتى السبت 7إبريل 1962 عندما فى السفارة الفرنسية، منتصف الليل، ويظل هذا اليوم محفورا فى ذاكرتى بحروف من نار، ها أنا حر، ولكن عندما رحلنا كان هناك بعض رفاق الشهور الأربعة يبكون.

ومع هذا لم يستطع "أندريه ميكيل" أن يسىء للشعب المصرى، فيقول: "ولن أضيف شيئا آخر على الإطلاق عن هذا الشعب، إلا تأكيدى على أن كل ما عرفته عنهم هو الكياسة وحب الحياة".


موضوعات متعلقة..


كتاب "أمن المنشآت الثقافية" يرصد دور العمل الأمنى لحماية العمل الثقافى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة